ملخص
قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن الأطراف المعنية باتت "قريبة جداً" من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في القطاع الفلسطيني وتحرير الرهائن المتبقين هناك وعددهم 98.
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن اليوم الأحد، وأطلعه على التقدم المحرز في المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن المحتجزين داخل غزة.
وجاء في بيان لمكتب نتنياهو "بحث رئيس الوزراء مع الرئيس الأميركي التقدم المحرز في المفاوضات للإفراج عن رهائننا، وأطلعه على التفويض الذي منحه لفريق التفاوض في الدوحة بهدف الدفع قدماً نحو الإفراج عن الرهائن".
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن وفداً أمنياً إسرائيلياً رفيع المستوى وصل إلى قطر اليوم، لإجراء محادثات في شأن اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، في إشارة محتملة إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق بعيد المنال حتى الآن.
ويبذل وسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة جهوداً متجددة للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في القطاع الفلسطيني وإطلاق سراح الرهائن المتبقين هناك وعددهم 98 قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).
وقال مكتب نتنياهو أمس السبت، إن الوفد يضم رئيس "الموساد" دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ورئيس ملف احتجاز الرهائن في الجيش نيتسان ألون.
عوائد الضرائب
من ناحية أخرى، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اليوم إن إسرائيل تخطط لاستخدام عوائد الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية لسداد ديونها، البالغة نحو ملياري شيكل (544 مليون دولار) لشركة الكهرباء الإسرائيلية المملوكة للدولة.
وتجمع إسرائيل الضرائب على السلع التي تمر عبرها إلى الضفة الغربية المحتلة نيابة عن السلطة الفلسطينية، وتحول العوائد إلى رام الله بموجب ترتيب قائم منذ فترة طويلة بين الجانبين.
واحتجز سموتريتش نحو 800 مليون شيكل (217 مليون دولار) مخصصة لنفقات الإدارة في غزة، منذ أن أدى الهجوم الذي قادته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى اندلاع الحرب داخل القطاع الفلسطيني.
وقال سموتريتش في اجتماع مجلس الوزراء اليوم إن الأموال المجمدة محفوظة في النرويج، وستستخدم بدلاً من ذلك لسداد الديون المستحقة لشركة الكهرباء الإسرائيلية والتي تقارب ملياري شيكل. وأضاف "قمنا بهذا التحرك بعد إجراءات عدة معادية لإسرائيل، منها اعتراف النرويج من جانب واحد بدولة فلسطينية".
وأردف "أدت ديون السلطة الفلسطينية لشركة الكهرباء الإسرائيلية إلى ارتفاع القروض وأسعار الفائدة، فضلاً عن الضرر الذي لحق بتصنيف الشركة الائتماني، وهو ما انعكس في نهاية المطاف على مواطني إسرائيل".
أكبر الفجوات
والتقى مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أمس السبت، نتنياهو بعد أن التقى يوم الجمعة رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ويقول مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون منذ يوم الخميس الماضي، إنه تسنى إحراز بعض التقدم في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، لكنهم لم يوضحوا التفاصيل. ويتكتم الجانبان على التفاصيل التي يجري العمل عليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن غير الواضح كيف سيعملان على سد واحدة من أكبر الفجوات التي استمرت طوال الجولات السابقة من المحادثات، وهي مطالبة "حماس" بإنهاء الحرب في ظل تأكيد إسرائيل أنها لن تنهيها ما دامت الحركة تحكم غزة وتشكل تهديداً للإسرائيليين.
من جانبه قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان في حديث لشبكة "سي. إن. إن" إن الأطراف المعنية باتت "قريبة جداً" من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في القطاع الفلسطيني وتحرير الرهائن المتبقين هناك وعددهم 98.
قبل مغادرة بايدن
وقال سوليفان إن بايدن يتابع بصفة يومية مستجدات المحادثات في الدوحة، متابعاً "لا نزال مصممين على استغلال كل يوم متبقٍ لنا في السلطة لإنجاز هذه المهمة".
وأضاف أن بايدن "من المرجح، في الأمد القريب، أن يتواصل مع رئيس الوزراء نتنياهو، ونحن لا نستبعد هذا الأمر بأية حال من الأحوال".
وقال إنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق قبل مغادرة بايدن منصبه، لكن من الممكن أيضاً أن تظل "حماس"، على وجه الخصوص، متعنتة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" اليوم الأحد أن 28 شخصاً قتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما ارتفعت حصيلة القتلى الإجمالية إلى 46 ألفاً و565 قتيلاً منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة قبل 16 شهراً.
وقالت الوزارة في بيان إن الجيش الإسرائيلي "يرتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 28 قتيلاً خلال الـ24 ساعة الماضية"، مشيرة إلى أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 46 ألفاً و565 قتيلاً و109 آلاف و660 إصابة" منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم حركة "حماس" على الدولة العبرية.
منظومة التعليم برمتها
وأكدت الناشطة الباكستانية الحائزة "نوبل" للسلام ملالا يوسفزاي اليوم الأحد أنها ستستمر في التنديد بانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان في غزة، خلال قمة للدول المسلمة في باكستان حول تعليم الفتيات.
وقالت الشابة التي تدافع عن حق الفتيات في التعلم خلال كلمة ألقتها في القمة، إن "إسرائيل قضت على المنظومة التعليمية برمتها في غزة". وأشارت إلى "أنهم قصفوا كل الجامعات، ودمروا أكثر من 90 في المئة من المدارس، وهاجموا المدنيين المحتمين في المباني المدرسية عشوائياً"، مؤكدة "سأستمر في التنديد بانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان".
وقد أصيبت يوسفزاي برصاص أطلقه عناصر باكستانيون متشددون عندما كانت في الـ15 من العمر بسبب مناصرتها الحق في التعليم. ونقلت إلى بريطانيا للعلاج، وتحولت بعد تعافيها إلى ناشطة بارزة في هذا المجال، وأصبحت الفائزة الأصغر سناً بـ"نوبل" للسلام التي حصلت عليها في سن الـ17.
المستقبل الذي تستحق
وقالت ملالا يوسفزاي إن "الأطفال الفلسطينيين خسروا أرواحهم ومستقبلهم. وكيف لفتاة فلسطينية أن تحصل على المستقبل الذي تستحقه إن قصفت مدرستها وقتلت عائلتها".
واندلعت الحرب في غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على إسرائيل في أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1208 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
في المقابل قتل أكثر من 46 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين النساء والأطفال في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد هجوم "حماس"، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعدها الأمم المتحدة موثوقة.