Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مئات الجثث في مشارح غوما بعد استيلاء متمردي الكونغو عليها

انعدام الأمن والنزوح الجماعي أديا إلى طفرة في فيروس جدري القرود بالمنطقة

نازحة مع طفليها قرب مخيم مدمر للنازحين بفعل المواجهات في غوما، السبت 1 فبراير 2025 (أ ف ب)

ملخص

واجهت المنظمات الإنسانية صعوبة في العمل خلال أيام القتال العنيف المرتبط بالاستيلاء على غوما شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، إذ تسعى إلى دعم المستشفيات المكتظة وتوفير المساعدات وسط أعمال نهب على نطاق كبير لمستودعاتها، وتبادل إطلاق نار يؤثر أيضاً في موظفيها.

أعلنت وزارة الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية اليوم السبت أن عدد الجثث في مشارح مستشفيات مدينة غوما ومحيطها شرق البلاد بلغ 773 جثة حتى الـ30 من يناير (كانون الثاني) الماضي، في أعقاب هجوم شنه متمردو حركة 23 مارس (أم 23) المدعومة من رواندا الأسبوع الماضي.

وقالت الوزارة إن مشارح المستشفيات مكدسة بالجثث ولا يزال هناك مزيد من الجثث ملقاة في الشوارع. وأضافت أن عدد الجرحى بلغ 2880 شخصاً خلال الفترة من الـ26 إلى الـ30 من يناير الماضي.

واستولى متمردون تقودهم عرقية التوتسي على غوما أكبر مدن شرق الكونغو الديمقراطية وعاصمة إقليم شمال كيفو، الذي يضم مناجم مربحة للذهب والكولتان والقصدير.

ثم تحرك المتمردون نحو بوكافو في إقليم جنوب كيفو، لكن يبدو أنهم توقفوا أمس الجمعة بسبب قوات الكونغو المدعومة من جيش بوروندي.

يذكر أن الحركة المدربة جيداً والمسلحة بصورة احترافية هي الحلقة الأحدث في سلسلة طويلة من حركات متمردة مدعومة من رواندا، ظهرت في المناطق الحدودية الشرقية المضطربة بالكونغو بعد حربين متتاليتين ناجمتين عن الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

ويفاقم هذا التصعيد الأزمة الإنسانية القائمة منذ فترة طويلة، والتي دفعت مئات الآلاف إلى البحث عن مأوى في غوما بعد الفرار من القتال بين "أم 23" والقوات الكونغولية.

وتدفق الآلاف إلى المدينة يناير الماضي مع تقدم المتمردين.

المنظمات الإنسانية تعاني

وواجهت المنظمات الإنسانية صعوبة في العمل خلال أيام القتال العنيف المرتبط بالاستيلاء على غوما، إذ تسعى إلى دعم المستشفيات المكتظة وتوفير المساعدات وسط أعمال نهب على نطاق كبير لمستودعاتها وتبادل إطلاق نار يؤثر أيضاً في موظفيها.

اقرأ المزيد

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" أمس إنها لم يتبق لديها سوى مخزون صغير من الأدوية، مشيرة إلى أن تقديم المساعدات في مخيمات النازحين توقف. وأعلن برنامج الأغذية العالمي إجلاء موظفيه وتعليق أنشطته.

وقالت وزارة الصحة في الكونغو إن هناك نقصاً في الإمدادات الطبية وسيارات الإسعاف وأكياس الجثث، في حين لا تزال المخاوف الأمنية تقوض الوصول إلى أجزاء من المدينة.

حال طوارئ صحية

من جهة أخرى، قال رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها جان كاسيا إن الوضع في مدينة غوما داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية يمثل "حال طوارئ صحية عامة واسعة النطاق"، محذراً من أن القتال الدائر فيها قد يؤدي إلى تفشي الأوبئة.

وأكد كاسيا أن هذه "الظروف القصوى إلى جانب انعدام الأمن والنزوح الجماعي، هي ما غذى طفرة فيروس جدري القرود". وظهر المتحور "بي 1" من الفيروس الذي رصد في عدد من البلدان خلال الأشهر الأخيرة، للمرة الأولى في مقاطعة جنوب كيفو المجاورة عام 2023.

وحذر كاسيا في رسالة بعث بها أمس إلى الزعماء الأفارقة من أن "غوما أصبحت بؤرة انتشار جدري القرود في 21 دولة أفريقية". وأضاف "إنها ليست مسألة أمنية فحسب، بل حال طوارئ صحية عامة واسعة النطاق أيضاً".

وتابع "يجب أن تنتهي هذه الحرب. إذا لم يتخذ إجراء حاسم فلن يكون الرصاص وحده الذي يحصد الأرواح، بل سيكون الانتشار غير المحدود لتفشي أمراض وأوبئة محتملة، ستدمر اقتصادات ومجتمعات عبر قارتنا".

وأدت الظروف أيضاً إلى "انتشار الحصبة والكوليرا وأمراض أخرى على نطاق واسع، مما أدى إلى مقتل آلاف آخرين.

ويشكل الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تصعيداً كبيراً في منطقة شهدت عقوداً من الصراع الذي شاركت فيه جماعات مسلحة متعددة، وأودى بحياة ما يقدر بنحو 6 ملايين شخص على مدى العقود الثلاثة الماضية.

المزيد من الأخبار