ملخص
في مباراة مليئة بالجدل، خسر أتلتيكو مدريد أمام ريال مدريد بركلات الترجيح في دوري أبطال أوروبا، بعد إلغاء ركلة جزاء لجوليان ألفاريز بسبب لمسة مزدوجة مزعومة. القرار أثار غضباً واسعاً وبخاصة أن اللقطة لم تكن واضحة.
بطريقة ما، اختبر أتلتيكو مدريد طريقة مختلفة للخسارة من ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. نفس القصة القديمة، إذ جعلت ركلات الترجيح هذه الإقصاء هو السادس من إجمال ست مواجهات، لكن هذه المرة مع حبكة جديدة.
ويا لها من حبكة، إذ جاء القرار ليعكس تحريف عمل قواعد اللعبة، إذ أُلغيت ركلة جزاء جوليان ألفاريز بسبب لمسة مزدوجة مزعومة.
نتيجة لذلك، لا ينبغي أن يشعر أتلتيكو بأي قدر من الحتمية اليائسة التي شعروا بها مع رأسية سيرجيو راموس في نهائي 2014 أو ركلات الترجيح عام 2016، بل يجب أن يكون هناك فقط شعور بالظلم الشديد بسبب الخروج إثر لمسة تكاد تكون غير محسوسة، ولا تعطي أية ميزة للركل، وهو أمر سخيف تماماً.
هذه حال كلاسيكية من انفصال القواعد عن واقع كيفية لعب كرة القدم، فبصراحة، من اللاعب الذي سيحاول لمس كرة ركلة الترجيح مرتين؟ هذا يجعل التسجيل أكثر صعوبة، وأي شخص يمكن أن يخبرك بذلك، فلا توجد ميزة ويمكن القول إنها مجرد عيب، وهذا قبل أن تصل حتى إلى أسئلة عادلة حول مدى سرعة اتخاذ القرار.
وعلى رغم الضجة على وسائل التواصل الاجتماعي حول أجهزة الاستشعار والتقنيات الأخرى، أكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" أنه استخدم نظام حكم الفيديو المساعد فحسب، وحكموا على ركلة جزاء جوليان ألفاريز في ما بدا أقل من دقيقة، على رغم أنه كان من المستحيل عملياً التأكد من وجود لمسة من مشاهدات متعددة من زوايا كاميرات عدة.
بالتأكيد لم يكن الأمر "واضحاً وجلياً"، على رغم أن الهدف من تدخل الحكم هو التأكد مما إذا كان هناك خطأ واقعي. ولا يزال من الصعب القول إنه كان كذلك.
اللقطات التي رأيناها حتى الآن متقطعة ولا تشير إلى وجود لمسة أخرى ولا يبدو أن الكرة غيرت مسارها، لذلك فأنت تصل إلى فحص الصور البطيئة بصورة متكررة.
وقال تيبو كورتوا لاحقاً إنه "شعر" بأن ألفاريز لمس الكرة مرتين، أما دييغو سيميوني الذي كان يضحك بحسرة مع عدم تصديق طلب من الصحافيين في المؤتمر الصحافي رفع أيديهم إذا شعروا بنفس الشيء، وكان كثر لا يزالون يحاولون الحكم على المشهد.
إنها كلها هوامش ضئيلة تبدو أسوأ نظراً إلى الكلفة الهائلة لإلغاء ركلة جزاء في ركلات الترجيح، وهو ما يزيد بصورة كبيرة من فرص الخروج، كما أن العقوبة ببساطة لا تتناسب مع طبيعة المخالفة، إذا كان يمكنك حتى تسميتها مخالفة.
هذه مجرد الطريقة الخاطئة لتسوية المباراة، فكان يجب إعادة ركلة الترجيح في أسوأ الأحوال، إذا كان ذلك ممكناً.
الرد الذي يُقدم بالفعل على مثل هذه الحجج هو أنه لا يمكنك الاحتكام لقواعد مختلفة لركلات الجزاء في اللعب العادي، ولكن هذا جيد لأن القاعدة لا معنى لها حقاً حتى في المسار العادي للمباريات.
مرة أخرى، من سيحاول لمسها مرتين؟ لا توجد ميزة. إنه سبب هزلي لإلغاء هدف.
هناك وجهة نظر نظرية متطرفة حول هذا الموضوع هي أن اللاعب يمكن أن يقوم برفع الكرة وضربها بقوة لتتجاوز الحارس، أو شيء مشابه وهذا لن يحدث، ولكن إذا حدث فإن النية واضحة وهذا شيء يمكن إدراجه في القاعدة.
عادة ما تكون هناك حجة مضادة عادلة هنا حول كيف أن الدخول في أحكام حول "النية" هو منحدر زلق، ولكن هذا ينطبق على اللعب الحي ولحظات مثل التدخلات السريعة بين اللاعبين، ومن الأسهل بكثير الحكم على ركلة حرة أكثر من ركلة الجزاء.
هذه الحال ستكون دائماً ثنائية، إما أننا سنرى لحظات مثل لحظة ألفاريز أو محاولات نظرية سخيفة مثل رفع الكرة، التي لن تحدث أبداً.
ومن المستحيل حتى تصور طرق أخرى يمكن أن تعمل بها هذه القاعدة. فهذا وحده يظهر مدى سوء عمل هذه القاعدة.
ويجب الآن مراجعتها وربما سيتم ذلك، نظراً إلى ردود الفعل المحتملة. ومع ذلك، سيكون ذلك متأخراً جداً بالنسبة لأتلتيكو وهذا يجب أن يضاعف الإحباط في أقل تقدير.
© The Independent