Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

جامعة الدول العربية... الهوية والمؤسسة: 10 أسئلة

أسستها 7 دول كخطوة أولى على مسار "الوحدة" الشاملة وتضم اليوم 22 دولة عضواً

من أهدافها تعزيز الروابط والعلاقات العربية على المستويين الشعبي والحكومي، وتنسيق السياسات من أجل الاهتمام بشؤون ومصالح الأعضاء (أ ف ب)

ملخص

جامعة الدول العربية أقدم منظمة إقليمية قامت بعد الحرب العالمية الثانية، وبادر إلى تأسيسها رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس عندما دعا للتباحث حولها في القاهرة كلاً من رئيس الوزراء السوري جميل مردم ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري وفي الفترة بين سبتمبر وأكتوبر من عام 1944، اجتمعت لجنة تحضيرية أقرت إنشاء رابطة عربية سمتها "جامعة الدول العربية" بعدما وضعت جانباً مسمى "التحالف" و"الاتحاد"

في مارس (آذار) المقبل تحتفل جامعة الدول العربية بمرور 80 عاماً على نشأتها كأقدم منظمة إقليمية قامت بعد الحرب العالمية الثانية. ينضوي تحت مظلتها 22 دولة عضواً، تمتد على مساحة تقدر بأكثر من 13 مليون كيلومتر مربع في آسيا وأفريقيا، ويسكنها نحو 440 مليون نسمة، تربط في ما بينهم "الهوية" و"اللغة" العربيتان.

1ـ كيف نشأت جامعة الدول العربية؟

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وما رافقها من متغيرات إقليمية ودولية، حيث حصلت عديد من الدول العربية على استقلالها من الاستعمار نتيجة نمو الحركات الوطنية، تبلورت مشاعر "العروبة" وفكرة تأسيس تنظيم عربي جامع يضمن إقامة نوع من التوازن بين القوى السياسية ويحقق خطوة أولى نحو "الوحدة العربية" التي كثيراً ما كانت مطروحة منذ قرون.

كل ذلك كان تزامناً مع استشعار خطر الهجرات اليهودية إلى فلسطين، ومع ظهور الأفكار والتيارات السياسية القومية، إضافة إلى الرغبة بالتبادل التجاري وحرية التنقل بين الدول العربية.

اتخذ الخطوة الأولى في هذا المسار، رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس عندما دعا للتباحث حولها في القاهرة كلاً من رئيس الوزراء السوري جميل مردم ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري. وعلى إثر تلك الخطوة انعقد مؤتمر وسلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب وممثلي كل من العراق وسوريا والسعودية ولبنان والأردن واليمن، من جانب آخر.

وفي الفترة بين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) من عام 1944، اجتمعت لجنة تحضيرية أقرت إنشاء رابطة عربية سمتها "جامعة الدول العربية" بعدما وضعت جانباً مسمى "التحالف" و"الاتحاد" اللذين اقترحا آنذاك.

وفي عام 1950 حصلت الجامعة على أول اعتراف فعلي بها من قبل الأمم المتحدة، وذلك بصدور قرار من الجمعية العامة يطلب دعوة أمينها العام حضور دورات الجمعية العامة بصفة مراقب.

وبعد التأسيس، أصبحت ليبيا أول دولة تنضم إلى جامعة الدول العربية في سنة 1953، لتتبعها بقية الدول العربية الأخرى.

والدول الأعضاء اليوم هي:

السعودية ومصر والعراق وسوريا واليمن ولبنان والأردن وفلسطين والبحرين وتونس والمغرب والجزائر وليبيا والسودان وقطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان والكويت وموريتانيا وجزر القمر والصومال وجيبوتي.

2ـ هل تمتلك مقراً ثابتاً؟

منذ تأسيسها، قررت جامعة الدول العربية أن يكون مقرها الدائم في العاصمة المصرية القاهرة، وهو المقر الذي شهد مراحلها الأولى وأكثر القرارات واللحظات أهمية فيها.

وفي الـ22 من مارس عام 1960، أي في الذكرى الـ15 لتأسيسها، افتتح المبنى الحالي للمقر الدائم للأمانة العامة، في ميدان التحرير بوسط القاهرة، قرب أهم معالم المدينة مثل وزارة الخارجية ودار الأوبرا والمتحف المصري وبرج القاهرة، ويطل على نهر النيل.

صممه المهندس المعماري محمود رياض، ويضم قاعة كبيرة تتوسطها طاولة مستديرة لاستضافة مؤتمرات القمة وجلسات البرلمان العربي الموقت.

لكن وفي الفترة ما بين عامي 1979 و1990، نقل المقر بصورة موقتة إلى تونس، بعدما علقت عضوية مصر في جامعة الدول العربية رداً على اتفاقات كامب ديفيد التي وقعها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.

3ـ على ماذا نص أول ميثاق للجامعة وكيف يتخذ القرار فيها؟

في اجتماع اللجنة التحضيرية للدول المشاركة في عام 1944، تُوصل إلى "بروتوكول الإسكندرية" الذي صار أول وثيقة تخص الجامعة، وقد نص على مجموعة مبادئ حددت نظام عمل ومهام التنظيم الجديد، بما فيها "قيام جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة التي تقبل الانضمام إليها ويكون لها مجلس تمثل فيه الدول المشتركة في الجامعة على قدم المساواة".

أيضاً من المبادئ التي نص عليها البروتوكول، قرار خاص بضرورة احترام استقلال لبنان وسيادته، وقرار آخر يعد فلسطين ركناً مهماً من أركان البلاد العربية وحقوق العرب فيها لا يمكن المساس بها من غير إضرار بالسلم والاستقلال في العالم العربي.

كذلك نص على أنه لا يجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة كما لا يجوز إتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية أو أي دولة من دولها.

وقع على هذا البروتوكول رؤساء الوفود المشاركة في اللجنة التحضيرية في أكتوبر 1944 باستثناء السعودية واليمن اللتين وقعتاه في يناير وفبراير 1945 على التوالي.

وبعد اكتمال مشروع الميثاق كنتاج لـ16 اجتماعاً عقدتها الأطراف المذكورة بمقر وزارة الخارجية المصرية، أقر الميثاق بقصر الزعفران بالقاهرة. وفي الـ22 من مارس من العام ذاته، تم التوقيع عليه من قبل مندوبي الدول العربية، وحضر جلسة التوقيع ممثل الأحزاب الفلسطينية، ليصبح هذا اليوم من كل عام هو يوم الاحتفال بالعيد السنوي للمنظمة.

لكن بعد ذلك، وردت مقترحات عدة تطالب بتعديلات على الميثاق التأسيسي، يأتي في مقدمها آلية اتخاذ القرار في الجامعة، حيث يتطلب وجوب الإجماع في صدور كل القرارات، التي تعني أن كل دولة لها حق (النقض)، وأنه في حال اعتراض أي دولة على أي قرار فإن هذا يمنع صدوره.

أيضاً من الانتقادات الأخرى التي وجهت للميثاق، شموله على مواد عامة غير مفصلة ويصعب تفسيرها لتحدد أداء الدول الأعضاء، إضافة إلى ضبابية علاقة الجامعة بالمنظمات الأخرى الإقليمية والدولية.

4ـ ما أبرز أهدافها ومبادئها؟

منذ تأسيسها، وضعت جامعة الدول العربية مجموعة من الأهداف تتمثل في تحرير الدول العربي التي لم تكن قد تحررت بعد من الاستعمار والحفاظ على الاستقلال والسيادة بين هذه الدول.

من الأهداف الأخرى، تعزيز الروابط والعلاقات العربية على المستويين الشعبي والحكومي، وتنسيق السياسات من أجل الاهتمام بشؤون ومصالح الأعضاء، إلى جانب التعاون في كل المجالات، الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية، وغيرها، والتشاور والتعاون مع الهيئات الدولية من أجل ضمان الأمن والسلام.

وخلال عقود عملت الجامعة على تفعيل وتأطير العلاقات التجارية والجمركية والمصرفية العربية، واستهدفت أيضاً مجالات أخرى مثل التأشيرات وتسليم المجرمين ووسائل النقل وقطاعات الثروة الزراعية والصناعة.

أما المبادئ الرئيسة لجامعة الدول العربية، فقد أشير إليها في الميثاق كالتالي:

ـ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء

ـ تحقيق المساواة القانونية بين الدول الأعضاء

ـ الالتزام بما تنص عليه مبادئ الأمم المتحدة

ـ الالتزام بالمساعدة المتبادلة

5ـ مم يتكون الهيكل التنظيمي للجامعة، وما هي الوكالات والمنظمات التابعة لها؟

فصل الموقع الإلكتروني الرسمي لجامعة الدول العربية أنها تتكون من ثلاثة فروع رئيسة أنشئت بمقتضى نصوص الميثاق، هي: مجلس الجامعة واللجان الدائمة والأمانة العامة. هذا بخلاف الأجهزة التي أنشأتها معاهدة الدفاع العربي المشترك التي أبرمت عام 1950، والأجهزة التي أنشئت بمقتضى قرارات صادرة عن المجلس.

يعد مجلس الجامعة أعلى سلطة داخل المنظمة، ويتألف من ممثلي جميع الدول الأعضاء بما فيهم ممثل منظمة التحرير الفلسطينية، ويكون لكل منهم صوت واحد مهما بلغ عدد الممثلين، علماً أن من حق الدول الأعضاء أن تحدد مستوى التمثيل الذي قد يرقى إلى مستوى رؤسائها أو يقل عنه، من دون أن يغير ذلك من طبيعة المجلس.

أما اللجان الدائمة فهي معنية بمختلف مجالات التعاون في ما بين الدول الأعضاء وفقاً للمادة الرابعة في الميثاق، فيما تنظم المادة الـ12 من الميثاق وضع الأمانة العامة للجامعة التي أشير إلى أن يتم تشكيلها من أمين عام وأمناء مساعدين وعدد من الموظفين.

وأنشئت ضمن الإطار العام للجامعة مجموعة من الوكالات والمنظمات التي تعمل بصورة مستقلة عنها ولكل منها هيكلية وإدارة خاصة بها، يبلغ عددها نحو 30 مؤسسة ووكالة، ومنها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والاتحاد البريدي العربي واتحاد إذاعات الدول العربية ومنظمة العمل العربية والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات.

6ـ كيف يتم تعيين الأمين العام؟

يتم تعيين الأمين العام بموجب المادة الـ12 من الميثاق التأسيسي، التي تقتضي أن مجلس الجامعة هو الذي يعينه بغالبية الثلثين ولمدة خمسة أعوام قابلة للتجديد.

أما الترشيح فيكون بناء على التفويضات الممنوحة من القادة العرب إلى رؤساء الوفود، ويتم اختيار المرشح من مصر بصورة عرفية، ولكن ليس إلزامياً.

يقوم الأمين العام بمجموعة من المهام التنفيذية الإدارية، أبرزها متابعة تنفيذ قرارات مجلس الجامعة ولجانها وتحديد تاريخ دورات انعقاد المجلس واللجان الدائمة وإعداد موازنة المنظمة.

كذلك يلزمه المنصب تمثيل جامعة الدول العربية لدى المنظمات الدولية والتحدث باسمها.

منذ التأسيس وحتى الآن، تعاقب على منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ثمانية أمناء هم: عبدالرحمن عزام ومحمد عبدالخالق حسونة ومحمود رياض والشاذلي القليبي ود. عصمت عبدالمجيد وعمرو موسى ود. نبيل العربي. وكان جميعهم مصريين ما عدا الشاذلي القليبي وهو تونسي الجنسية.

7ـ هل يمكن أن تفقد الدول عضويتها؟

في جامعة الدول العربية يوجد نظرياً نوعان من العضوية: عضوية أصلية في إشارة إلى الدول السبع المؤسسة، وعضوية بالانضمام في إشارة إلى الدول التي انضمت لاحقاً.

وفي حين يتيح ميثاق المنظمة مسألة توسيع العضوية، فإنه يمنح أيضاً للدول الأعضاء حق الانسحاب من العضوية، مما نصت عليه المادة 18 منه بالقول، "إذا رأت إحدى دول الجامعة أن تنسحب منها أبلغت المجلس عزمها على الانسحاب قبل تنفيذه بسنة".

منح ميثاق الجامعة كذلك الدول الحق في إقرار فصل أو طرد إحدى الدول بالإجماع، لكن هذا لم يحدث أبداً، وتم الاكتفاء بتجميد أو تعليق العضوية. وقد ورد أيضاً في المادة الثامنة: "لمجلس الجامعة أن يعتبر أي دولة لا تقوم بواجبات هذا الميثاق منفصلة عن الجامعة، وذلك بقرار يصدره بإجماع الدول عدا الدولة المشار إليها".

المثال الأشهر في تجميد العضوية، مصر التي علقت عضويتها في نوفمبر (تشرين الثاني) 1979 على خلفية زيارة السادات إلى إسرائيل، وتولى التونسي الشاذلي القليبي منصب الأمين العام حينها.

أما المثال الأحدث في هذا السياق، فهي سوريا التي جمدت عضويتها في خريف عام 2011 على خلفية الانتهاكات التي مارسها النظام السوري الحاكم ضد الانتفاضة الشعبية في بلاده.

8ـ لماذا لا تنضم تشاد وجنوب السودان؟

ينص ميثاق جامعة الدول العربية على حق كل دولة عربية مستقلة في الانضمام إلى الجامعة، بعد تقديم طلب برغبتها في ذلك إلى الأمانة العامة، وموافقة الدول الأعضاء بالإجماع.

لكن رغم عضوية دول تتحدث اللغة العربية إلى جانب لغات أخرى كما هي الحال في جيبوتي والصومال وجزر القمر، تبقى دول أخرى مثل جنوب السودان وتشاد خارج إطار المنظمة.

بالنسبة إلى جنوب السودان، فقد قدم في عام 2018 طلب انضمام رسمي، غير أن الطلب قوبل بالرفض خلال اجتماع مجلس الجامعة، وسط اعتقاد ساد وقتها بأن السودان بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير كان وراء هذا القرار القاضي بالرفض.

بالنسبة إلى تشاد فقد اتخذ قرار في القمة التي انعقدت في سرت عام 2010، قرار التباحث مع الحكومة التشادية حول انضمامها إلى الجامعة، وذلك بمبادرة من الأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى، لكن حتى الآن لا يوجد أي طلب رسمي تشادي للانضمام إلى الجامعة، رغم أن غالبية مواطني هذه الدولة لا يعارضون انضمامها بل ويشجعونه.

9ـ ما أبرز القمم التي عقدتها جامعة الدول العربية؟

تعقد جامعة الدول العربية قمماً عادية وغير عادية وطارئة، لمناقشة الأحداث المهمة والقضايا الملحة، خصوصاً تلك التي تمس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة المنطقة العربية.

وعقدت القمة الأولى بدعوة من الملك المصري فاروق الأول بأنشاص (شمال شرق القاهرة) عام 1946 وبحضور ملوك العرب ورؤسائهم وأمرائهم للدول السبع المؤسسة، وهي مصر والسعودية والأردن واليمن والعراق ولبنان وسوريا. ودعت وقتها إلى "وقف الهجرة اليهودية وتحقيق استقلال فلسطين".

منذ ذلك الوقت عقدت الجامعة عشرات القمم، اتخذت في كثير منها قرارات مصيرية تخص الدول الأعضاء، أبرزها قمة الإسكندرية في سبتمبر (أيلول) من عام 1964، التي اعترف القادة العرب فيها بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة للشعب الفلسطيني، فيما تبنت قمة الخرطوم في أغسطس (آب) من عام 1967، شعار "لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل".

وقاطعت سوريا والعراق والجزائر والمغرب قمة القاهرة في سبتمبر من عام 1970، وهي القمة التي أفضت إلى مصالحة بين ملك الأردن وياسر عرفات، وتوفي جمال عبدالناصر في يومها التالي.

أما قمة الجزائر (نوفمبر 1973)، فأقرت ضرورة تحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل واستمرار استخدام سلاح النفط العربي. في حين دعت قمة الرياض أكتوبر (تشرين الأول) 1976 إلى إنهاء الحرب الأهلية بلبنان وعززت قوات الأمن العربية لتصبح قوة ردع قوامها 30 ألف جندي شكل السوريون غالبيتها.

ومن قمة بغداد (نوفمبر 1978)، نتج تباينات في الآراء بعد توقيع السادات سلاماً مع الإسرائيليين، وأكد المجتمعون فيها التمسك بمقاطعة إسرائيل، وقررت نقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس.

وما كان من قمة القاهرة في أغسطس 1990، إلا أن دانت العدوان العراقي على الكويت، وبناء على طلب السعودية تقرر إرسال قوة عربية مشتركة لتسهم في تحرير الكويت.

وفي مارس (آذار) 2015 هيمن الملف اليمني على قمة شرم الشيخ، ودعم خلالها القادة العرب شرعية عبدربه منصور هادي ضد الحوثيين.

10ـ هل استطاعت الجامعة أن تلعب دوراً عربياً حاسماً؟

بالنظر إلى ما تعانيه دول العالم العربي وما عانته في الماضي من انتكاسات وصراعات وخلافات وحروب، إلى جانب أزماتها الاقتصادية المتفاقمة، يتساءل كثر عن دور جامعة الدول العربية إزاء دولها الأعضاء، لا سيما في القضايا التي تتطلب اتخاذ مواقف صارمة ومواجهات حاسمة ضد تدخلات واحتلالات خارجية، مشيرين إلى أن هذا الدور عادة ما يكون خجولاً أو غير حاسم.

ولربما تصاعدات الانتقادات في العقدين الأخير، في ظل التدهور السياسي والأمني والاقتصادي في العراق وسوريا والأراضي الفلسطينية، وتفاقم أزمة اللاجئين السوريين في دول الجوار، إذ لم يكن لها دور فاعل وحقيقي، ولم تمتلك قرارات صارمة ومنقذة.

لكن وعلى رغم كثرة الانتقادات، تشير الجامعة على موقعها الإلكتروني إلى أنها كانت ذات وجود فاعل، البداية كانت إسهامها في حصول الدول العربية على استقلالها، نذكر مثلاً دعمها جهود التحرر في دول مثل الجزائر وسلطنة عمان. ويذكر للجامعة دورها في تسوية بعض المنازعات بين الدول الأعضاء منذ خمسينيات القرن الماضي، مثل إنشائها قوة أمن موقتة بمناسبة النزاع الكويتي - العراقي عام 1961.

من جهة أخرى، فإن كل المنظمات التي أنشئت في إطار الجامعة والتي تختص بمجالات متنوعة في الثقافة والعلوم والفنون والاتصالات والزراعة والنقل وغيرها من المجالات، كان لها أدوار حقيقية وفاعلة في المجتمعات العربية.

ودولياً، مثلت الجامعة دولها الأعضاء في الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة ومنظمة الوحدة الأخيرة، وكان لها وجود في المشاورات والتعاونات مع الدول الأوروبية في حقبة السبعينيات.

المزيد من تقارير