ملخص
تناول المشاركون في جلساتهم الحوارية دور الدبلوماسية الإنسانية في إدارة الأزمات، وآليات وصول المساعدات، وتسهيل سلاسل الإمداد، إضافة إلى معالجة قضايا النزوح المتفاقمة في ظل تصاعد النزاعات والكوارث الطبيعية.
في عالم تتداخل فيه خيوط الصراع مع المعاني الإنسانية تشتعل الانقسامات الجيوسياسية كشرارات تتغذى على الأزمات المتفاقمة، يبرز منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع كمنارة للوعي والتفكير النقدي تحت شعار "استكشاف مستقبل الاستجابة الإنسانية"، ليشكل الحدث الذي تحتضنه الرياض منصة لتبادل الأفكار والرؤى حول دور العمل الإنساني في ظل التحديات الراهنة، بهدف فتح آفاق جديدة لتعزيز التضامن الإنساني في أوقات الشدة.
وتناول المشاركون في جلساتهم الحوارية دور الدبلوماسية الإنسانية في إدارة الأزمات، وآليات وصول المساعدات، وتسهيل سلاسل الإمداد، إضافة إلى معالجة قضايا النزوح المتفاقمة في ظل تصاعد النزاعات والكوارث الطبيعية.
وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ضرورة تنسيق الجهود الدولية لحل النزاعات بوسائل سلمية وفعالة، موضحاً أن "الوقت حان لتكثيف التعاون الدولي في مواجهة الأزمات"، مشدداً على أهمية العمل الجماعي لضمان استجابة إنسانية شاملة وفعالة.
ودعا في سياق المناسبة الدولية إلى تنسيق الجهود الدولية لحل النزاعات سلمياً، مشدداً على أن هناك حاجة ماسة إلى تكثيف الجهود الدولية للتعاون في الأزمات.
تبادل الخبرات
و أشار المتحدث باسم المركز سامر الجطيلي إلى أن المركز استهدف "جمع رواد العمل الإنساني والإغاثي والتنموي، تحت سقف واحد، لتعزيز قنوات الحوار بين القادة والمانحين والعاملين والباحثين، مما يسهم في تبادل الخبرات والممارسات المثلى لتطوير العمل الإنساني".
ولفت في حديث مع "اندبندنت عربية" إلى دور التقنية والتحول الرقمي كعوامل رئيسة في تحسين فعالية العمل الإنساني، إذ جرى استعراض الفرص والتحديات في هذا المجال بهدف تطوير حلول مبتكرة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.كما شدد على أهمية البحث العلمي وحوكمة جودة البيانات، مؤكداً ضرورة الاعتماد على الدراسات المبنية على الأدلة. وأكد أيضاً على أهمية إشراك الشباب في العمل التطوعي، إذ يعدون عنصراً حيوياً في تعزيز الجهود الإنسانية.
تأثير الانقسامات الجيوساسية
وعبر سؤال "اندبندنت عربية" الباحث السياسي ومدير البرنامج الثقافي بمركز الخليج للبحوث زيد الفضيل عن التأثيرات العميقة للانقسامات الجيوسياسية في العمل الإنساني، أوضح أن العمل الإنساني "يمثل ذروة جهود مؤسسات المجتمع المدني، سواء الرسمية أو الأهلية، ويعكس قيمة أخلاقية سامية تعزز من بناء الإنسانية. وأكد ضرورة أن يبقى هذا العمل بعيداً من التوترات السياسية والمصالح الاقتصادية الاستغلالية، مشدداً على أنه "ينبع من إيمان راسخ بحقوق الإنسان في الحصول على حياة آمنة وكريمة".
ومع ذلك أشار الفضيل إلى أن هذا التصور المثالي غالباً ما يتعثر بسبب النزاعات العسكرية والخلافات الجيوسياسية، مما يمثل مأساة حقيقية تتعارض مع القيم الإنسانية، إذ "تتأثر مؤسسات الإغاثة، مثل الأونروا، بصورة مباشرة بالضغوط السياسية، مما يحد من قدرتها على تقديم المساعدة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة وللاجئين في الشتات".
كما أشار إلى أن هذه القيود "تعكس تدهوراً كبيراً في منظومة القيم الأخلاقية لدى عدد من السياسيين والمسؤولين العسكريين، وهو تراجع له جذور في السياقات المجتمعية الأوسع".
وشدد على أن "العمل الإنساني يجب أن يبقى جسراً للتواصل والتعاون بين الشعوب، متجاوزاً الحدود والمصالح السياسية".
مراجعة وقف الدعم
وشهد المؤتمر توقيع 32 اتفاقاً بقيمة تقارب 700 مليون دولار، بمشاركة 150 منظمة و316 ممثل دولة، بحثاً عن آلية تطوير نماذج الاستجابة الإنسانية من خلال التخطيط السليم والتنفيذ المبني على الأدلة، مما يسهم في مواجهة التحديات الراهنة بفعالية وكفاءة ويحقق نتائج إيجابية على الأرض.
وفي لقاء مع وسائل الإعلام الدولية والمحلية قال المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله الربيعة، إن بلاده ركزت أخيراً على تقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة، ونقلت عدداً من المرضى الفلسطينيين لتلقي العلاج في السعودية.
ومع ذلك أضاف الربيعة أن المركز واجه بعض التحديات التي أدت إلى اتخاذ قرار بعلاج هؤلاء المرضى في الأردن بدلاً من ذلك، وعبر عن أمله في أن تعيد الدول التي خفضت دعمها للمنظمات الإنسانية النظر في قراراتها، مشدداً على أهمية التضامن الدولي في مواجهة الأزمات الإنسانية.
بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة عبر الجسرين الجوي والبحري أكثر من 7172 طناً، إذ تضمنت العمليات الإغاثية 20 سيارة إسعاف و62 طائرة و10 سفن خاصة بالإغاثة. كما أجريت 500 عملية إنزال جوي لتوزيع المواد الغذائية والإمدادات الطبية ومستلزمات الإيواء، إضافة إلى تقديم وجبات جاهزة للأكل.
أما في سياق الوضع في السودان، فأعلن المركز أن كلفة المساعدات الإنسانية تجاوزت 120 مليون دولار، تم توصيلها عبر 35 سفينة و13 طائرة إغاثة. وشملت هذه المساعدات قطاعات حيوية، منها الصحة والأمن الغذائي والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، إضافة إلى توفير المأوى والمواد غير الغذائية.