Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اربطوا الأحزمة... 2025 مليء بالمطبات في صناعة الطيران

محللون يرصدون تحديات سلسلة التوريد وعيوب البنية التحتية وارتفاع الأعباء الضريبية والتعريفات الجمركية تضعف الطلب على الشحن الجوي

تشير التوقعات إلى أن شركات الطيران ستحقق أرباحاً عالمية 36.6 مليار دولار في عام 2025 (أ ف ب)

ملخص

يقول الاتحاد الدولي للنقل الجوي إنه في حال استمر التوجه المؤيد للأعمال في فترة ترمب الأولى في هذه الإدارة، فقد تكون المكاسب من إلغاء التنظيمات وتبسيط الأعمال كبيرة، مذكراً بأن هناك حالاً من عدم اليقين في شأن الدعم الحكومي لجهود صناعة الطيران في تقليص انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة حتى تتضح السياسة التي ستتبعها الإدارة الجديدة

"تستعد صناعة الطيران لمواجهة عام آخر من التحديات"، هذا ما قاله المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي "IATA" ويلي والش، إذ أشار إلى أن صناعة الطيران تواجه تحديات مستمرة في سلسلة التوريد والعيوب في البنية التحتية والتنظيمات الصارمة وارتفاع العبء الضريبي، وهي عوامل ستؤثر في ربحية شركات الطيران.

بينما أشارت "إياتا" إلى عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي في بعض مناطق العالم، وفصلت الأخطار الرئيسة التي تهدد آفاق صناعة الطيران، وعلى رأسها النزاع، إذ تتدهور التوقعات في حال انتشار الحروب في أوروبا والشرق الأوسط.

أيضاً وصول ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة، إذ تشير "إياتا" إلى وجود عدد من حالات عدم اليقين الكبيرة، فمن المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية والحروب التجارية إلى تراجع الطلب على الشحن الجوي وقد تؤثر أيضاً في السفر التجاري.

أضافت أنه إذا أدت هذه السياسات إلى إحياء التضخم مع زيادة أسعار الفائدة كاستجابة لهذه السياسات، فإن الآثار السلبية في الطلب ستزداد بصورة كبيرة.

ومع ذلك يقول الاتحاد الدولي للنقل الجوي إنه في حال استمر التوجه المؤيد للأعمال في فترة ترمب الأولى في هذه الإدارة، فقد تكون المكاسب من إلغاء التنظيمات وتبسيط الأعمال كبيرة، مذكراً بأن هناك حالاً من عدم اليقين في شأن الدعم الحكومي لجهود صناعة الطيران في تقليص انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة حتى تتضح السياسة التي ستتبعها الإدارة الجديدة.

أيضاً تعتبر أسعار النفط أحد أبرز الأخطار التي تهدد صناعة الطيران، فأسعار النفط المنخفضة وكلف الوقود الناتجة منها تعد من المحركات الرئيسة لتحسين آفاق صناعة الطيران في عام 2025، وإذا لم تتحقق هذه الأسعار المنخفضة لأي سبب، وبالنظر إلى هوامش الربح الضئيلة في الصناعة، فقد تتغير الآفاق بصورة كبيرة.

36.6 مليار من أرباح متوقعة

وعلى رغم التحديات التي تواجهها الصناعة، توقع والش في تصريحات له في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن تحقق شركات الطيران أرباحاً عالمية قدرها 36.6 مليار دولار في عام 2025، وسيكون ذلك نتيجة لجهود كبيرة من شركات الطيران التي ستستفيد من انخفاض أسعار النفط مع الحفاظ على نسبة إشغال الرحلات تتجاوز 83 في المئة، وضبط الكلف بصورة دقيقة، والاستثمار في تقليل انبعاثات الكربون، وإدارة العودة لمستويات نمو أكثر طبيعية بعد التعافي الاستثنائي من جائحة كوفيد.

وقال والش "في عام 2025، ستتجاوز إيرادات الصناعة تريليون دولار للمرة الأولى، أي ما يعادل واحد في المئة تقريباً من الاقتصاد العالمي، مما يجعل صناعة الطيران صناعة استراتيجية مهمة".

واستدرك "لكن تذكر أن شركات الطيران تتحمل كلف تبلغ 940 مليار دولار، إضافة إلى الفوائد والضرائب، ولا تحتفظ سوى بهامش ربح صاف قدره 3.6 في المئة فحسب، أو بعبارة أخرى الفارق ما بين الربح والخسارة، حتى في العام الجيد المتوقع لعام 2025 لا يتجاوز سبعة دولارات عن كل مسافر".

واستطرد والش "مع هوامش ربح ضئيلة بهذه الصورة، يجب على شركات الطيران الاستمرار في مراقبة كل كلفة والإصرار على كفاءة مماثلة عبر سلسلة التوريد خصوصاً من موردي البنية التحتية الذين يتمتعون بالاحتكار الذين كثيراً ما يخيبون آمالنا من حيث الأداء والكفاءة".

بوينغ ومعايير الجودة والسلامة

وتواجه شركة صناعة الطيران العملاقة بوينغ تأخيرات في تسليم طائراتها، ويصادف الأحد المقبل الذكرى السنوية الأولى لانفجار لوحة باب طائرة "بوينغ 737 ماكس 9" التابعة لشركة "ألاسكا" للطيران، وهي الحادثة التي أثارت تساؤلات عدة حول معايير الجودة والسلامة في "بوينغ".

ومنذ ذلك الحين أعلنت "بوينغ" تنفيذ سلسلة من التغييرات، بما في ذلك فرض تدريبات إلزامية للقوى العاملة وزيادة عمليات التفتيش، وأفادت الشركة في بيان الجمعة الماضي، بأنها حسنت نظام "تحدث بصوت عال" لتشجيع الموظفين على الإبلاغ عن أي مخاوف تتعلق بمكان العمل.

لكن هذه الجهود وصفت بأنها غير كافية، إذ قال رئيس ومؤسس شركة "بويد غروب إنترناشيونال" للاستشارات الجوية مايك بويد، خلال مقابلة مع برنامج "Squawk Box Asia" على قناة "سي أن بي سي"، "كان ينبغي تغيير مجلس الإدارة بالكامل، وعلى رغم أن الرئيس التنفيذي الجديد وفريقه يتحدثون عن خطوات إيجابية، إلا أن المشكلة أكثر تعقيداً من ذلك".

وأضاف أن شركات الطيران مثل "ساوث ويست" و"ريان إير" تواجه ضغوطاً مالية كبيرة نتيجة تأخر تسليم الطائرات من "بوينغ"، مما يدفعها إلى إنفاق أموال على صيانة طائرات قديمة كانت تستعد للتقاعد.

وقال بويد إن "بوينغ" تخسر كثيراً من الأرض لصالح أصدقائنا في "إيرباص" ولا شك في ذلك، مشيراً إلى أن الشركة قد تصبح لاعباً ثانوياً مقارنة بـ"إيرباص" في المستقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تعليقاته الإثنين الماضي قال وزير النقل الأميركي بيت بوتيغيغ، وفقاً لوكالة "رويترز"، إن لدى "بوينغ" كثيراً من العمل الذي يجب القيام به، وأضاف أن التغيير الثقافي داخل "بوينغ" هو عملية جارية، والطريقة الوحيدة لتقييمها بالكامل هي رؤية تحسينات مستدامة في النتائج.

كبير المحللين في "أو إيه جي" جون غرانت، وهي شركة متخصصة في استخبارات الطيران، قال إن التحسينات الملموسة لدى "بوينغ" من غير المحتمل أن تظهر قبل نهاية عام 2025 على أقرب تقدير.

وقال غرانت "مع وجود الجهات التنظيمية التي تراقب الشركة من كثب واعتماد عمليات جديدة، من المبكر القول إن الأمور تتحسن، ولكن الخبر السار هو أن الأمور لم تزداد سوءاً من الناحية التشغيلية"، مضيفاً "الوضع المالي وعلاقات العمل مسألة أخرى".

ولم تحقق "بوينغ" أرباحاً سنوية منذ عام 2018، وتعرضت الشركة لنكسة إنتاج أخرى بعد أن نفذ عمالها إضراباً استمر سبعة أسابيع، انتهى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بتأمين العمال زيادة تدرجية في الأجور بنسبة 38 في المئة.

وأكد متحدث باسم "بوينغ" إلى شبكة "سي أن بي سي"، أن الشركة تركز على استقرار أعمالها وتنفيذ خطة السلامة والجودة، موضحاً عشرات الإجراءات التي اتخذتها "بوينغ" في عام 2024، بما في ذلك تغييرات في القيادة وأعضاء مجلس الإدارة، والاستحواذ على "سبيريت إيروسيستيمز"، وتوسيع موقعها في ساوث كارولينا لزيادة إنتاج طائرات "787".

نقص قطع الغيار وصيانة المحركات

وقال المحلل المستقل في شركة "سوبي أفييشين" بريندان سوبي إن مشكلات صناعة الطيران تتجاوز "بوينغ" بكثير، مشيراً إلى أن التحديات تشمل نقص قطع الغيار وصيانة المحركات، موضحاً أن الأمر يتعلق بـ"النظام البيئي بالكامل للشركات المحيطة بالصناعة".

وقال سوبي "لقد كانت فترة صعبة للغاية، ولا توجد أية علامات حقيقية على زوال هذه المشكلات في أي وقت قريب"، مضيفاً "هذه مشكلات ستستغرق سنوات لحلها، وليس مجرد عام واحد".

وأشار إلى أن شركات الطيران تشعر بالإحباط بصورة خاصة بسبب مشكلات الاعتمادية والصيانة لدى شركات تصنيع المحركات، مثل "برات أند" و"يتني ورولز رويس".

وعن المشكلات في "برات أند ويتني"، قدم سوبي بارقة أمل للصناعة قائلاً "ربما تكون قد تجاوزت أسوأ فتراتها".

ماذا يعني هذا للمسافرين؟

وقال بويد إن مشكلات المحركات تجبر عدداً من شركات الطيران، بما في ذلك "هاوايان إيرلاينز" و"سبيريت إيرلاينز"، على إيقاف أجزاء من أساطيلها، مضيفاً أن المحركات غير متوفرة، إذ أوقفت شركة "ويز إير" في الاتحاد الأوروبي تشغيل 40 طائرة لعام كامل.

وأوضح بويد أن "ذلك سيجعل العثور على صفقات بأسعار مخفضة على تذاكر الطيران أمراً أصعب في عام 2025"، قائلاً إنه إذا كنت تبحث عن تذاكر طيران رخيصة جداً، فلا أعتقد أن حتى الرئيس التنفيذي لشركة "رايان إير" مايكل أوليري، يمكنه أن يعد بذلك.

من جانبه، توقع مؤسس موقع" كوينغ" للسفر الجوي سكوت كيز، ارتفاع أسعار تذاكر الطيران في عام 2025، وفي منشور بتاريخ الـ30 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، استعرض كيز كيفية تغير كلفة الرحلات الجوية من الولايات المتحدة وإليها وداخلها منذ الجائحة.

ومع ذلك أشار سوبي إلى أن مشكلات القدرة الاستيعابية الناتجة من الطائرات المتوقفة قد تعوض بزيادة في عدد الرحلات الجوية، خصوصاً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إذ لا تزال الصناعة تتعافى من تداعيات الجائحة.

وقال إن أسعار تذاكر الطيران بدأت تعود لمستويات طبيعية أعلى من الأسعار التي كانت عليها قبل جائحة كوفيد، ولكنها أقل من مستويات ذروتها في 2022، ومع ذلك فإن الكلف وقضايا سلسلة التوريد لا تزال قائمة. وأشار إلى أنه قد يكون هناك بعض التحسن هذا العام،  مستدركاً "لكن بصورة عامة، لا تزال التحديات قائمة".

اقرأ المزيد