Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
0 seconds of 1 minute, 14 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:14
01:14
 

الأسير المحرر الطوس "يغمد سيفه" بعد 39 عاما في سجون إسرائيل

تحدث من القاهرة لـ"اندبندنت عربية" عن المعاناة والمأساة بعد هجوم السابع من أكتوبر

ملخص

يعد محمد أحمد عبدالحميد الطوس أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، واعتقل في عام 1985، وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بتنفيذ هجمات مسلحة ضد أهداف عسكرية.

في أحد فنادق العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة يقيم الفلسطيني المحرر من الأسر محمد الطوس، عقب إفراج إسرائيل عنه الأسبوع الماضي ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، بشرط إبعاده إلى خارج فلسطين لثلاثة أعوام، وذلك بعد قضائه نحو 39 عاماً في السجون الإسرائيلية.

واختار الطوس (69 سنة) الإبعاد إلى مصر على البقاء في السجون الإسرائيلية التي تحولت إلى "مقابر"، منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ويُعد محمد أحمد عبد الحميد الطوس أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، واعتقل في عام 1985، وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بتنفيذ هجمات مسلحة ضد أهداف عسكرية. وينحدر الطوس من قرية الجبعة جنوب بيت لحم، وأصيب بجروح بالغة قبل 39 سنة برصاص الجيش الإسرائيلي، إلا أن زملاءه الأربعة الآخرين قتلوا على يد الجيش حينها.

السياسة أم العمل المسلح؟

واختار الطوس قضاء فترة إبعاده في مصر، حيث تمكن بمساعدة السفارة الفلسطينية لدى القاهرة من الحصول على جواز سفر فلسطيني. وساعد حفيده محمد (15 سنة) "اندبندنت عربية" في إجراء التجهيزات التقنية لإجراء المقابلة مع جده، إذ سافر محمد إلى القاهرة لرؤيته للمرة الأولى.

ومع أن محمد الطوس دخل السجن قبل 39 سنة بسبب تنفيذ هجوم مسلح ضد الجيش الإسرائيلي، وخرج بسبب السابع من أكتوبر المسلح، إلا أنه بات يرفض العمل العسكري. وقال "لكل فترة زمنية أساليب للتعامل، ونحن في حركة فتح اخترنا العمل السياسي والمفاوضات للوصول إلى حق الشعب الفلسطيني في الخلاص من الاحتلال، وتقرير مصيره، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967".

0 seconds of 1 minute, 37 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:37
01:37
 


وأشار إلى أنه "لا يؤيد العمل العسكري والمسلح، فالجلوس إلى طاولة المفاوضات يمكن أن يؤدي إلى الوصول إلى نتائج تمنع سيل الدماء من الطرفين"، لكنه أكد أنه "لا يوجد شريك إسرائيلي يمد يده للرئيس الفلسطيني محمود عباس"، مشدداً على أن الولايات المتحدة "هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستطيع الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها".

وبحسب أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية فإنه في تلك الحالة "يستطيع الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي العيش بأمن وسلام، ويوفر عليهما مزيداً من إراقة الدماء، وعدم الاستقرار ليس في فلسطين والشرق والأوسط فقط بل في العالم كله".

موقف ترمب

محمد الطوس اعتبر في الوقت نفسه أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "يعمل على وضع خطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بدلاً من تحقيق السلام"، مضيفاً "الشعب الفلسطيني لن يكون مثل الهنود الحمر الذين هجرتهم أميركا. ولن يرفع الراية البيضاء، ولا يمكن الخلاص من 15 مليون فلسطيني".

وأوضح أن "التعنت الإسرائيلي، والانحياز الأميركي الكامل للمحتل، يعطي المتطرفين في كلا الجانبين القوة لاستمرار تطرفهم، وزيادة فاعليته بسبب عدم وجود أفق للسلام والحل العادل"، وأضاف أن "الحل الفلسطيني - الإسرائيلي يعني إنهاء التطرف في كلا الطرفين، وإرغامه على العودة لجحوره".

وانتقد الطوس التوجه الأميركي والإسرائيلي لإبرام اتفاقات للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية، فالحل "يكون بين الفلسطينيين والإسرائيليين". ووصف ترمب بأنه "أبو الصهيونية واعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وبسيادة الأخيرة على الجولان السوري المحتل، وكأنه يعطي مزرعة في ولاية أميركية لولاية أخرى".

وعن رأيه في حركة "حماس"، إذ دخل السجن قبل نحو ثلاثة أعوام من تأسيسها، قال الطوس إن الحركة "مكون أساسي أصيل من الشعب الفلسطيني، لكن هناك اختلافات معها في الرؤى والوسائل والأساليب".

ووفق الطوس فإن حركة "حماس" تستمد قوتها من رفض الإسرائيليين للحلول السياسية، فلو أنها رأت أملاً في تلك الحلول لكانت فكرت في تغيير أساليبها.

ورفض الطوس الإجابة عن سؤال عما إذا كانت قيادة حركة "حماس" أخطأت في حساباتها خلال اتخاذها قرار تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، قائلاً إن "للحركة رؤيتها، وعندها القدرة على تحليل ما جرى إن كان سلبياً أو إيجابياً. الشعب الفلسطيني حي، وقادر على معرفة الصواب من الخطأ، وبأنه أكبر من قيادته".

ومع ذلك فإن الأسير الفلسطيني المحرر أضاف بأنه منذ سماعه نبأ الهجوم والخسائر الإسرائيلية "أدركنا أن الأمر لن يمر من دون رد  قاس، الذي تمثل في حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".

0 seconds of 55 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:55
00:55
 


رؤية وطنية مشتركة

وطالب الطوس حركات "فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" بإعلاء مصالح الشعب الفلسطيني فوق المصالح الحزبية الضيقة، فهم وجدوا لأجل فلسطين، وفلسطين فوق الأحزاب والتنظيمات والجماعات.

وشدد على أن "كل من لديه عقل سليم، عليه التوجه لتشكيل رؤية وطنية مشتركة، لأن الوحدة أساس القوة الجامعة، ولن نستطيع التقدم من دون ذلك، ولن يقف العالم إلى جانبنا في حال استمرار الانقسام". وقال إن إسرائيل تحارب السلطة الفلسطينية "باعتبارها ابنة حركة فتح كما تحارب حركة حماس"، مضيفاً أن حكومة بنيامين نتنياهو "تعمل على إضعاف السلطة عبر حجز أموالها وقرصنتها".

0 seconds of 1 minute, 58 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:58
01:58
 


وروى الطوس كيف حذره أحد ضباط جهاز (الشاباك) الإسرائيلي قبل أيام من إطلاق سراحه من مغبة تواصله مع حركتي "حماس" و"الجهاد"، وحتى الرئيس عباس باعتباره "إرهابياً سياسياً".

وبحسب الطوس، فإنه رد على ذلك الضابط بأنه مع "الرئيس عباس الإرهابي"، مشدداً على أن إسرائيل وصلت إلى "قمة العجرفة والتطرف"، وفي المقابل وصف الأسير المحرر الرئيس عباس بـ"الشخصية الحكيمة التي تريد إبعاد الشعب الفلسطيني من ويلات الحروب والبطش الإسرائيلي".

ودعا الطوس الشبان الفلسطينيين إلى "معرفة الواقع والسياسات الدولية حتى لا يفقدوا البوصلة، وبالسير خلف الرئيس الفلسطيني الذي سيوصلنا إلى بر الأمان".

سجون بلا قوانين

وعن الانتفاضة الثانية قال الطوس إن "نتيجتها كانت إقامة إسرائيل جدار الفصل العنصري، وتقوية تيار المناهضين للحل السياسي، فإسرائيل دمرت بجنازير دباباتها اتفاق أوسلو".

0 seconds of 1 minute, 36 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:36
01:36
 


وفي شأن ظروف اعتقاله، قال إنها كانت "تتغير بين مد وجزر بحسب الظروف السياسية والأمنية لدى الإسرائيليين، وبأنها شهدت بعض الاستقرار"، لكنه كشف عن أن هجوم السابع من أكتوبر "مثل نقطة تحول سلبية في أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية، ذلك أن إسرائيل أبلغتنا حينها بأنها في حالة حرب مع الأسرى، وأننا في ميدان قتال على رغم أننا عزل من السلاح".

0 seconds of 1 minute, 19 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:19
01:19
 


وبحسب الطوس، فإن الجيش الإسرائيلي أصبح يتعامل مع الأسرى في السجون من منطلق أنه لا توجد قوانين تحميهم، فنحن الآن في ميدان قتال"، وتابع "سحبوا منا كل شيء، وأخذوا ملابسنا، وصادروا أموالنا وحتى شفرة الحلاقة"، مضيفاً أن "السجانين الإسرائيليين قطعوا الكهرباء بصورة نهائية عن السجن، ووفروا لنا من الطعام ما يبقينا أحياء".

وشبه الأسير المحرر السجون الإسرائيلية بأنها أصبحت "مثل القبور، فلم نأكل وجبة ساخنة منذ 15 شهراً، ولا حتى كوب شاي ساخن"، وأوضح أن "الأسرى حرموا من أشعة الشمس لنحو 10 أشهر، ومن أدوات النظافة، مما أدى إلى انتشار مرض الجرب".

وقبل انتقاله من سجن رامون الذي أطلق سراحه منه بعد مكوثه فيه للأعوام الـ17 الأخيرة، سجن الطوس في سجن السبع أربعة أعوام، وفي سجن نفحة ستة أعوام، ثم سجن عسقلان ثلاثة أعوام، وذلك بعد أن أمضى بداية محكوميته في سجن جنيد في مدينة نابلس حيث مكث فيه 10 أعوام.

المزيد من متابعات