ملخص
يعتمد الجيش الإيراني على أسطول ظل ضخم من السفن لإخفاء شُحنات إلى الصين تقدر بمليارات الدولارات.
نددت إيران اليوم الجمعة بما وصفته بـ"نفاق" الولايات المتحدة، بعد إعلان واشنطن فرض عقوبات جديدة تستهدف وزير النفط الإيراني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان، إن هذه الخطوة تدل على "نفاق" الولايات المتحدة بعد دعوة واشنطن مراراً إلى إجراء محادثات نووية مع طهران، مضيفاً أن العقوبات هي بمثابة "دليل واضح آخر على زيف هذه التصريحات، وعلامة أخرى على عدائها للتنمية".
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية أمس الخميس عقوبات على وزير النفط الإيراني محسن باكنجاد ضمن خطوة للضغط على الحكومة الإيرانية.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في بيان إن "النظام الإيراني يواصل استخدام عائدات الموارد النفطية الهائلة في البلاد لتعزيز مصالحه الضيقة والمقلقة على حساب الشعب الإيراني".
وشملت العقوبات أيضاً ثلاثة كيانات تعمل في تجارة النفط الإيراني في الصين، وثلاث سفن شحن كممتلكات محظورة لاستخدامها في العمليات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان إن "هذه الكيانات تقدم خدمات لسفن الأسطول الشبح، مما يمكّن إيران من إخفاء تجارتها النفطية غير المشروعة"، مضيفة أن "إجراء اليوم (الخميس) يعزز سياسة الرئيس ترمب المتمثلة في ممارسة أقصى ضغوط على النظام الإيراني".
وذكرت الوزارة أن باكنجاد "يشرف على تصدير نفط إيراني بعشرات مليارات الدولارات، ويخصص للقوات المسلحة الإيرانية كميات من النفط بمليارات الدولارات لتصديرها"، مضيفة أنها فرضت عقوبات أيضاً على مالكي أو مشغلي السفن التي سلمت نفطاً إيرانياً إلى الصين أو نقلته من المخازن هناك، وموضحة أن هؤلاء في دول عدة بينها الهند والصين.
أسطول ظل ضخم
ويعتمد الجيش الإيراني على أسطول ظل ضخم من السفن لإخفاء شُحنات إلى الصين تقدر بمليارات الدولارات، وأوضحت الوزارة أن من بين السفن التي فرضت عليها عقوبات أمس "بيس هيل" التي ترفع علم هونغ كونغ والشركة المالكة لها، وسفينة "بولاريس-1" التي ترفع علم إيران، وشركة "فالون شيبينغ" المسجلة في سيشل، وشركة "إيتاجوا سيرفيسز" المسجلة في ليبيريا، وقالت إن الخارجية الأميركية صنفت ثلاثة كيانات وثلاث سفن باعتبارها ممتلكات محظورة.
ومنذ عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي، دعا ترمب إلى اتفاق نووي جديد مع طهران مع انتهاج سياسة "الضغوط القصوى" المتعلقة بالعقوبات مجدداً، إذ تأتي العقوبات الأخيرة بعد أن بعثت إدارة ترمب رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي حثته فيها على إجراء مفاوضات وحذرت من عمل عسكري محتمل إذا رفضت إيران.
إيران تستدعي مبعوثي بريطانيا وفرنسا وألمانيا
من ناحية أخرى أفادت وسائل إعلام رسمية في إيران بأن وزارة الخارجية استدعت أمس مبعوثي بريطانيا وفرنسا وألمانيا بسبب ما وصفته بأنه "استغلال لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقد اجتماع مغلق" في شأن برنامج طهران النووي.
وهددت بريطانيا الأربعاء بالسعي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا لزم الأمر، لمنعها من تطوير سلاح نووي، في وقت عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً لمناقشة زيادة طهران مخزونها من اليورانيوم الذي يقترب من درجة النقاء اللازمة لتصنيع سلاح نووي.
وفيما نفت إيران رغبتها في تطوير سلاح نووي وقالت إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، فإن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" قالت إن طهران زادت في الآونة الأخيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة، مما يقترب من النسبة اللازمة لتصنيع سلاح نووي وهي 90 في المئة.
وتقول الدول الغربية إنه لا حاجة إلى تخصيب اليورانيوم إلى هذه الدرجة من النقاء طالما أن البرنامج مخصص للأغراض السلمية، إذ لم تصل أية دولة إلى ذلك المستوى من التخصيب من دون إنتاج قنبلة نووية.
وعقد الاجتماع المغلق في الأمم المتحدة بناء على دعوة ست دول أعضاء في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وفرنسا واليونان وبنما وكوريا الجنوبية وبريطانيا، وقالت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة في بيان بعد اجتماع المجلس إن إيران هي "الدولة الوحيدة في العالم التي لا تملك أسلحة نووية وتنتج يورانيوم عالي التخصيب، واستخدامها له في الأغراض السلمية غير موثوق به".
وكان خامنئي رفض الأربعاء على ما يبدو اقتراحاً أميركياً بالتفاوض في شأن برنامج طهران النووي، لكن وسائل إعلام رسمية نقلت اليوم عن وزير الخارجية الإيراني قوله إنه لا يستبعد إجراء محادثات.