Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أطفال أفريقيا وقود لحروب لا نهاية لها

يكلفون بأدوار متعددة مثل الطهي والحراسة وحمل السلاح والقتال ويجري إخضاعهم لتدريبات عسكرية مكثفة

يوجد نحو 39 مليون قطعة سلاح يجري حملها بصورة غير قانونية من جماعات غير نظامية (أ ف ب)

ملخص

هناك نحو 8 آلاف طفل يساقون إلى جبهات القتال كل عام في أفريقيا، وخصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وموزمبيق ومالي والسودان.

في وقت لا يكل فيه الأفارقة ولا يملون البحث عن حلول للأزمات التي تعصف بقارتهم الغنية بثرواتها، صدمت تقارير أممية حديثة كثيراً من المنظمات والأفارقة في شأن الأطفال الذين جرى تجنيدهم للقتال في صفوف الجماعات المسلحة.

وفيما تتقاطع الأسباب التي تقود إلى اندلاع صراعات لا نهاية لها في القارة السمراء، فإنه بحسب تقرير للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة فيرجينيا غامبا، فإن "آلام الأطفال الذين يجندون للقتال في أفريقيا وصمة عار على ضميرنا جميعاً".

وفقاً لهذا التقرير هناك نحو 8 آلاف طفل يساقون إلى جبهات القتال كل عام في أفريقيا، وخصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وموزمبيق ومالي والسودان.

وتعرف الدول المذكورة نزاعات طويلة الأمد بين حركات مسلحة سواء ذات خلفية إرهابية أو متمردة والجيوش الوطنية التي باتت عاجزة بصورة كبيرة عن بسط الأمن، على رغم تدخل قوى دولية حاولت إرساء الاستقرار المنشود.

آليات مفترضة

ويتوزع هؤلاء الأطفال بين مئات الذين جرى تجنيدهم من الجماعات المسلحة في نيجيريا، و2000 عنصر في جمهورية الكونغو الديمقراطية و691 في مالي و658 في نيجيريا وغير ذلك.

وقبل أعوام صدق عدد من الدول الأفريقية على اتفاق حقوق الطفل في محاولة لتخليص أطفالهم من براثن الجماعات المسلحة والإرهابية التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة.

الناشط الحقوقي النيجري علي إدريسا، قال "بالفعل نستطيع القول إن الأطفال الأفارقة يقومون بتعزيز عدد من القوات خلال النزاعات المسلحة، إذ يجري استغلال مناخ عدم الاستقرار والفقر في بيئات معينة لاستقطاب هؤلاء".

وتابع إدريسا في حديث لـ"اندبندنت عربية"، "نرى بوضوح أن الجماعات المسلحة تجند أطفالاً أفارقة بالتواطؤ، وفي بعض الأحيان بالقوة، حتى تتمكن من تعزيز قواتها، ومن العار أننا لا نستطيع المساعدة في وقف ذلك".

وبين أن "هناك آليات مفترضة سواء وطنياً أو دولياً لوقف تجنيد الأطفال وجلبهم إلى جبهات القتال، لكن من المؤسف أنه لم يجر إلى الآن تفعيل هذه الآليات".

جيل ضائع

وتعددت التقارير الأممية في الأعوام الماضية التي حذرت من خطورة انزلاق الجماعات المسلحة نحو استقطاب الأطفال، الذين يغادرون مقاعد الدراسة نحو جبهات القتال.

وقال تقرير سابق لمنظمة "يونسيف" إن "الأطفال يكلفون بأدوار متعددة عند استقطابهم، إذ يقوم هؤلاء بأنشطة مثل الطهي والحراسة وحمل السلاح والقتال، ويقع إخضاعهم لتدريبات عسكرية مكثفة".

أما الفتيات فيقع تجنيدهن وتزويجهن للمقاتلين وغير ذلك، وفي كثير من الأحيان يجبرن على إنجاب الأطفال لتعزيز أفراد الجماعات المسلحة، بحسب "يونسيف".

وقبل أعوام صدمت أرقام رسمية صادرة عن السلطات في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشارع في أفريقيا، إذ كشفت عن نحو 40 مليون طفل جرى تجنيدهم للقتال في أتون الحرب الأهلية المستمرة التي يعرفها هذا البلد الذي لا يهدأ.

وتعرقل مشاريع تمرد وانفصال وأيضاً أنشطة لجماعات متشددة مثل تنظيمي "القاعدة" و"داعش" أي خطط لوضع حد لحالة الفوضى الأمنية التي يعرفها عدد من الدول الأفريقية على غرار مالي وبوركينا فاسو والكونغو الديمقراطية.

وقال الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية أبوبكر الأنصاري إن "أطفال أفريقيا وقود الحروب ومصالح الكبار، ولا توجد قوانين تحمي براءة الطفولة من ويلات تلك الحروب".

وأبرز الأنصاري أن "تداعيات تجنيد الأطفال هي خطرة في الواقع، وتكمن في إفراز جيل ضائع بعيد من التمدرس وفاقد للمهارات الأساسية وتخلف وهجرة نحو أوروبا".

مأساة لا تنتهي

ولم تكشف التقارير الدولية والأممية المذكورة عن أعداد القتلى والجرحى في صفوف الأطفال الذين جرى استقطابهم بصورة محددة، وذلك في وقت يوفر فيه تجنيد هؤلاء عدد من النواحي الإيجابية للجماعات المسلحة على غرار استقطابهم في مقابل زهيد للغاية بخلاف المرتزقة التقليديين.

وقال الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية محمد أوال، "بالعفل ما يحدث يجسد مأساة لا تنتهي لأطفال عانوا الخصاصة والفقر المدقع، ويجري استغلال هذه العوامل والصعوبات التي يعانيها هؤلاء من أجل إقناعهم بالقتال".

اقرأ المزيد

وتابع أوال في حديث خاص "بحسب عدد من التقارير الأممية والحقوقية، يوجد نحو 39 مليون قطعة سلاح يجري حملها بصورة غير قانونية ومن جماعات غير نظامية، وعادة ما يجري تسليم ملايين قطع السلاح إلى الأطفال الذين عادة ما يجبرون على القتال".

وأردف أن "عملية الإجبار تأتي في سياق معين مثل خطف الأطفال، وهم قصر من المدارس وأسرهم في ظروف مأسوية وإجبارهم على تلقي تدريبات عسكرية تمهيداً لإنزالهم إلى جبهات القتال".

وفي ظل غياب أي تحرك موحد على المستوى الأفريقي لتأمين الأطفال، فإن الغموض سيظل يخيم على مستقبل هؤلاء خصوصاً مع تفاقم النزاعات لتشمل دولاً جديدة مثل السودان ومالي وغيرهما.

المزيد من تقارير