ملخص
تعادل ليفربول مع أستون فيلا 2-2 بعد إهدار داروين نونيز فرصة ذهبية، بينما سجل محمد صلاح هدفاً قياسياً، لكن "الريدز" أضاع فرصة حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
كان من المؤكد أن تقدم ليفربول بفارق 10 نقاط قبل 12 مباراة من نهاية الموسم سيضع الفريق الذي لا يواجه منافساً جدياً على اللقب على المسار الصحيح للفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثانية قبل نهاية فبراير (شباط).
لكن داروين أصر أن يظل داروين، لقد قدم نونيز مساهمة كبيرة في عدد من انتصارات ليفربول هذا الموسم، لكن هذا الميل إلى إهدار الفرص الكبرى لا يتوقف أبداً عن إبهارنا.
أهدر الأوروغواياني 27 فرصة كبيرة في الموسم الماضي، لكن قليلاً منها كان واضحاً مثل تلك التي كان من الممكن أن تمنح ليفربول الفوز الذي كان من الممكن أن ينهي سباق اللقب.
التعادل أمام فريق أستون فيلا المثير ليس بالأمر المخجل، لكن لو كان محمد صلاح هو من تلقى تمريرة دومينيك سوبوسلاي في اللحظات الأخيرة من المباراة أمام مدرجات "هولت إند"، لكان بوسعنا استدعاء شركة الحافلات المكشوفة والبدء في التركيز على الجوائز الأخرى التي ستصاحب تتويج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مايو (أيار).
وقال مدرب ليفربول آرني سلوت، "عندما تجمع كل الفرص، لا أشعر بالسعادة بالتعادل 2-2. وإذا نظرت إلى الفرص التي سنحت لنا للفوز بالمباراة، يمكنك أن تفهم أن هناك شخصاً واحداً في غرفة الملابس يشعر بالإحباط، أعتقد أنك تعرف من هو".
بعد أداء كسول في الفوز الصعب على ولفرهامبتون في آخر مباراة، كان من الواضح منذ البداية أن فريق سلوت حضر إلى ميدلاندز لإثبات شيء ما، ومع ترك لاعبي فيلا يطاردون الظلال، أهدر فيرجيل فان دايك محاولة من وضع جيد، ثم ذهبت كرة تسديدة ديوغو جوتا الرأسية بعيداً قبل مرور ست دقائق.
وبصرف النظر عن العرض المالي السعودي المغري كان أحد أسباب رحيل جون دوران عن فيلا في يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب قلة وقت اللعب، مع إصرار المدرب أوناي إيمري على إشراك قلب هجوم واحد فقط، وعندما جرى التعاقد مع ماركوس راشفورد وحصل على القميص رقم "تسعة"، بدا أنه سيحصل على مزيد من وقت اللعب بعد أن كان منبوذاً في "أولد ترافورد".
لكن بعد تحقيق ما نجح دوران في فعله تحت قيادة إيمري، وهو الحصول على مكان أساسي إلى جانب أولي واتكينز ضد ليفربول، كان دور اللاعب القادم على سبيل الإعارة أكبر من مجرد تسجيل الأهداف.
كان راشفورد أفضل لاعب في مانشستر يونايتد في بداية الموسم، إذ صنع فرصاً كبيرة أكثر من أي زميل آخر، وهو دور يمكنه التفوق فيه بالفعل، وبعد التغلب على العاصفة الحمراء الأولية، هزم راشفورد لاعبي الضيوف لمدة 15 دقيقة أو نحو ذلك، مما أجبر فان دايك على تسجيل هدف بالخطأ في مرماه، لكن الحكم ألغى الهدف ومعه فرحة جماهير ملعب "فيلا بارك" بداعي التسلل.
وتوقف أي زخم على أرض الملعب في الدقيقة الـ29 بسبب خطأ فادح من مدافع فيلا الجديد أندريس غارسيا، الذي مرر الكرة مباشرة إلى جوتا، وهو ما أتاح للبرتغالي كل الوقت لتمرير الكرة إلى صلاح الذي حسم الفرصة بتسجيل هدف.
وتتزايد إحصاءات محمد صلاح فقط، إذ أصبح أول لاعب يسجل 15 هدفاً خارج الأرض في موسم الدوري لليفربول منذ موسم (1930 - 1931).
وكان متوسط الأهداف في المباريات السبع السابقة بين فيلا وليفربول هو 4.7 هدف في المباراة الواحدة، وكان من الواضح، بالنظر إلى مدى اتساع نطاق لعب الفريقين، أن هدف صلاح الافتتاحي لن يكون أبداً الهدف الوحيد في المباراة.
وكان راشفورد في قلب هدف التعادل لفيلا، إذ لم يتمكن ليفربول من تشتيت ركلة حرة رائعة في الدقيقة الـ38، وكان يوري تيليمانس في متناول اليد ليسددها في المرمى.
ومع ذلك، لم يكتسب واتكينز ثقة مديره الفني من دون سبب، وبعد هدفه الرائع في نهاية الأسبوع، قدم اللاعب المطلوب في أرسنال خدمة كبيرة لنادي طفولته قبل نهاية الشوط الأول، إذ سدد الكرة بضربة رأس قوية في الشباك ليسجل هدفه السادس ضد ليفربول.
لم يكن ذلك أكثر مما يستحقه أصحاب الأرض لجهودهم، بل كان من الممكن أن تكون النتيجة ثلاثة أهداف في وقت مبكر من الشوط الثاني، بعد أن خرج أليسون بعيداً من مرماه، لكن تسديدة راشفورد المرتفعة الموجهة إلى المرمى أبعدها إبراهيما كوناتي.
واحتاج فيلا إلى الهدف الثالث، مع احتفاظ ليفربول بخطورته الهجومية، حتى لو كان خط دفاعه أكثر تفككاً، وبعد لحظات من ارتطام جوتا بالعارضة، أعاد ترينت ألكسندر أرنولد التعادل في النتيجة بتسديدة انحرفت عن مسارها في الدقيقة الـ61.
هدف آخر وإحصائية أخرى لصلاح، إذ أصبح المصري أول لاعب يسجل 15 هدفاً أو أكثر ويصنع 15 هدفاً في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ إيدين هازارد في موسم (2018 - 2019).
لو كان نونيز نصف حاسم في المراحل النهائية من المباراة لحقق ليفربول الفوز، إذ وجد البديل المرمى مفتوحاً أمامه ليصوب الكرة داخله من مسافة ست ياردات، لكنه تمكن من إرسالها إلى المستوى الأعلى في مدرجات "هولت".
وقال سلوت لاحقاً، "جعلها سوبوسلاي فرصة أمام مرمى مفتوح ثم فعل داروين ما فعله، بالطبع لم تكن الكرة أمام ساقه المفضلة، فهو يلعب بالقدم اليمنى، لكنها بالطبع كانت لا تزال فرصة كبيرة".
"كنت أتمنى أن يتمكن من الحصول على فرصة أخرى، لأن لاعباً مثله ربما لن يهدر فرصتين متتاليتين، أعتقد أننا جميعاً شعرنا بخيبة أمل، ولكن من الطبيعي أن يشعر اللاعب الذي أهدر فرصة مثل هذه دائماً بخيبة أمل أكبر من الآخرين".
ولا يزال التفوق بفارق ثماني نقاط يشكل موقفاً مهيمناً للغاية، ولكنه ليس موقفاً لا يمكن التغلب عليه.