Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتقادات الاستجابة للحرائق في لوس أنجليس تتعالى والرياح تتراجع

المدينة تبدو كساحة حرب وحصيلة القتلى ترتفع إلى 11 وسط مخاوف من اشتعال النيران مجدداً

ملخص

تراجعت أسهم شركات التأمين الأميركية أمس الجمعة بعدما قدر محللون أن الخسائر المشمولة بالتأمين والناجمة عن حرائق الغابات في لوس أنجليس قد تصل إلى 20 مليار دولار، مما قد يجعلها الكارثة الأعلى كلفة في تاريخ ولاية كاليفورنيا.

على رغم تراجع قوة الرياح أمس الجمعة تواصل انتشار النيران في لوس أنجليس التي غطى دخان كثيف سماءها، إذ لا تزال الحرائق الرئيسة التي أوقعت ما لا يقل عن 11 قتيلاً خارج السيطرة في هذه المدينة الكبيرة بولاية كاليفورنيا الأميركية، بينما تتزايد الانتقادات حول فاعلية فرق الإنقاذ.

وإزاء عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارماً يسري بين الساعة 18:00 والساعة السادسة صباحاً، في منطقتي باسيفيك باليساديس وألتادينا الأكثر تضرراً.

وأمام حجم الأضرار، طلب حاكم كاليفورنيا غافين نيسوم أمس، "مراجعة مستقلة شاملة" لأجهزة توزيع المياه في المدينة. وقد وصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى، بأنه "مقلق جداً". وكتب في رسالة مفتوحة، "نحن بحاجة إلى إجابات لمعرفة ما حدث".

وصدرت أوامر إخلاء جديدة مساء أمس في منطقة باسيفيك باليساديس. وحذرت ديان كريسويل من الوكالة الفيدرالية للاستجابة للكوارث الطبيعية من أن الوضع "لا يزال خطراً جداً".

ويقدر عدد الأشخاص الذين طلب منهم إخلاء مناطقهم بمئات الآلاف. ونشرت تعزيزات عسكرية أيضاً فيما أوقف عشرات الأشخاص. وقبل قرار فرض حظر التجول عمد مواطنون إلى تسيير دوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم.

 

ساحة حرب

وبدأ الناجون من حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق من مدينة لوس أنجليس في العودة إلى منازلهم بعد إجلائهم منها في الأيام القليلة الماضية، على أمل أن تكون منازلهم قد نجت من أسوأ آثار الدمار.

وبدلاً من ذلك، لم يجد كثر منهم سوى أساسات خرسانية وأنقاضاً وذكريات محتها الحرائق.

وحرائق الغابات هذه هي واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب كاليفورنيا على مر تاريخها. وتظهر صور جوية لبعض الأحياء ومنها باسيفيك باليساديس وألتادينا منازل محترقة بالكامل، وكأنها منطقة حرب.

وقضى 11 شخصاً في الأقل بالحرائق، وفق حصيلة جديدة أوردتها السلطات. ولحق دمار هائل بأجزاء كاملة من ثاني مدن الولايات المتحدة مع انهيار أكثر من 10 آلاف مبنى بحسب جهاز الإطفاء في كاليفورنيا.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض إن المشهد "أشبه بساحة حرب وعمليات قصف".

وعبر بعض الناجين عن سعادتهم بعدما نجوا من هذا الدمار، لكن كثراً آخرين يذرفون الدموع على فقدان منازلهم وسط مخاوف بشأن مستقبل مليء بالشكوك.

 

تقدم جهود مكافحة الحرائق

وساعد هدوء الرياح التي أشعلت حرائق الغابات في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية فرق الإطفاء على إحراز بعض التقدم في السيطرة على الحرائق أمس الجمعة، لكن رياحاً عاتية متوقعة خلال الأيام المقبلة قد تعيد إشعال النيران.

وقالت رئيسة بلدية لوس أنجليس كاريس باس في مؤتمر صحافي، "نحن نبذل قصارى جهدنا للسيطرة على الوضع... نعلم أننا سنشهد زيادة محتملة في قوة الرياح في بداية الأسبوع المقبل".

وأشار بايدن إلى أن المسؤولين الاتحاديين يتوقعون أن تظل الرياح مصدر تهديد حتى أوائل الأسبوع المقبل في الأقل.

وتشكل هذه الرياح كابوساً للإطفائيين لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جداً أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة.

ويشير علماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.

وتراجعت أسهم شركات التأمين الأميركية أمس الجمعة بعدما قدر محللون أن الخسائر المشمولة بالتأمين والناجمة عن حرائق الغابات في لوس أنجليس قد تصل إلى 20 مليار دولار، مما قد يجعلها الكارثة الأعلى تكلفة في تاريخ ولاية كاليفورنيا.

 

وتشير تقديرات شركة "أكيو ويذر" الخاصة إلى أن الأضرار والخسائر الاقتصادية تراوح ما بين 135 و150 مليار دولار، مما ينذر بصعوبة التعافي من الكارثة وارتفاع كلف التأمين بالنسبة إلى أصحاب المنازل.

 

الحرائق الأكثر تدميراً

وذكرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أن من المتوقع هدوء الرياح خلال يومي السبت والأحد إلى 20 ميلاً في الساعة مقارنة بذروة 80 ميلاً التي بلغتها في الأيام الماضية.

وحتى صباح أمس الجمعة كانت ثلاثة حرائق رئيسة لا تزال تستعر في لوس أنجليس. فجانب باليساديس وإيتون اندلع حريق قرب منطقة كالاباسس الراقية، حيث منازل عديد من المشاهير والتجمعات السكنية المحاطة بأسوار.

وتمت السيطرة بشكل كامل على حريق "صن ست" في هوليوود هيلز أول من أمس الخميس بعدما التهمت النيران سلسلة من التلال المطلة على ممشى المشاهير في هوليوود بوليفارد.

ويعد حريقا باليساديس وإيتون الأكثر تدميراً في تاريخ لوس أنجليس، إذ أتيا على أكثر من 34 ألف فدان (13750 هكتاراً)، أي نحو 53 ميلاً مربعاً أو مساحة أكبر من مانهاتن بواقع 2.5 مرة، وحولا أحياء بأكملها إلى رماد.

وأدى حريق إيتون الذي سُيطر عليه بنسبة 30 في المئة الآن إلى إتلاف أو تدمير أربعة إلى خمسة آلاف مبنى، بينما أدى حريق باليساديس الذي سُيطر عليه أيضاً بنسبة ثمانية في المئة الآن إلى تدمير أو إتلاف 5300 مبنى آخر، بما في ذلك عديد من منازل نجوم السينما والمشاهير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مرافق شركة "إديسون"

ومع أنه من المبكر معرفة أسباب الحريق، بدأت تظهر انتقادات في شأن جهوزية السلطات واستجابتها. وقالت مسؤولة فرق الإطفاء كريستين كرولي لمحطة "كاي تي تي في" التابعة لـ"فوكس نيوز"، إن "ثمة نقصاً متواصلاً في الطواقم والموارد والأموال".

ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت.

في الأثناء، قالت شركة "ساذرن كاليفورنيا إديسون" أمس إن أجهزة الإطفاء تحقق في ما إذا كان حريق هيرست الذي لا يزال مشتعلاً راجع إلى مشكلة في البنية التحتية للمرافق التابعة للشركة، مضيفة أنه لم يُبت في الأمر بعد.

وقالت الشركة، وهي وحدة تابعة لشركة المرافق الأميركية "إديسون إنترناشونال"، في إفصاح للجهات التنظيمية، إنه اكتُشف سقوط أحد الموصلات في برج مرتبط بدائرة "إيغل روك – سيلمار" بجهد 220 كيلو فولت. وأضافت، "لا تعرف شركة ’ساذن كاليفورنيا إديسون‘ ما إذا كان الضرر الذي لوحظ قد حدث قبل الحريق أم بعده".

وأشارت "ساذرن كاليفورنيا إديسون" إلى أن المعلومات الأولية تظهر أنه رُصد إرسال إشارات عبر الدائرة في الساعة 06:11 بتوقيت غرينتش، بينما رُصد حريق هيرست في حدود الساعة 06:10 بتوقيت غرينتش في السابع من يناير (كانون الثاني) الجاري.

وقالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا إن حريق هيرست، الذي اندلع في سيلمار بمنطقة سان فرناندو فالي الواقعة شمال غربي لوس أنجليس، أتى على ما يزيد على 770 فداناً واحتُوي 77 في المئة منه حتى الآن.

ولم ترد "إديسون إنترناشونال" بعد على طلب للتعليق أُرسل عبر موقع الشركة على الإنترنت.

وكانت "ساذرن كاليفورنيا إديسون" قد قالت أول من أمس الخميس إنها تلقت إخطارات من شركات تأمين لحفظ الأدلة المتعلقة بحريق إيتون الذي لا يزال مشتعلاً في لوس أنجليس، لكنها قالت إن أياً من أجهزة الإطفاء لم تربط بين مرافق التوصيل التابعة للشركة والحريق.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار