Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيلون ماسك يدفع بقطار اليمين المتطرف في أوروبا

الشعبويون يقودون بأنفسهم أو ضمن ائتلافات حكومات 7 دول ويشكلون تحالفات عابرة للحدود

اتهامات أوروبية لإيلون ماسك بالتدخل في شؤون دول القارة العجوز (اندبندنت عربية) 

ملخص

تتصاعد الانتقادات الموجهة لصاحب منصة "إكس" إيلون ماسك بسبب دعمه لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا ومعاداته لحكومات اليسار والوسط في دول مثل بريطانيا وألمانيا، لكن ذلك لا يلغي حقيقة تمدد التيار الشعبوي في القارة العجوز مع وصول أحزابه للسلطة في سبع دول وتكليف أحد زعمائه بتشكيل حكومة في النمسا أخيراً، إضافة إلى توقعات بفوز "البديل لأجل ألمانيا" في المرتبة الثانية بالانتخابات الألمانية في فبراير المقبل.    

الملياردير الأميركي إيلون ماسك يمارس تدخلاً مباشراً في شؤون دول القارة العجوز وفق وصف بعض التقارير الإعلامية الغربية، أما الآلية فهي دعم خطاب أحزاب اليمين المتطرف في هذه الدول، سواء كانت في السلطة أو في صفوف المعارضة.

آخر فصول الدعم هو اللقاء الذي أجراه ماسك عبر منصته "إكس" أمس الخميس مع زعيمة "البديل لأجل ألمانيا" أليس فيدل، في دعاية لحزبها اليميني المتشدد قبل الانتخابات الألمانية العامة المقررة في الثالث والعشرين من فبراير (شباط) المقبل.

بحسب التقارير راقب اللقاء أكثر من 150 مختصاً كي يتأكدوا من عدم انتهاك ماسك للقواعد الرقمية في الاتحاد الأوروبي، وعلى رغم ذلك أوصى المرشح لوزارة الكفاءة الأميركية الألمان بأن يصوتوا لحزب فيدل من أجل إنقاذ بلادهم، على حد تعبيره.

بغض النظر عن استنتاجات من قبيل أن هتلر كان شيوعياً، والذي يعجز من البشر عن مغادرة الأرض لكوكب آخر سوف ينقرض مثل الديناصورات، وانفتاح ماسك وضيفته على الإيمان بالله، شهد اللقاء الذي امتد على 74 دقيقة محاور يشتعل النقاش حولها في ألمانيا ودول أوروبا بشكل عام منذ عامين على أقل تقدير، مثل تداعيات حرب أوكرانيا. 

 

طبعاً ماسك وضيفته يؤيدون إنهاء تلك الحرب وغيرها من بؤر الصراع في أماكن عدة حول العالم مثل الشرق الأوسط، ويعولون على الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب لإنجاز ذلك. ولكن هل "البحث عن السلام" في أوروبا يلغي عنصرية اليمين المتطرف إزاء المهاجرين وسعي أحزابه إلى استعادة "هوية القارة" الضائعة بسببهم؟

استطلاعات الرأي تتوقع لحزب "البديل لأجل ألمانيا" أن يحل ثانياً في الانتخابات المقبلة، لكن الخشية من وصوله إلى السلطة ما زالت في الحدود الدنيا لأن بقية الأحزاب ترفض حتى الآن مشاركته في حكومة ائتلافية، وهو ما قد يتغير لأن السياسة لا تنطوي على ثابت إلى الأبد وكل اللاءات قد تتحول إلى نعم عند التقاء المصالح بين الأحزاب.

على الحدود الجنوبية لألمانيا يشكو النمساويون أيضاً من "الاستخدام غير القانوني للبيانات" الذي يمارسه ماسك عبر منصته التي بات عدد مستخدميها الناشطين يفوق 600 مليون حول العالم، بخاصة وأن اليمين المتطرف في النمسا التي تتوسط سبع دول أوروبية، مكلف اليوم بتشكيل حكومة جديدة يترأسها زعيم حزب "الحرية" هربرت كيكل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سبع حكومات

نجاح كيكل في المشاورات يعني وصول اليمين المتطرف إلى سابع حكومة في قارة أوروبا، ويعني أيضاً دفعة جديدة لأحزاب التيار التي تحلم بمرحلة ذهبية في ظل الإدارة الأميركية الجديدة المؤيدة للتوجهات الشعبوية في الغرب، وتعد العالم بأكبر حملة ترحيل للاجئين عرفتها الولايات المتحدة في تاريخها بمجرد عودة ترمب إلى البيت الأبيض.

قبل النمسا وصل اليمين المتشدد إلى السلطة في كرواتيا والتشيك وإيطاليا وهولندا وهنغاريا وفنلندا وسلوفاكيا، قاد الحكومة بشكل كامل في بعضها مثل إيطاليا وكان جزءاً من ائتلاف حكومي في بعضها الآخر، ناهيك عن حصول أحزاب التيار على ما يفوق 8 في المئة من مقاعد البرلمان الأوروبي في الانتخابات التي أجريت قبل أشهر.

في روما يقود الحكومة حزب "إخوة إيطاليا" بزعامة جورجيا ميلوني منذ 2022 بعدما فاز بأكثر من 26 في المئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية وتحالف مع تيارات شعبوية أخرى في البلاد، وفي المجر (هنغاريا) يتولى حزب "فيدس" بزعامة فيكتور أوربان السلطة منذ 2010 وفاز في الانتخابات عدة مرات طوال 15 عاماً.

في مايو (أيار) الماضي أدت الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ هولندا اليمين الدستورية، بعد أكثر من سبعة أشهر على فوز الشعبوي خيرت فيلدرز وحزبه "الحرية" في الانتخابات البرلمانية، وبعدها بشهرين فقط أعلن فيلدرز عن انضمام حزبه إلى ائتلاف أوروبي يميني تشكل على يد رئيس وزراء المجر ويضم 4 دول في الاتحاد الأوروبي.


في سلوفاكيا يقود رئيس الوزراء اليميني روبرت فيكو السلطة منذ سنوات، وقد انتخب حليفه بيتر بليجريني رئيساً للدولة منتصف يونيو (حزيران) الماضي بعد أن هزم الدبلوماسي الوسطي المؤيد لأوروبا إيفان كوركوك وحصل على 53 في المئة من الأصوات، وعلى رغم أن مهامه فخرية إلا أن رئيس الدولة يبقى هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن يصادق على المعاهدات الدولية ويُعين القضاة الرئيسيين في البلاد.

في التشيك كان اليميني المتشدد المعادي للمسلمين ميلوش زيمان رئيساً للدولة حتى الأمس القريب، وبينما يقود الشعبويون الحكومة في فنلندا منذ مايو (أيار) 2023 تحرص أحزاب التيار على الاستمرار في قيادة كرواتيا عبر الانتخابات الرئاسية الجديدة.

في فرنسا فاز "التجمع الوطني" في المرتبة الثالثة بانتخابات الجمعية العمومية الأخيرة قبل أشهر، كما أن زعيمة "التجمع" مارين لوبان نافست رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون خلال الانتخابات الأخيرة ولم تكن ببعيدة من الفوز فيها.  

الخصومة مع لندن

تأييد ماسك لليمين المتطرف وصف بـ"الحرب" على أحزاب الوسط واليسار في قارة أوروبا والغرب عموماً، ولعل المظهر الأكثر وضوحاً لهذه "الحرب" تجلى في علاقة مالك "إكس" مع الحكومة البريطانية ورئيسها كير ستارمر، منذ أحداث الشغب التي شهدتها المملكة المتحدة في نهاية يوليو (تموز) الماضي وامتدت لأكثر من أسبوع.

ماسك فتح منصته أمام اليمين المتشدد في المملكة المتحدة خلال تلك الأحداث وانتقد ستارمر وحكومته في اعتقال ومحاكمة أنصار هذا التيار الذين هاجموا المسلمين والمهاجرين في عدة مناطق، فرفض البريطانيون تدخل الملياردير الأميركي في شؤونهم، وأعدت اللجنة المختصة في مجلس العموم وثيقة تطالب باستدعاء ماسك ومساءلته برلمانيا حول مدى التزام "إكس" في عدم نشر ما يخالف القوانين ويهدد أمن البلاد وسلمها الداخلي.

 

لم تلبث عاصفة "أحداث الشغب" أن هدأت قليلاً حتى تجددت المواجهة بسبب انتقاد ماسك لما وصفه بـ "تراخي" ستارمر في مواجهة عصابات الاعتداء على القاصرات في مدن عدة عندما كان النائب العام في بريطانيا بين 2008 و2013، على رغم أن جرائم هذه العصابات استمرت لسنوات طويلة تعاقبت خلالها حكومات عدة على السلطة وتبدل فيها النائب العام لأكثر من مرة. 

وفق تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" أخيراً، يبدو انتقاد الملياردير الأميركي لرئيس الحكومة البريطانية في قضية القاصرات مجرد رأس جبل الجليد في الأزمة بينهما، وقالت الصحيفة إن ماسك ناقش مع عدة أشخاص في المملكة المتحدة لم تسمهم، فرصة إزاحة ستارمر عن السلطة قبل انتهاء الولاية البرلمانية لحزبه العمال في عام 2028.

يمثل ستارمر وحكومته اليوم آخر قلاع اليسار في أوروبا، ومحاربة ماسك له لا تخرج عن سياق دعم مالك "إكس" لليمين المتطرف في دول القارة ومنها بريطانيا التي يقف ماسك فيها خلف حزب "ريفورم" الشعبوي على رغم أنه أخيراً لم يعد على وفاق مع زعيمه النائب نايجل فاراج ويطالب بتغييره لأنه "ليس قادراً على منح الحزب ما يحتاج".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير