ملخص
قال بوتين في أول تعليق له على المقترح الأميركي الذي يحظى بموافقة أوكرانيا إنه يؤيد فكرة وقف إطلاق النار، لكن ثمة "أسئلة جدية" في شأنها تحتاج إلى تواصل مع واشنطن، معرباً عن استعداد موسكو لمناقشتها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس أمس الخميس إنها تعتقد أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن توافق روسيا على الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، لكن بشروط.
وأشارت كالاس في مقابلة مع "رويترز" على هامش قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الأعضاء أنها تفهم أن روسيا ربما تقوم بأمر ما لتمديد العملية عن طريق تشويش الصورة، وهو ما لا يريدونه.
"تلاعب"
من جانبه اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس أن التصريحات التي أدلى بها نظيره الروسي فلاديمير بوتين في شأن اقتراح أميركي لهدنة موقتة في الحرب الدائرة بين موسكو وكييف تنطوي على "تلاعب"، متهماً إياه بـ"التسويف" بهدف مواصلة النزاع.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي اليومي "لقد سمعنا جميعاً كلمات بوتين المتوقعة للغاية والمنطوية على كثير من التلاعب"، داعياً إلى زيادة الضغط على موسكو.
وأضاف "نحن لا نحدد الشروط التي تعقد أي شيء، روسيا تقوم بذلك"، مضيفاً "كما قلنا على الدوام، الطرف الوحيد الذي يقوم بمماطلة الأمور، الذي سيكون غير بناء، هو روسيا".
واتهم زيلينسكي نظيره الروسي بالعمل على "تحضير رفض" للمقترح الأميركي، معتبراً أن بوتين "يخشى من أن يقول بصورة مباشرة لترمب إنه يريد مواصلة الحرب"، وأضاف أن روسيا تعد شروطاً لوقف إطلاق النار تهدف إلى تأجيله أو منعه تماماً.
كما أشار إلى أن بوتين يقوم بإحاطة "فكرة وقف إطلاق النار بشروط مسبقة بصورة لن تفلح أي أمر على الإطلاق، أو (يؤخر تحقيقه) لأطول فترة ممكنة".
وقال زيلينسكي "إنه في الواقع يجهز رفضاً الآن، لأن بوتين بالطبع خائف من إخبار الرئيس ترمب بأنه يريد مواصلة هذه الحرب، وأنه يريد قتل الأوكرانيين".
وتابع "لهذا السبب يفرضون في موسكو هذه الشروط على فكرة وقف إطلاق النار، حتى لا يحدث أي شيء على الإطلاق، أو حتى لا يتسنى حدوث شيء لأطول وقت ممكن".
وذكر زيلينسكي أن واشنطن أبدت استعدادها لتنظيم عملية لمراقبة وقف إطلاق النار والتحقق منه، وأن "من الممكن تحقيق ذلك بفضل إمكانات أميركا، وإمكانات أوروبا".
وقال زيلينسكي إن وقف إطلاق النار سيتيح وقتاً "لإعداد إجابات لجميع الأسئلة المتعلقة بالأمن على المدى الطويل وإحلال سلام حقيقي وموثوق، وطرح خطة لإنهاء الحرب".
وأضاف "غالباً ما يقوم بوتين بذلك، لا يقول لا بصورة مباشرة، لكنه يقوم بذلك بصورة لا تؤدي عملياً سوى إلى تأخير كل شيء وتجعل الحلول الطبيعية مستحيلة. نعتقد أن ذلك مجرد تلاعب روسي آخر".
"أسئلة جدية"
كان بوتين قال الخميس في أول تعليق له على المقترح الأميركي الذي يحظى بموافقة أوكرانيا، أنه يؤيد فكرة وقف إطلاق النار، لكن ثمة "أسئلة جدية" في شأنها تحتاج إلى تواصل مع واشنطن، معرباً عن استعداد موسكو لمناقشتها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وهذه التصريحات هي الأولى لبوتين حول الخطة التي وافقت عليها أوكرانيا الثلاثاء، إثر محادثات مع الولايات المتحدة في مدينة جدة السعودية، وأكد الرئيس الروسي أنه "يؤيد" وقف إطلاق النار المقترح، لكن هناك "خلافات دقيقة" ما زالت عالقة وتحتاج إلى تواصل مع الأميركيين.
وقال بوتين للصحافيين "أعتقد أننا بحاجة إلى التحدث حول هذه الأمور مع شركائنا الأميركيين، وربما إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس ترمب ومناقشة الأمر معه".
ودعت الولايات المتحدة روسيا إلى الموافقة على وقف غير مشروط لإطلاق النار، وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الثلاثاء "هذا ما نريد أن نعرفه إذا كانوا مستعدين للقيام بذلك من دون قيد أو شرط".
واعتبر ترمب الخميس أن نظيره الروسي أدلى بتصريح "واعد للغاية" في شأن وقف النار في أوكرانيا، لكنه لم يكن "كاملاً"، وقال "يسعدني أن ألتقيه أو أتحدث إليه، لكن علينا الانتهاء من هذا الأمر سريعاً".
وبينما يضغط ترمب من أجل إنهاء سريع للنزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، وصل مبعوثه ستيف ويتكوف إلى موسكو الخميس لمناقشة الخطة.
وقال يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي، لصحيفة "إزفيستيا" إن ويتكوف سيلتقي بوتين مساء الخميس في لقاء "مغلق".
وأعرب ترمب عن تفاؤله بامكان تحقيق فريقه وقفاً لإطلاق النار في أوكرانيا، وقال "إذا تمكنا من جعل روسيا تتوقف، فلدينا وقف كامل لإطلاق النار، أعتقد أنها لن تعود للحرب أبداً".
"استبعاد كيلوغ"
قال مسؤول أميركي ومصدر آخر مطلع إن مسؤولين روسيين أبلغوا نظراءهم الأميركيين أنهم لا يريدون أن يشارك المبعوث الأميركي لروسيا وأوكرانيا كيث كيلوغ في المناقشات رفيعة المستوى، التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وكان كيلوغ غائباً عن بعض المناقشات رفيعة المستوى في الأسابيع الأخيرة، ولم يتضح على الفور ما إذا كان غياب كيلوغ مرتبطاً بطلب المسؤولين الروس، كما لم يتضح متى تم تقديم الطلب.
ولم تستجب السفارة الروسية في واشنطن بعد لطلب للتعليق، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت إن كيلوغ لعب دوراً حاسماً في مساعي إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف هيويت أمس الخميس "استغل الرئيس ترمب مواهب عدد من كبار المسؤولين في الإدارة للمساعدة في الوصول بالحرب في أوكرانيا إلى حل سلمي".