Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طلاء زنازين الأسد يغضب عائلات المفقودين: عبث بالأدلة

دعوا السلطات الجديدة إلى التحرك لإيقاف استباحة السجون والتعامل معها كمسارح لجرائم ضد الإنسانية

داخل فرع الاستخبارات العامة السورية السابق 251، المعروف أيضاً باسم الخطيب، دمشق، 25 ديسمبر 2024 (أ ف ب)

ملخص

يظهر في مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين، 20 شاباً وشابة وهم يدخلون مركز اعتقال داخل فرع أمني تبدو على جدرانه عبارات حفرها معتقلون سابقون، قبل أن يقدموا على طلائها ورسم علم الاستقلال الذي تعتمده السلطة الجديدة ويلتقطون الصور أمام رسوماتهم.

أثار إقدام متطوعين على طلاء جدران زنزانة في سوريا غضب عائلات المفقودين والمعتقلين والمنظمات المعنية بالملف التي دعت السلطات الجديدة إلى منع الدخول إلى السجون للحؤول دون "طمس" معالمها و"العبث" بالأدلة.

وفور الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، خرج الآلاف من السجون، لكن مصير عشرات آلاف آخرين ما زال مجهولاً وتبحث عائلاتهم عن أي أثر لهم.

 وفي الساعات الأولى لوصول السلطة الجديدة إلى دمشق، شكلت السجون ومراكز الاعتقال وجهة لآلاف العائلات والصحافيين وسط حال من الفوضى، مما أدى إلى تضرر مستندات رسمية ونهب بعضها الآخر وضياع عدد منها.

استباحة السجون

ويظهر في مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين، 20 شاباً وشابة وهم يدخلون مركز اعتقال داخل فرع أمني تبدو على جدرانه عبارات حفرها معتقلون سابقون، قبل أن يقدموا على طلائها ورسم علم الاستقلال الذي تعتمده السلطة الجديدة ويلتقطون الصور أمام رسوماتهم.

ودعت عشرات المنظمات المعنية بملف المفقودين والمعتقلين والمخفيين قسراً في سوريا في بيان مفتوح، السلطات الجديدة إلى "التحرك العاجل والفوري والصارم لإيقاف استباحة السجون ومراكز الاعتقال في سوريا، والتعامل معها على أنها مسارح لجرائم وفظائع ضد الإنسانية، ومنع الدخول إليها وطمس معالمها وتصويرها والعبث بما تحويه من وثائق وأدلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت "كان ولا يزال التعامل غير الحساس مع حرمة هذه الأماكن ومن مر فيها مخزياً"، معتبرة أن "طلاء الزنازين وطمس معالمها يشكل بالنسبة إلينا إمعاناً فاضحاً وتنكيلاً صارخاً بحق مفقودينا".

وقال دياب سرية من رابطة معتقلي ومفقودي "سجن صيدنايا"، الموقعة على البيان، لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأربعاء إن "طلاء جدران أفرع الأمن السورية أمر مدان، خصوصاً قبل بدء تحقيقات جديدة في جرائم الحرب التي شهدتها البلاد على مدى أعوام النزاع".

ونبه إلى أن الخطوة "تعوّق جهود التوثيق وجمع الأدلة التي يحتاج إليها المحققون"، مذكراً بأنه "في هذه الأماكن ارتكبت جرائم تشمل التعذيب والقتل خارج نطاق القانون والإخفاء القسري".

تسلية بالتاريخ

وفي منشور على "فيسبوك"، استعادت جومان شتيوي تجربة اعتقالها التي دخلت خلالها إلى ثلاثة فروع أمنية، وقالت "على الجدران توجد أسماء وأرقام هواتف للتواصل مع الأهالي وإبلاغهم عن مصير أبنائهم، كل مكان ندخله نكتب فيه ذكرى حتى يتذكرنا من بعدنا، وكذلك نفعل مع من سبقنا".

وتابعت أن "هذه السرقات والتسلية والتفاهة هي تسلية بتاريخ السوريين وحاضرهم وماضيهم ومستقبلهم، هذا الأمر شخصي وجمعي وندافع عنه بكل ما فينا من وفاء وانتماء لهذا البلد".

وتحمل عائلات المفقودين على السلطات الجديدة عدم التفاتها إلى قضيتهم التي تشكل أحد أبرز وجوه المأساة السورية بعد نزاع تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص.

وكانت منظمات حقوقية دولية بينها العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" دعت السلطات الجديدة إلى "اتخاذ خطوات عاجلة لتأمين وحفظ الأدلة المتعلقة بالفظائع التي ارتكبتها" سلطات الأسد، بما في ذلك "الوثائق الحكومية والاستخباراتية المهمة، فضلاً عن مواقع الجرائم والمقابر الجماعية".

وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش لوكالة الصحافة الفرنسية الشهر الجاري إن معرفة مصير المفقودين يطرح "تحدياً هائلاً" بعد أكثر من 13 عاماً من حرب مدمرة، مضيفة أن الأمر قد يتطلب سنوات.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات