Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البنك الدولي ينصح العالم بالتريث في مواجهة رسوم ترمب الجمركية

أكدت المؤسسة أن الرئيس الأميركي يفهم جيداً لغة الأرقام لكن على الجميع شرح وجهة نظره

رئيس البنك الدولي شدد على ضرورة عدم التسرع في اتخاذ القرار بالرد على الرسوم الأميركية (أ ف ب)

ملخص

الرئيس الأميركي يبدأ ولايته الثانية بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين

على خلفية التداعيات المتوقعة للرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دعا البنك الدولي صناع القرار في أنحاء العالم إلى ألا يتسرعوا في اتخاذ ردود أفعال على ما تعلنه إدارة الرئيس الأميركي، وأن يستعدوا للدفاع عن مواقفهم.

وفي تصريحات على هامش القمة الأفريقية للطاقة، قال رئيس البنك الدولي أجاي بانجا، "نصيحتي الوحيدة للجميع هي عدم التسرع في الرد أو الحكم"، موضحاً أنه يجب على صناع القرار أن ينتظروا لرؤية ما السياسات التي ستنفذ فعلياً. وأضاف "تعاملت مع ترمب في السابق... إنه رجل عملي للغاية ويفهم الأرقام ويفهم التأثير ويفهم المنفعة. عليكم أن تتوجهوا إليه وتشرحوا له ما لديكم".

وشهد الأسبوع الأول لدخول ترمب البيت الأبيض إصدار مجموعة من الأوامر التنفيذية وخطط السياسات، بداية من فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين حتى مراجعة جميع المساعدات الخارجية الحالية. والأحد الماضي تراجعت الولايات المتحدة وكولومبيا، بعدما كانتا على شفا حرب تجارية، بعدما أعلن البيت الأبيض موافقة أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية على استقبال طائرات عسكرية تقل مهاجرين مرحلين.

حروب تجارية متبادلة وأخطار كارثية محتملة

وقبل أيام حذرت مديرة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو إيويلا من أن أي حروب تجارية متبادلة قد تترتب على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض الرسوم الجمركية سيكون لها عواقب كارثية على النمو العالمي، داعية الدول إلى الامتناع عن الرد بالمثل. وتبدأ أوكونغو إيويلا الوزيرة السابقة للمالية في نيجيريا ولايتها الثانية على رأس منظمة التجارة العالمية في وقت تشهد فيه التهديدات الجمركية لترمب تنامي المخاوف من اندلاع حروب تجارية.

وقالت أوكونغو إيويلا في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في المنتجع السويسري، الذي اختتم اجتماعاته الجمعة، "إذا كانت هناك ردود انتقامية متبادلة، سواء كانت رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة أو 60 في المئة، وعدنا إلى ما كان عليه الوضع في الثلاثينيات من القرن الماضي، فسنشهد خسائر في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمعدل رقمين، وهذا كارثي والجميع سيدفع الثمن".

وكانت أوكونغو إيويلا تشير إلى الفترة بين الحربين العالميتين، عندما اعتمدت البلدان قيوداً تجارية رداً على قانون الرسوم الجمركية الأميركي عام 1930. وأضافت "شاهدنا هذا الفيلم، كما قلت، في أماكن أخرى في الثلاثينيات من القرن الماضي مع قانون سموث - هالي (قانون التعريفات الجمركية لعام 1930، الذي نفذ سياسات تجارية حمائية في الولايات المتحدة)، لقد جعل الوضع أسوأ".

وتابعت أوكونغو إيويلا "نقول لأعضائنا في منظمة التجارة العالمية لديكم سبل أخرى حتى إذا فرضت التعريفة الجمركية يرجى الحفاظ على الهدوء". ودعت الدول إلى دراسة خياراتها واستخدام نظام المنظمة لحل النزاعات، كان هذا النظام يعمل جزئياً فقط منذ نهاية عام 2019 عندما أدى فيتو ترمب المتكرر لتعيين القضاة إلى تعطيل أعلى محكمة استئناف في المنظمة.

وقالت أوكونغو إيويلا إنها "متحمسة" لقرار ترمب تأجيل فرض التعريفات الجمركية على الواردات من دول مثل كندا والمكسيك، واختياره بدلاً من ذلك فرض تحقيقات في ممارسات التجارة.

مخاوف من ارتفاع كلفة الإقراض عالمياً

كان صندوق النقد الدولي حذر من أن التوترات المحيطة بتهديد دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تجارية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع كلفة الاقتراض على المدى الطويل عالمياً، ومن شأنها أن تزيد من الضغوط التي يواجهها الاقتصاد العالمي عام 2025.

وفي تصريحات حديثة، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، إن السياسة الاقتصادية العالمية تواجه قدراً كبيراً من عدم اليقين عام 2025، بخاصة في ما يتعلق بالسياسة التجارية لأكبر اقتصاد في العالم، وأضافت "يجرى التعبير عن حالة عدم اليقين هذه في الواقع على الصعيد العالمي من خلال ارتفاع أسعار الفائدة الطويلة الأجل"، على رغم أنها أشارت إلى أن أسعار الفائدة القصيرة الأجل انخفضت.

اقرأ المزيد

كان دونالد ترمب هدد بفرض رسوم جمركية باهظة على الواردات إلى الولايات المتحدة من شركائها التجاريين، بما في ذلك فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 20 في المئة على جميع السلع، وهدد باستهداف كندا والمكسيك - أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة الآن - بتعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة، وتطبيق 10 في المئة إضافية على السلع الصينية، مما قد ينذر ببداية حقبة جديدة من الحروب التجارية العالمية، وينظر حلفاء الولايات المتحدة بتوتر لمعرفة ما إذا كان الرئيس المنتخب لديه الرغبة في تطبيق الرسوم الجمركية الشاملة عقب تنصيبه رئيساً، أو ما إذا كان سيتريث ويتخذ نهجاً أكثر اتزاناً يصيب قطاعات محددة.

وقالت غورغييفا إن هناك اهتماماً كبيراً على الصعيد العالمي بخيارات السياسة الاقتصادية الأوسع نطاقاً لإدارة ترمب القادمة، بما في ذلك الضرائب وجدول أعمالها الخاص بإلغاء القيود التنظيمية، وأشارت إلى أن تأثيرات السياسة التجارية ستكون محسوسة بصورة خاصة في البلدان الأكثر اندماجاً في سلسلة التوريد العالمية وفي آسيا.

وأشارت إلى أن النمو العالمي ثابت، وذكرت أن أداء النمو الاقتصادي الأميركي كان أفضل قليلاً مما كنا نتوقعه، في حين أن الاتحاد الأوروبي متوقف إلى حد ما، ولفتت إلى أن الصين تواجه ضغوط الانكماش وتحديات الطلب المحلي، في حين أن البلدان المنخفضة الدخل في وضع يمكن أن تؤثر فيه أي صدمة جديدة عليها بصورة سلبية للغاية.

وقالت إنه "في عام 2025 ستظل البلدان تواجه تركة الاقتراض المرتفع خلال جائحة ’كوفيد-19‘، وستحتاج إلى إجراء ضبط أوضاع المالية العامة لوضع الدين العام على مسار أكثر استدامة... لقد ثبت أنه من الصعب للغاية على السياسة المالية أن تتصرف على الفور، بالنظر إلى المشاعر العامة، وهذا يأخذنا إلى ما يمثل التحدي الرئيس الذي يواجهنا في الصندوق، وهو معالجة معضلة النمو المنخفض والدين المرتفع".

وأضافت أنه مع تحرك التضخم في الولايات المتحدة نحو هدف "الاحتياطي الفيدرالي" والبيانات الجديدة التي أظهرت قوة سوق الوظائف، يمكن لـ"الاحتياطي الفيدرالي" انتظار مزيد من البيانات قبل إجراء مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.

المزيد من أسهم وبورصة