Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفوضى المنتظرة في الليلة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا

نجح "يويفا" في تحويل نظام البطولة إلى صورة تضمن حدوث دراما متأخرة في المرحلة الأولية مع تعرض مانشستر سيتي لخطر الخروج قبل الأدوار الإقصائية

قرعة مباريات دور المجموعة الموحدة ببطولة دوري أبطال أوروبا في شكلها الجديد (أ ف ب)

ملخص

نظام دوري الأبطال الجديد يزيد التشويق عبر مباريات حاسمة متزامنة مع تحديات بث وإرهاق اللاعبين، وتهديدات بإقصاء فرق كبرى مثل مانشستر سيتي.

للمرة الأولى في الموسم الحالي من دوري أبطال أوروبا الجديد، يستخدم اللاعبون والمديرون الفنيون أحد تلك المصطلحات الكروية الحاسمة لوصف المباريات.

لقد وصف بيب غوارديولا مباراة مانشستر سيتي مع كلوب بروج بأنها "مباراتنا النهائية"، وكان أوناي إيمري يقول الشيء نفسه عن مباراة أستون فيلا على أرضه ضد سيلتيك، مع تكرار لويس إنريكي لذلك قبل مواجهة باريس سان جيرمان مع شتوتغارت.

أخيراً أصبح هناك وضوح في شأن ما يجب على الفرق فعله، وهو ما لم يكن الحال دائماً في مرحلة المجموعة الموحدة الجديدة، إذ وجد عدد من اللاعبين منتصف هذا الموسم غريباً جداً، لأن النظام المفتوح يعني استحالة المراهنة على أية مباراة بمفردها ذلك لم تكن الرؤية واضحة، لكن الآن لم يعد الأمر كذلك.

هذا اليوم الأخير هو كل شيء، وما كان كل شيء يبني عليه.

ولكن بدلاً من أن يكون "نهائياً"، فإن هذا اليوم الأخير لن يكون مختلفاً عن أي شيء شهدته اللعبة من قبل، وستكون ليلة الأربعاء حدثاً تلفزيونياً مباشراً حقيقياً ومواعيد مشاهدة للجماهير في جميع أنحاء العالم.

كما أنه تطور حديث للغاية في كيفية عدم ارتباط المكان بجودة المباريات أو الأحداث الكبرى، إلا إذا كنت من مشجعي أحد الأندية، لذلك سيكون المكان أمام شاشة (أو شاشات عدة) مهماً جداً لمتابعة كل الأحداث المثيرة التي ستحدث في كل مكان في آن واحد.

لم تشهد كرة القدم مثل هذا القدر من قبل، حتى في اليوم الأخير من موسم الدوري الإنجليزي الممتاز أو مرحلة المجموعات في كأس العالم، فإن المشاعر الحقيقية تكون في الملعب، أما هنا فسيكون كثير من الأحداث الجارية في كل مكان، وقد تفوت الحدث إذا كنت في ملعب واحد، لذلك لن يعرف الناس أين ينظرون، وهذا سيكون أمراً جيداً. الفوضى التي جعلت دوري أبطال أوروبا هذا يبدو غامضاً في السابق ستخدمه بقوة الآن، وهناك أيضاً آثار أوسع نطاقاً في مستقبل كرة القدم، مما يجعل هذا نقطة تحول محتملة.

في بداية هذه العملية التي استمرت أربعة عقود من الزمان لإنشاء دوري السوبر الأوروبي، كانت فكرة سيلفيو بيرلسكوني أن تكون مباريات كرة القدم "مذهلة تلفزيونياً"، والآن تجاوز الأمر ذلك أيضاً، فقد أصبح الحدث التلفزيوني مذهلاً أكثر من الحضور في أحد الملاعب.

في الليلة نفسها، دارت مناقشات كثيرة بين الشبكات المذيعة للمباريات حول كيفية تعظيم هذا الأمر حيث إن عدد المباريات أمر رائع بالنسبة إليهم ولكنه يشكل تحدياً أيضاً، إذ يتعين عليهم عرض كمية هائلة من المعلومات المباشرة على الشاشة بطريقة مفهومة، وأجرت قناة "تي أن تي سبورتس" تجارب في دوري المؤتمر الأوروبي وتخطط لاستضافة آلي ماكويست في الاستوديو لعرض الأهداف، إضافة إلى كم اللوجستيات الأساسية اللازمة لعرض جدول المباريات الضخم المكون من 36 فريقاً على الشاشة مع تغيره في الوقت الفعلي.

وعلى رغم كل النكات العادلة حول هذا الأمر في وقت سابق من الموسم، فإن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ورابطة الأندية الأوروبية يبتسمان الآن.

لقد اختفت غالب المخاوف التي ظهرت في منتصف مرحلة المجموعة عندما اشتكى أحد كبار المسؤولين من ضرورة العودة للنظام القديم، والآن يظهر رضا أصحاب المصلحة الرئيسين، واستجابت الأندية للنظام الجديد بصورة جيدة، ويشعر غالبهم بأن النظام حقق الهدف الرئيس المتمثل في مزيد من كرة القدم الأوروبية للفرق من جميع المستويات، فضلاً عن مزيد من الدراما.

والأرقام تتحدث عن نفسها، فهناك 16 من آخر 18 مباراة في الأقل تنطوي على أحداث مثيرة وأشياء على المحك، وخمس من هذه المباريات تنطوي على إقصاء صريح لأحد المنافسين، وليس مجرد محاولة الدخول إلى المراكز الـ24 الأولى، كما أن أربع من هذه المباريات الـ18 هي مباريات فاصلة بصورة مباشرة، مع بقاء ما يصل إلى 12 فريقاً يأمل في الوصول إلى المراكز الثمانية الأولى كي يتأهل مباشرة إلى الدور التالي، وسينصب التركيز الأولي على مانشستر سيتي (المركز الـ25) ضد كلوب بروج (المركز الـ20)، وبريست (المركز الـ13) ضد ريال مدريد (المركز الـ16)، وليل (المركز الـ12) ضد فينورد (المركز الـ11)، وأستون فيلا (المركز التاسع) ضد سيلتيك (المركز الـ18)، وشتوتغارت (المركز الـ24) ضد باريس سان جيرمان (المركز الـ22)، ولكن هناك أيضاً فرصة لظهور مباريات ذات دوافع أكثر تعقيداً، مثل يوفنتوس ضد بنفيكا.

اقرأ المزيد

أما على جانب "يويفا" فقد كانت الجولات الماضية جيدة وتبدو استعداداً جيداً لمباريات اليوم الأربعاء، إذ شهدت كل من أيام المباريات القليلة الماضية مباراة واحدة في الأقل تصاعدت إلى حد الفوضى، مثل بنفيكا 4 - 5 برشلونة أو باريس سان جيرمان 4 - 2 مانشستر سيتي.

إنه لأمر جيد حقاً لكرة القدم الأوروبية أن يكون أتالانتا وأستون فيلا وفينورد وليل وبريست في المقدمة، ومن المفترض أن يكون الهدف من كل هذا هو تأهل سيلتيك وآيندهوفن إلى الدور الفاصل، إلى جانب فرصة كلوب بروج لإقصاء مانشستر سيتي.

يعتبر بطل إنجلترا أحد ستة أندية وصلت إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، بما في ذلك بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وباريس سان جيرمان وريال مدريد، التي واجهت مشكلات في بطولة هذا العام.

وهذا يمثل التنوع والحيوية التي كانت كرة القدم الحديثة في أمس الحاجة إليها، وأنعشت بلا شك مرحلة افتتاحية كانت مملة، حتى لو كان التغيير لا يزال يتجنب المشكلة الرئيسة المتمثلة في التفاوت المالي في كرة القدم النخبوية.

وهنا تكمن بعض التحذيرات من كل هذه الإثارة، فضلاً عن مراجعة الاعتراف بالخطأ من جانب أولئك الذين انتقدوا المسابقة الجديدة، لقد حقق هذا النظام نجاحاً مشروطاً من خلال بعض القضايا المتأصلة فيه.

أحد الأسباب وراء التوتر الشديد في هذا اليوم الأخير هو أن عدداً من الأندية لا ترغب في خوض مباراتين إضافيتين في مرحلة التصفية، ومع ذلك فإن هذا الهدف مهم للغاية، إذ إنه بسبب المباراتين الإضافيتين في مرحلة افتتاح دوري أبطال أوروبا، بدأ التقويم الجديد ينطوي على كلفة حقيقية للأندية الكبرى، وكافح عدد منهم للتكيف مع ذلك، لكنه تسبب في انتشار مشكلات اللياقة البدنية.

بالنسبة إلى بعض الأندية قد يكون الوصول إلى المراكز الثمانية الأولى هو الفارق بين المنافسة على اللقب أو لا، أو التأهل لدوري أبطال أوروبا مرة أخرى أو لا، وفجأة أصبح وجود أسبوعين بلا مباريات في منتصف الأسبوع أمر قيم للغاية، وهذه ليست الأخطار التي يجب أن تكون عليها كرة القدم حقاً.

سبب رئيس آخر لنجاح هذا النظام حتى الآن هو أن بعض الأندية الأكثر ثراء عانت بدرجة غير متوقعة، ولماذا حدث ذلك؟ بسبب مباراتين إضافيتين تسببتا في مشكلات اللياقة البدنية.

لقد أصبح النظام الجديد محققاً لذاته تقريباً بهذا المعنى، إذ جلب مزيداً من المباريات ومزيداً من التعب ومزيداً من الأخطاء ومزيداً من الدراما، لكن الجودة العالية والحلول طويلة الأجل لا تزال أكثر قابلية للنقاش.

وليس من الضروري القول إن إرهاق لاعبي كرة القدم ليس حلاً مستداماً حقاً لمشكلة التفاوت المالي، إذ سيكون هناك دائماً سؤال عن الاستجابات المحتملة، وتحدث غوارديولا بالفعل عن الحاجة إلى فريق أكبر ضمن قائمته، والخلاصة هي أن تغيير هذا الشكل حدث فقط لأن الأندية الأكثر ثراء أرادت مزيداً من المال، الذي سيخدم لدفع ثمن تلك الفرق الأكبر.

وبالمثل ليس من المضمون أن أندية مثل بريست أو فيلا يمكنها القيام بذلك مرة أخرى، ومن هذا النطلق قال النائب الأول لرئيس الرياضة في شركة "وارنر براذرز ديسكفري" مالكة "تي أن تي" سبورتس سكوت يونغ الأسبوع الماضي، إنه "من المبكر بعض الشيء بالنسبة إلينا أن نحكم على مقدار النجاح".

إن الشعور بالإرهاق ليس جسدياً فقط، وقد تحدث لاعب برشلونة فرينكي دي يونغ أخيراً عن وجود إرهاق عقلي، وكيف لاحظ "اختفاء الترقب".

وقال "عندما كنت صغيراً، كنت أتطلع إلى مباراة أوروبية أو مباراة دولية لأيام، الآن كل ما عليك فعله هو تشغيل التلفزيون وستجد مباراة في مكان ما".

بعبارة أخرى يبدو تضخيم تقويم كرة القدم وكأنه مجرد محتوى إضافي، وكانت هذه هي الحال مع كثير من هذه المرحلة الافتتاحية.

لكن وجود مزيد من المباريات يضمن أن بعضها سيكون مثيراً، مما يعني أن المباريات العديدة المملة، وخصوصاً في الأشهر الأولى، تميل إلى النسيان، ومباراتان تلفزيونيتان آسرتان في الأسبوع تكفيان، خصوصاً عندما تكون جميعها بمثابة الأساس لما سيكون عليه يوم الأربعاء الأخير، وكما قال دي يونغ "عليك فقط تشغيل التلفزيون".

ستكون هذه ليلة تستحق الاستمتاع بها، أما في ما يتعلق بما إذا كان هذا تحولاً يستحق الاحتفال، فسيستغرق الأمر أكثر من موسم لاتخاذ القرار.

© The Independent

المزيد من رياضة