Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"إعدام" علني لمختار في ضواحي دمشق متهم بالارتباط بنظام الأسد

الشرع يستقبل وزير الخارجية الإيطالي والشيباني يستعد لجولة أوروبية وتركيا تمنح سوريا مهلة لحل مسألة الأكراد

ملخص

يرى حلفاء غربيون لتركيا تتقدمهم الولايات المتحدة، أن القوات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تسيطر على مناطق في شرق البلاد وشمالها، أدت دوراً جوهرياً ضد تنظيم "داعش"، وستكون أساسية للحؤول من دون محاولته إعادة تجميع صفوفه.

أعدم مسلحون محليون بشكل علني صباح اليوم الجمعة مختار دمّر، أحد الأحياء في ضواحي دمشق، المتهم بارتباطه بسلطات النظام السوري السابق في عهد بشار الأسد، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في حين قتل ثلاثة أشخاص اليوم في حادثة تدافع في المسجد الأموي بالعاصمة السورية.

وقال محافظ دمشق ماهر مروان، "وقعت حادثة مؤسفة اليوم في المسجد الأموي الكبير نتيجة تدافع أثناء إحدى الفعاليات المدنية المقامة في المسجد ومحيطه، مما أسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح".

أما في دمّر، فقال "المرصد السوري" إن مختار الحي "مازن كنينة الذي كان يعد من أكثر الشخصيات المعروفة بالولاء للنظام السابق في المنطقة، تم إعدامه من قبل عناصر محليين ينتمون لإدارة العمليات العسكرية".

وبحسب المرصد، يتهم كنينة "بكتابة تقارير أمنية كيدية تسببت في ملاحقة العديد من شباب المنطقة، وإدخالهم السجون حيث تعرضوا للتعذيب". وأضاف أن كنينة "يُعتبر السبب الرئيسي في معاناة الكثير من الأهالي، حيث أدى دوره إلى فقدان العديد من الشباب حياتهم أو تعرضهم للظلم".

وأورد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "الإعدام حصل صباح الجمعة في ساحة علنية أمام عدد من الأهالي".

وانتشرت صورة لما قيل إنها جثة كنينة وهي مربوطة بجذع شجرة وعلى جبينه ما يبدو أنه أثر طلق ناري ودماء على الأرض، ومن حوله أطفال ينظرون إلى جثته. وانتشر مقطع فيديو يظهر الأطفال وهم يقومون بضربه بعصا على جسده أو ركله على رأسه وهو مربوط بجذع الشجرة، بينما قام بعضهم بالتصوير. ووثّق المرصد صحتهما.

ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من صحة الصورة والمقطع بشكل منفصل. ولم تعلّق السلطات الجديدة على خبر إعدام كنينة رداً على سؤال الوكالة.

وأطلقت السلطات الجديدة عدّة حملات أمنية في مناطق مختلفة في البلاد لملاحقة المرتبطين بالنظام السابق، أسفرت عن اعتقال العديد من الأشخاص. وتعهّد رئيس الاستخبارات العامة في الإدارة السورية الجديدة أنس خطّاب "إعادة هيكلة" المنظومة الأمنية في البلاد بعد حل كل فروعها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "سانا" في ديسمبر (كانون الأول).

وزير الخارجية الإيطالي في دمشق

سياسياً، التقى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني اليوم الجمعة قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع خلال أول زيارة لدمشق التي يتوافد إليها مسؤولون أوروبيون.

ولم تكشف وكالة أنباء سانا الرسمية فحوى اللقاء.

وكان تاياني التقى في وقت سابق نظيره السوري أسعد الشيباني الذي أعلن أنه سيقوم بجولة أوروبية، إذ قال "من دواعي سروري الإعلان أني سأترأس وفداً رفيع المستوى في جولة لأوروبية تشمل عدة دول أوروبية لتعزيز التعاون والشراكة في شتى المجالات".

وأدلى بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك عقد بعد لقاء وزير الخارجية الإيطالي.

وقال تاياني إنه أثار مسألة العقوبات المفروضة على سوريا بعد بدء النزاع عام 2011 بسبب قمع التظاهرات المطالبة بالديمقراطية معتبرا أنها "لم تكن موجهة ضد الشعب السوري بتاتاً".

وأضاف أنها "فُرضت بسبب نظام مختلف (...) التصريحات التي أدلت بها في وقت سابق مسؤولة ملف العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات تسير في الاتجاه الصحيح".

وأشار الاتحاد الأوروبي صباح الجمعة إلى أنه قد يعمد إلى تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا في حال تحقيق "تقدم ملموس" من جانب السلطات الجديدة.

 

ورحب الشيباني بموقف تاياني بشأن العقوبات التي "تشكل عائقا أمام عودة اللاجئين... والتعافي الاقتصادي".

وبدأ تاياني زيارته الجمعة بجولة في الجامع الأموي وسوق الحميدية.

وذكر أنه سيعلن خلال زيارته لسوريا عن "حزمة أولى من المساعدات للتعاون التنموي".

وصرح تاياني لوكالة الصحافة الفرنسية من المسجد الذي بُني قبل 1300 عام ويعتبر "أحد أجمل المساجد" في العالم "لمن دواعي سروري أن أكون هنا هذا الصباح تعبيرا عن احترامي وتقديري للسوريين على اختلاف معتقداتهم".

الموقف التركي

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم الجمعة إنه ينبغي منح الإدارة السورية الجديدة فرصة لحل مسألة وجود المسلحين الأكراد في البلاد، لكنه أكد أن أنقرة ستتخذ إجراءات ضدهم إذا لم يحدث ذلك.

وأضاف فيدان خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول أن من الخطأ تصنيف معركة بلاده ضد المسلحين الأكراد على أنها معركة ضد الأكراد، مشيراً إلى أن أنقرة تقيم في الوقت الراهن وجودها في سوريا في ضوء الوضع الجديد هناك.

وقال إن روسيا اتخذت قراراً عقلانياً جداً عندما أوقفت دعم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، بينما كان بوسعها أن تدعمه عسكرياً في وقف تقدم مقاتلي المعارضة. وأضاف أنه لا يتوقع أي مشكلات مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب بسوريا على رغم دعم واشنطن جماعات تعدها أنقرة إرهابية.

 

ورداً على سؤال حول سياسة فرنسا في شأن المتطرفين المعتقلين في سوريا، قال فيدان "لديهم سياسة لا تقوم على إعادة السجناء من أعضاء تنظيم ’داعش‘ إلى بلدهم. لا يأبهون لأمننا (...) يعطون الأولوية دائماً لمطالبهم الخاصة"، مشدداً على أن باريس "يجب أن تستعيد مواطنيها وتضعهم في سجونها وتحاكمهم".

وبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس في روما مع نظرائه الأوروبيين سبل إرساء الاستقرار في سوريا ومنع اندلاع نزاع، في حين تهدد أنقرة بشن هجوم ضد القوات الكردية في البلد الذي دمرته الحرب.

وهذه الجولة هي الأخيرة على الأرجح لبلينكن قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن وتولي دونالد ترمب سدة الرئاسة خلفاً له في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الحالي. وفي هذه الجولة التي قادته إلى كوريا الجنوبية واليابان وفرنسا توجه بلينكن إلى روما للمشاركة في اجتماع عمل حول سوريا.

وفي تصريح لصحافيين لدى بدء المحادثات قال وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني إن القوى الغربية تسعى لكي تكون "سوريا مستقرة وموحدة"، بعد شهر على إطاحة فصائل المعارضة رئيس النظام السابق بشار الأسد.

تزايد المخاوف

لكن المخاوف تتزايد على خلفية تهديد تركيا بشن هجوم ضد القوات الكردية في سوريا، وخصوصاً تلك المرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة "إرهابياً".

وقُتل 37 شخصاً الخميس في معارك استخدم فيها الطيران بين القوات الكردية والفصائل المعارضة الموالية لتركيا في منطقة في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود. وتسعى تركيا، وفق محللين، إلى جعل الأكراد في موقع ضعيف في سوريا على ضوء الأحداث الأخيرة.

في المقابل، يرى حلفاء غربيون لتركيا تتقدمهم الولايات المتحدة، أن القوات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تسيطر على مناطق في شرق البلاد وشمالها، أدت دوراً جوهرياً ضد تنظيم "داعش"، وستكون أساسية للحؤول من دون محاولته إعادة تجميع صفوفه.

وأصر بلينكن الأربعاء على أن تركيا لديها "مخاوف مشروعة" في شأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل سوريا، ودعا إلى حل في البلاد يشمل مغادرة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في باريس "هذا مسار سيتطلب بعض الوقت، وفي غضون ذلك، ما لا يصب بعمق في صالح كل الإيجابيات التي نراها تحصل في سوريا، سيكون (اندلاع) نزاع، وسنعمل بجد بالغ لضمان ألا يحصل ذلك".

ويشارك في محادثات روما وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ومسؤولان رفيعان من فرنسا وألمانيا.

تخفيف العقوبات

كذلك ستتناول المحادثات في روما مسألة تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، وفي حال تم التوافق على ذلك موعد اتخاذ هذه الخطوة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال تاياني "علينا أن نعالج مسألة العقوبات. ليست أمراً مفروغاً منه لأن الأوضاع السياسية تغيرت".

وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الأربعاء في تصريح إذاعي الى أن بعض العقوبات المفروضة على سوريا "قد تُرفع سريعاً".

وأعلنت واشنطن من جهتها الأسبوع الماضي تخفيفاً موقتاً للعقوبات المفروضة على سوريا "لعدم عرقلة" توفير الخدمات الأساس.

لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم سينتظرون لرؤية التقدم قبل أي تخفيف أوسع للعقوبات - ومن غير المرجح أن تقبل إدارة بايدن في أيامها الأخيرة التكاليف السياسية لشطب "هيئة تحرير الشام" في سوريا من قائمة "الإرهاب" السوداء.

اتفاق القوى الغربية

من جهتها، تبدو القوى الغربية متفقة إلى حد كبير في شأن سوريا، إلا أن بعض الخلافات لا تزال قائمة.

وكرر بلينكن دعوات الولايات المتحدة إلى الدول الأوروبية لإعادة مواطنيها المحتجزين في سوريا بسبب نشاطهم مع تنظيم "داعش" الذين يقبعون في معسكرات شاسعة يديرها المقاتلون الأكراد.

وزار وزير خارجية فرنسا ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك الأسبوع الماضي دمشق، حيث التقيا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.

إعادة توحيد البلاد

من جهته، تعهد الشرع الذي يواجه تحدي إعادة توحيد البلاد، حل كل الفصائل المسلحة ومن بينها "هيئة تحرير الشام".

والتقت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف الشرع الشهر الماضي وأبلغته بأن واشنطن ألغت المكافأة المالية البالغة 10 ملايين دولار التي كانت مخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله.

وسيزور وزير الخارجية الإيطالي دمشق الجمعة بعد الاجتماع.

وتعهدت الحكومة اليمينية المتشددة في إيطاليا تقليص الهجرة. فقد سعى ملايين السوريين إلى الحصول على لجوء في أوروبا أثناء الحرب الأهلية في بلادهم، مما أثار ردود فعل عنيفة في بعض أجزاء القارة هزت السياسة الأوروبية.

وعلى نقيض القوى الأوروبية الكبرى الأخرى، تحركت إيطاليا لتطبيع العلاقات مع الأسد قبل أسابيع فقط من سقوطه، مفترضة أنه حقق "نصراً فعلياً" في الحرب.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار