Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

المؤشر الرئيس لـ"وول ستريت" يدخل مرحلة تصحيح

"ستاندرد آند بورز" يخسر 10 في المئة من ذروته مع تصعيد ترمب لحربه التجارية مع الاتحاد الأوروبي

وتنتظر الأسواق الآن نتائج اجتماع "الاحتياط الفيدرالي" الأربعاء المقبل (أ ف ب)

ملخص

يعبر هبوط مؤشر "ستاندرد آند بورز" ودخوله في تصحيح عن عمق الأزمة التي تمر فيها "وول ستريت"، فهذا المؤشر يعكس الاقتصاد الأميركي كونه يقيس أداء أكبر 500 شركة مدرجة.

هبوط قوي جديد في "وول ستريت"، دفع مؤشرها الرئيس "ستاندرد آند بورز 500" للدخول في مرحلة تصحيح، بعد أن فقد نحو 10 في المئة من أعلى مستوى قياسي له سجل في الـ19 من فبراير (شباط) الماضي.

وجاء الهبوط الجديد بعد أن صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 200 في المئة على واردات المشروبات الكحولية الأوروبية ما لم يلغِ الاتحاد الأوروبي الرسوم الإضافية على الويسكي الأميركي، وكان ترمب هدد سابقاً بمعاقبة الاتحاد الأوروبي إذا فرض رسوماً جمركية انتقامية على السلع الأميركية الشهر المقبل.

وأعطى ذلك إشارة للأسواق بأن ترمب انتقل من حربه التجارية على جارتي الولايات المتحدة، كندا والمكسيك، إلى الاتحاد الأوروبي، وهذا ما يعطي للحرب بعداً جديداً حيث يدخل ترمب مع 27 دولة.

هبوط بكل المؤشرات

وأنهت كل المؤشرات على انخفاض كبير بهبوط "ستاندرد آند بورز" نحو 1.4 في المئة، بينما هوى مؤشر ناسداك المجمع بنحو اثنين في المئة، في حين انخفض مؤشر "داو جونز" بنسبة 1.3 في المئة، واقترب من التصحيح، إذ انخفض بنسبة 9.3 في المئة عن آخر مستوى قياسي له في ديسمبر (كانون الأول)، وغالباً ما يعرف التصحيح بأنه هبوط المؤشر بنسبة 10 في المئة من أعلى قمة بلغها.

أهمية "ستاندرد آند بورز"

ويعبر هبوط مؤشر "ستاندرد آند بورز" ودخوله في تصحيح عن عمق الأزمة التي تمر فيها "وول ستريت"، فهذا المؤشر يعكس الاقتصاد الأميركي كونه يقيس أداء أكبر 500 شركة مدرجة.

اقرأ المزيد

ويجري الاستثمار فيه على نطاق واسع عالمياً، باعتباره المؤشر الذي يضمن عملياً الحد الأدنى من العوائد المجزية على مدار 10 سنوات، التي غالباً ما تكون عند 10 في المئة سنوياً.

ويتراجع "ستاندرد آند بورز" لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة وأصبح عائده سلبياً بنسبة ستة في المئة منذ بداية العام، ويقف عند أدنى مستوى له في ستة أشهر.

خسائر تريليونية

وفقد المؤشر نحو 5 تريليونات دولار من قيمته السوقية منذ ذروته في فبراير (شباط)، بحسب بيانات وكالة "بلومبرغ".

وتظهر بيانات الوكالة أن جلسات التداول الـ16 التي استغرقها مؤشر "ستاندرد آند بورز" 500 ليتراجع بهذا الحجم من أعلى مستوى له في الـ19 من فبراير، تمثل سابع أسرع تصحيح في السجلات التي تعود لعام 1929، وحدثت ثلاث من أسرع سبع عمليات انخفاض بهذا الحجم في عهد الرئيس دونالد ترمب في أعوام 2018 و2020 والآن.

فقاعة التكنولوجيا

ومن بين أشد الانخفاضات في الأسهم التكنولوجية، كانت شركتا "تسلا" و"ميتا" المالكة لـ"فيسبوك"، بنسبة ثلاثة في المئة و4.5 في المئة تباعاً، بينما هوت كل الأسهم التكنولوجيا الكبرى، المعروفة اختصاراً باسم "السبعة الكبار".

وكانت التوقعات في الأسواق بحدوث فقاعة في الأسهم التكنولوجية بعد موجة صعود استمر نحو عامين، إذ جاءت الحرب التجارية التي يقودها ترمب لتفجر الفقاعة.

التفاؤل بأدنى مستوياته

وازدادت مخاوف المستثمرين بعد أن بدأ يتردد في الأسابيع الأخيرة عن إمكان حدوث ركود في الاقتصاد الأميركي، أكبر اقتصاد في العالم، إذ إن تبعات ذلك ستدخل الأسواق في أزمة حادة. وتوقعت بنوك كبرى مثل "غولدمان ساكس" و"جي بي مورغان" احتمالية الركود ومزيد من التراجع للمؤشرات.

كما أن معدل التفاؤل، وهو استطلاع تقوم به الجمعية الأميركية للمستثمرين الأفراد، انخفض إلى 0.3 خلال هذا الأسبوع، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول) 2022. وكانت آخر مرة وصل فيها المؤشر إلى هذا المستوى المنخفض قبل ذلك التاريخ في عام 2009، في أعقاب الأزمة المالية العالمية، وتزامنت هذه الحالات السابقة مع فترات من وصول سوق الأسهم الأميركية إلى أدنى مستوياتها.

بيانات التضخم والفائدة

وكانت الأسواق تفاءلت الأربعاء بعد ظهور بيانات التضخم التي جاءت أفضل من التوقعات، إذ أعطت إشارات إيجابية بأن الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد يواصل مسار خفض الفائدة كما كان متوقعاً لهذا العام.

وتنتظر الأسواق الآن نتائج اجتماع "الاحتياط الفيدرالي" الأربعاء المقبل، إذ ستتضح وجهة نظره تجاه ملفات التضخم والحرب التجارية والفائدة.

وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول صرح أخيراً بأنه يريد الانتظار ليرى الأثر الاقتصادي لمجموعة سياسات ترمب بأكملها، التي تشمل أيضاً خفض الضرائب والإنفاق، وإلغاء القيود التنظيمية، وتشديد قوانين الهجرة. من المتوقع عموماً أن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة الرئيس عند نطاقه الحالي بين 4.25 في المئة و4.50 في المئة في اجتماعه يومي الـ18 والـ19 من مارس (أذار) المقبلين.

ويراهن متداولو العقود الآجلة لأسعار الفائدة على أن الاحتياط الفيدرالي سيجري ثلاثة تخفيضات بمقدار ربع نقطة مئوية في سعر الفائدة الرئيس بحلول نهاية عام 2025، بدءاً من يونيو (حزيران).