Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تطيح بألمانيا في صدارة أهم وجهات الاستثمار في أوروبا

دراسة استقصائية واسعة النطاق تكشف عن تقدم المملكة المتحدة أيضاً على كل من الصين والهند كوجهة مفضلة للمستثمرين في العالم

للمرة الأولى في تاريخ الاستطلاع الممتد على فترة 28 عاماً، حصلت المملكة المتحدة على المركز الثاني (رويترز)

ملخص

المملكة المتحدة تتصدر وجهات الاستثمار في أوروبا، متقدمة على ألمانيا والصين، وسط تفاؤل الرؤساء التنفيذيين بالنمو الاقتصادي وتعزيز اعتماد الذكاء الاصطناعي في الشركات البريطانية.

حققت المملكة المتحدة واحدة من أعلى تصنيفات الاستثمار منذ سنوات، في استطلاع جديد شمل ما يقرب من 4701 من الرؤساء التنفيذيين من 109 دول مختلفة.

وأعلنت مؤسسة "برايس ووترهاوس كوبرز" PricewaterhouseCoopers (PwC) أن استطلاعها العالمي السنوي الـ28 للرؤساء التنفيذيين وجد أن المملكة المتحدة تفوقت على ألمانيا والصين والهند، لتصبح ثاني أهم وجهة للاستثمار بعد الولايات المتحدة.

ونشر الاستطلاع مع بداية المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في منتجع التزلج السويسري دافوس، وبين أنه للمرة الأولى في تاريخ الاستطلاع الممتد على فترة 28 عاماً، حصلت المملكة المتحدة على المركز الثاني.

وبحسب الإعلام البريطاني يمنح هذا الإنجاز دفعاً قوياً لجهود وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز، في وقت تواجه فيه ضغوطاً وانتقادات لأدائها، بحيث أظهر الاستطلاع تقدم المملكة المتحدة من المركز الرابع في العام الماضي من حيث الجذب الاستثماري، وكشف عن تفاؤل متزايد بين كبار الرؤساء التنفيذيين في شأن الآفاق الاقتصادية للبلاد بحلول عام 2025.

وتنفست وزيرة الخزانة البريطانية الصعداء بعدما شهدت عائدات السندات الحكومية تراجعاً طفيفاً عقب ارتفاعها الحاد الأخير، في حين كشفت البيانات الاقتصادية عن تحقيق الاقتصاد البريطاني نمواً لم يكن متوقعاً بنسبة 0.1 في المئة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأشادت دراسة "برايس ووترهاوس كوبرز" بالنتائج، ووصفتها بأنها إشارة إيجابية بالنسبة إلى المملكة المتحدة، و"تصويتاً على الثقة فيها". وأظهرت الدراسة أن 14 في المئة من الرؤساء التنفيذيين حول العالم يعتبرون بريطانيا وجهة رئيسة للاستثمار الدولي، لتتقدم بذلك إلى المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة التي تصدرت القائمة بنسبة 30 في المئة.

وفي ترتيب المراكز الخمسة الأولى عالمياً، حلت ألمانيا بعد المملكة المتحدة بنسبة 12 في المئة، تلتها الصين بنسبة تسعة في المئة، ثم الهند بنسبة سبعة في المئة. 

وأظهر الاستطلاع تحولاً لافتاً في نظرة الرؤساء التنفيذيين في المملكة المتحدة، بحيث أبدى 61 في المئة منهم تفاؤلاً في شأن النمو الاقتصادي للبلاد خلال الأشهر الـ12 المقبلة، مقارنة بنحو 39 في المئة فقط عام 2023.

ويأتي هذا التحول الإيجابي بعد فترة شهدت فيها وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز تدقيقاً متزايداً في طريقة عملها، وتساؤلات حول التحديات المتعلقة بالأداء الاقتصادي البطيء للمملكة المتحدة، وتأثير القرارات المتخذة في الموازنة الأخيرة، وارتفاع الدين الوطني، وهي العوامل التي تقف وراء الانخفاض الذي شهده الجنيه الاسترليني والارتفاع الحاد في تكاليف الاقتراض الحكومي في وقت سابق من الشهر الجاري.

وعلى رغم أن الموجة الأخيرة من بيع السندات الحكومية البريطانية هدأت، إلا أن خبراء الاقتصاد يحذرون من أن السوق قد تشهد اضطرابات جديدة إذا جاءت البيانات الاقتصادية المقبلة ما دون التوقعات، أو إذا ما أثبتت السياسات التجارية للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، أنها غير مواتية للاقتصاد البريطاني.

ماركو أميترانو الشريك الأول في مؤسسة "برايس ووترهاوس كوبرز المملكة المتحدة"، قال: "إن نتائج استطلاعنا لاتجاهات الرؤساء التنفيذيين، تعد بمثابة تصويت بالثقة في بريطانيا كوجهة رئيسة للأعمال والاستثمارات".

لكنه أضاف محذراً "استعادة بريطانيا مكانتها البارزة على الساحة العالمية تتطلب استراتيجية واضحة للنمو، ونهجاً حكومياً ثابتاً في ما يتعلق بالأعمال والاستثمار".

أما وزيرة الخزانة السيدة ريفز، التي تحضر فعاليات "المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس في سويسرا هذا الأسبوع، الذي يجمع كبار قادة الأعمال والسياسة من مختلف أنحاء العالم، فقالت إن "النتائج الأخيرة تظهر أن الرؤساء التنفيذيين العالميين يساندون بريطانيا، مما يعزز مكانتها كإحدى الوجهات الأكثر جذباً للاستثمار الدولي".

وأضافت ريفز أن "هذا الاستثمار يمثل العامل الأساس الذي سيسهم في تحفيز النمو الاقتصادي، وتحسين مستويات المعيشة في مختلف أنحاء المملكة المتحدة".

وأجري الاستطلاع العالمي في الفترة الممتدة ما بين الأول من أكتوبر (تشرين الأول) والثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2024، مما يعني أن عدداً من الرؤساء شعروا بالثقة في المملكة المتحدة على رغم التوقع وإعلان ضرائب أعلى.

ومع ذلك أظهرت استطلاعات الأعمال التي أعقبت إعلان الموازنة أن ضريبة التأمين الوطني التي فرضتها السيدة ريفز بقيمة 25 مليار جنيه استرليني على أصحاب العمل كانت السبب الرئيس في تراجع الثقة، وحذرت الشركات الكبيرة والصغيرة من أنها سترفع الأسعار وتخفض الوظائف نتيجة لحجم التغييرات الضريبية التي شكلت صدمة لعدد من المديرين التنفيذيين.

ويعكس الاستطلاع العالمي أيضاً فقدان المديرين التنفيذيين الثقة في الاقتصادات الكبرى الأخرى بما في ذلك ألمانيا، إذ توقف النمو الاقتصادي لمدة عامين متتاليين، مما أدى إلى انهيار الحكومة، وفرنسا التي تكافح للتعامل مع الديون المتزايدة. كما لاحظت مؤسسة "برايس ووترهاوس كوبرز" أن الاهتمام الاستثماري في الصين "انخفض بصورة كبيرة"، مع اقتراب خطر حرب تجارية عالمية.

في المقابل، يتصدر قادة الأعمال البريطانيون مجال دمج "الذكاء الاصطناعي" في عمليات شركاتهم، بحيث أفاد نحو 93 في المئة من الرؤساء التنفيذيين بأن مؤسساتهم اعتمدت هذه التقنية، وهو ما يمثل أكثر من ضعف النسبة، التي كانت 42 في المئة في 2023، وأعلى من المتوسط العالمي البالغ 83 في المئة.

لكن الدراسة أظهرت أيضاً أن 36 في المئة فقط من الرؤساء التنفيذيين في المملكة المتحدة يتوقعون أن يسهم "الذكاء الاصطناعي" في تعزيز أرباحهم في السنة المقبلة، مقارنة بـ49 في المئة على مستوى العالم، في حين أفاد 14 في المئة منهم فقط بتحقيق تحسن في الأرباح بفضل استخدام هذه التقنية خلال الأشهر الـ12 الماضية.