ملخص
شون ديتش الذي لم يكن الخيار المثالي لإيفرتون، قاد الفريق في فترة صعبة شهدت تحسينات محدودة قبل أن يرحل تاركاً الفريق في مواجهة تحديات هجومية وإستراتيجية كبيرة مع بداية حقبة جديدة.
لم يكن شون ديتش المدير الفني الذي أراده إيفرتون حقاً، ومع ذلك، ولمدة 18 شهراً كان هو الشخص الذي يحتاجون إليه.
لم يكن المدير الفني لأحلامهم لكنه كان واقعياً بصورة قاسية في فترة هددت بأن تكون الأكثر قتامة في تاريخ النادي ثم فجأة تغير واقعهم، تماماً كما تغير واقعه.
إن وصول الملاك الجدد من مجموعة "فريدكين" وبداية عصر سيشمل الانتقال إلى ملعب على أحدث طراز بقيمة 760 مليون جنيه إسترليني (935 مليون دولار) سيتطلب حتماً مديراً فنياً جديداً يرمز إلى الطموح.
لم يصل ديتش إلى ملعب إيفرتون الجديد في "براملي مور"، لكنه لم يكن ليفعل ذلك أبداً، ليس بسبب انتهاء عقده في الصيف المقبل، ولكن ربما كانت هناك فرصة لبقائه حتى نهاية الموسم لكنه تحول من رجل كان من المفترض أن يمثل ضمانة للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى رجل جعل إيفرتون يبدو أكثر عرضة للخطر بسبب نهضة المنافسين مثل ولفرهامبتون وإبسويتش تاون، ولكن قبل كل شيء، بسبب عجزهم المزمن عن تسجيل الأهداف أو الفوز بالمباريات.
لم تكن هناك صلابة أكثر من تلك التي في الفرق التي دربها ديتش، لكن المدير الفني الذي نادراً ما شكك في نفسه فقد القليل من الثقة في قدرته على استحضار حال التحسن، وقد يكون محبطاً لرحيله لكن الانطباع هو أنه لم يكن مُدمراً.
يغادر ديتش منصبه بعد ثلاثة انتصارات في نصف موسم، وأربعة إذا ضُمنت مباراة كأس رابطة الأندية الإنجليزية "كاراباو" ضد دونكاستر، وربما حرمته إقالته قبل ثلاث ساعات من مواجهة كأس الاتحاد الإنجليزي مع بيتربورو من تحقيق الفوز الخامس.
لقد قيل شيء ما عن أن أبرز أحداث موسم ديتش حتى الآن كانت التعادلات، فقد حقق فريقه ثلاثة تعادلات مع أرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي، بل إن الفريق بدأ يلعب من أجل التعادل السلبي مستعيناً ببطولات حارس مرماه جوردان بيكفورد.
إن روح "البلوز" تشكل جوهر هوية إيفرتون، لكن في فترة ما تحول الفريق إلى مدرسة للعلوم لكنه لم يعد كذلك الآن، وربما كان بوسع ديتش زعم أن إيفرتون لعب وفقاً للنسب المئوية، حتى وإن لم يكن هناك كثير من البراعة في دفع الكرة إلى الأمام، ولكن الأرقام كانت مدمرة في النهاية، فقد فشل إيفرتون في التسجيل في ثمانٍ من آخر 10 مباريات خاضها تحت قيادة ديتش، وكان هداف الفريق في ذلك الوقت هو كريغ داوسون، وأثبت قلب دفاع ولفرهامبتون واندررز أنه أكثر غزارة من كل مهاجمي إيفرتون مجتمعين، وهذا يعني شيئاً ما عن مدى سوء الأداء، وربما كان من المناسب أن يفشل إيفرتون في تسديد أية تسديدة على المرمى في المباراة الأخيرة لديتش، أمام بورنموث السبت الماضي.
ولكن في حال الكرات الثابتة كان الفريق عاجزاً، فقد كان هدف إيليمان ندياي في ملعب "الاتحاد" هو الهدف الوحيد الذي لم يتضمن موقفاً من كرة ثابتة في تلك المباريات الـ10.
ولم يسجل إيفرتون سوى سبعة أهداف من اللعب المفتوح، وهو أقل عدد في الدوري، وأقل من 18 هدفاً سجلها في العام الماضي.
لقد كان بوسع ديتش أن يجعل الفريق يدافع وكان بوسع مساعديه ستيف ستون وإيان ووان أن يخلقا تهديداً عبر التدريب على الركلات الحرة والركلات الركنية، ولكن لا شيء آخر، ويبدو هذا دليلاً على ما كان يشتبه به أغلب الناس، وهو أن ديتش لم يكن ليتمكن من تقديم أداء أفضل مع لاعبين مختلفين، وكان إيفرتون الأقل استحواذاً على الكرة في الدوري الإنجليزي الممتاز ويبدو الأقل إبداعاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع ذلك نجح ديتش في التعامل مع الأوقات العصيبة، وكان هذا عصر التقشف الذي عاشه إيفرتون، مع تحقيق أرباح في سوق الانتقالات طوال فترة حكمه.
وكان هناك موقف شبه كوميدي حين كان اللاعب الأصغر من الظهيرين الأيمنين في إيفرتون ــ نظراً إلى عدم ثقة ديتش في ناثان باترسون ــ يبلغ من العمر 36 سنة، وكان الأكبر سناً وهو آشلي يونغ زميلاً سابقاً للمدير الفني البالغ من العمر 53 سنة.
وكان على ديتش أن يكتفي بهذا، وهو ما فعله لمدة موسم ونصف الموسم، وتجدر الإشارة إلى أن إيفرتون حصل على 15 نقطة من 20 مباراة تحت قيادة فرانك لامبارد في موسم (2022- 2023) و21 نقطة من 18 مباراة تحت قيادة ديتش، في تحسن كان مطلوباً، وبلغ ذروته بتسديدة عبدالله دوكوري القوية ضد بورنموث للحفاظ على حظوظ الفريق في البقاء بالدوري، إلى جانب الفوز السريالي بنتيجة (5 - 1) على برايتون والفوز الحاسم في "ديربي ميرسيسايد" في أبريل (نيسان) الذي كان من بين الأيام العظيمة في فترة ولايته.
في الموسم الماضي حصل إيفرتون تحت قيادة ديتش على 48 نقطة، على رغم أن خصم النقاط قلص حصيلته إلى 40 نقطة.
وأثبت مزاجه المتوازن أنه من الضروري وسط الضربات المعنوية لرؤية النتائج التي حققها فريقه بشق الأنفس في أرض الملعب أن تُلغى بسبب الفشل الإداري في أزمة اللعب المالي النظيف.
وربما ساعدت إشارات ديتش المتكررة إلى تجاهل "الضوضاء" الخارجية وحال عدم اليقين في شأن مستقبل إيفرتون وسط محاولات المالك السابق فرهاد موشيري المضللة لبيع النادي إلى "777 بارتنرز".
وعلى مدى فترة تولي ديتش منصبه، تجنب إيفرتون التهديدات الوجودية المزدوجة المتمثلة في الإفلاس والهبوط، وربما يكتب اسم ديتش في تاريخ إيفرتون باعتباره الجسر الذي قاد الفريق إلى حقبة أفضل أو المدير الفني الذي استنزف الزخم الهجومي للفريق، مما أدى إلى نهاية بقائه الذي دام 71 سنة في الدوري الممتاز، وتقول إحدى النظريات إنه كان ليحافظ على الفريق في الصدارة ثم يصعد، ولكن بدلاً من ذلك رحل وترك إرثه في أيدي شخص آخر.
ربما لا توجد كثير من الذكريات الجميلة عن فترة توليه المنصب، فقد كانت الإشارات إلى "الثالوث المقدس" لإيفرتون تشير إلى آلان بول وهاوارد كيندال وكولين هارفي، وليس ديتش وووان وستوني، وربما لم يكن ديتش، الذي يدرك أنه لم يتبق له سوى بضعة أشهر في منصبه قد فوجئ عندما قال الثلاثاء الماضي إن أندية مثل إيفرتون يجب أن تخطط لإيجاد خليفة له، لكن الأمر متروك الآن لهذا الخليفة لتقديم مزيد من الإثارة.
© The Independent