ملخص
من المتوقع أن يتجاوز سوق الذكاء الاصطناعي 1.8 تريليون دولار بحلول 2030
كانت الاستثمارات في سوق الأسهم تعتمد تقليدياً على الحدس والبحث المكثف، إذ كان المستثمرون يركزون على الوضع المالي للشركات واستقرارها وقيادتها والمنافسة في السوق.
مع ذلك تظهر سوق التداول الخوارزمية إمكانات نمو كبيرة، وفي عام 2021 كانت قيمة السوق 15.55 مليار دولار أميركي، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) بنسبة 12.2 في المئة من 2022 إلى 2030، ويشير هذا النمو إلى تزايد تبني تقنيات التداول الخوارزمي، مما يعكس تحولاً نحو ممارسات تداول أكثر تلقائية وفعالية ومعتمدة على البيانات في صناعة المالية.
التداول المدعوم بالذكاء الاصطناعي
وفي هذا الصدد قال جاسم حاجي المتخصص في شؤون الذكاء الإصطناعي بأن أحدث التداول المدعوم بالذكاء الاصطناعي ثورة في سوق الأسهم من خلال توفير إشارات دقيقة عبر تحليلات متقدمة للبيانات الضخمة، وتوجه هذه الإشارات المستثمرين لتحديد الأوقات المثلى للدخول والخروج من المراكز ووقف الخسارة وإدارة الأخطار، وتعالج الخوارزميات مؤشرات متنوعة مثل حركة الأسعار وتقييمات العملات والأخبار وبيانات وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم الشركات المتخصصة خدمات اشتراك تتيح الوصول إلى هذه الإشارات، مما يعزز الدقة ويقلل وقت البحث، ويقضي على الانحيازات العاطفية لتمكين التداول المستمر وتعزيز كفاءة السوق.
التداول الخوارزمي وتقلبات السوق
التداول الخوارزمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي أثر بصورة كبيرة في ديناميكيات السوق، بخاصة في سوق الأسهم الأميركية، إذ مثل نحو 60-75 في المئة من حجم التداول، وعلى رغم تعزيز الكفاءة والسيولة، يثير ذلك مخاوف في شأن الأخطار النظامية بسبب غموض قرارات الذكاء الاصطناعي، ويعمل المنظمون الماليون على تطوير لوائح مثل تلك الصادرة عن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) لضبط التداول الخوارزمي، وتتضمن اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي (GDPR) أحكاماً لضمان الشفافية والمساءلة في التداول المالي.
تقييمات السوق واستراتيجيات الاستثمار
أدى الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي والتقنيات المبتكرة إلى مخاوف في شأن التقييمات المبالغ فيها في سوق الأسهم، والقطاع التكنولوجي يتداول حالياً بزيادة 10 في المئة على تقييماته، وأصبحت أسهم الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية مبالغاً فيها، وينصح المستثمرون بتوخي الحذر، مع التركيز على فئات مثل أشباه الموصلات والبرمجيات والخدمات.
ويوصي باحثو LPL Research بالتزام محايد تجاه الأسهم وزيادة معتدلة في الاستثمارات الثابتة، وعلى رغم المخاوف القصيرة الأجل، تظل إمكانات نمو الذكاء الاصطناعي واعدة، مع دفعه إلى الإنفاق على البحث والتطوير لتحقيق مكاسب كبيرة على المدى الطويل.
المساءلة والتداعيات القانونية
أحد التحديات الرئيسة في التداول المدعوم بالذكاء الاصطناعي تحديد المسؤولية عن قرارات أنظمة الذكاء الاصطناعي، ونقص الشفافية في اتخاذ القرارات مما يصعب تحديد المسؤولية عند حدوث أخطاء، وحالياً تحمل الأطر القانونية المؤسسات التي تنشر الذكاء الاصطناعي المسؤولية، لكن مع زيادة استقلالية الأنظمة، يصبح من الصعب التمييز بين البرمجيات التي تتبع معاييرها والنتائج غير المتوقعة.
الامتثال التنظيمي والأخطار النظامية
وقال حاجي يشكل الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في تداول الأسهم تحديات تنظيمية متعددة، إذ يعمل المنظمون الماليون على تطوير لوائح لضمان حماية المستثمرين ونزاهة السوق، وعلى سبيل المثال تستكشف هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) طرقاً لتنظيم الذكاء الاصطناعي والتداول الخوارزمي، في حين يتضمن اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي (GDPR) حق التفسير لضمان الشفافية، وعلاوة على ذلك يجب مراقبة الأخطار النظامية الناتجة من قرارات الذكاء الاصطناعي الغامضة، وأوصى مجلس إشراف الاستقرار المالي (FSOC) بزيادة الخبرة لمراقبة تلك الأخطار.
التوقعات المستقبلية والخاتمة
وأكد حاجي لضمان مستقبل متوازن لتداول الأسهم، من الضروري اتباع نهج مدروس يعزز من تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الرؤية الإنسانية والمسؤولية، ويجب أن تكون هناك تدابير حوكمة ورقابة فعالة لتقليل الأخطار المتعلقة بالتحيز والدقة والشفافية وقابلية التفسير، ويتعين على المنظمين الماليين الاستمرار في تطوير وتنفيذ اللوائح التي تحمي المستثمرين وتضمن نزاهة السوق مع تشجيع الابتكار في المشهد المالي المتطور.
من المتوقع أن يتجاوز سوق الذكاء الاصطناعي 1.8 تريليون دولار بحلول 2030، مدفوعاً بتطور تقنياته وكميات البيانات المتاحة، ويعد تبني هذه التقنيات أمراً حاسماً للمنظمات التي تسعى إلى النجاح في ظل التحولات الاقتصادية، ويجب على صناع السياسات والشركات التعاون لتجاوز التحديات واستغلال إمكانات الذكاء الاصطناعي، مع معالجة قضايا مثل إدارة البيانات والخصوصية والاعتبارات الأخلاقية.
لضمان مستقبل متوازن لتداول الأسهم يجب اتباع نهج مدروس يعزز تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على المسؤولية، ويتعين على المنظمين الماليين تطوير وتنفيذ اللوائح لحماية المستثمرين وضمان نزاهة السوق مع تشجيع الابتكار.