Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

محافظ اللاذقية: لجنة تقصي الحقائق بدأت عملها

تحقيق نتائج عسكرية ميدانية بحسب محمد عثمان منها تحييد المجرمين عن الأماكن الحيوية وفرض السيطرة على المدينة

محافظ اللاذقية محمد عثمان (اندبندنت عربية)

ملخص

قال محافظ اللاذقية محمد عثمان في حديث لـ"اندبندنت عربية" إن لجنة تقصي الحقائق بدأت بالفعل عملها، وهي حالياً في طور جمع البيانات، ومن المتوقع انطلاق عملها بعد أيام قليلة بالتوازي مع عمل الشرطة العسكرية والأمن العام الذين اعتقلوا مجموعة من الأشخاص لارتكابهم انتهاكات خلال فترة الحملة.

تنفست محافظة اللاذقية الصعداء أخيراً بعد غمة أحاطت بأهلها عقب اندلاع أحداث السادس من مارس (آذار) الجاري، فيما يسري هدوء حذر بين سكان المدينة إثر انقشاع دخان المعارك السوداء، هنا تلملم اللاذقية المكلومة اليوم جراحها على أعتاب إحياء ذكرى اندلاع الثورة السورية، بينما صدرها يضيق ووجه المدينة بائس وحزين على غير عادته.

ومع توقف الحملة الأمنية في العاشر من مارس الجاري تراجعت مجموعات الفلول إلى جبال الساحل الوعرة بغية ترتيب صفوفها مجدداً، ويجزم مراقبون للشأن الداخلي السوري بأن مجموعات أطلقت على نفسها "درع الساحل" يقودها مقداد فتيحة، أحد رجال الحرس الجمهوري في النظام السابق، استفادت من وعورة هذه الجبال، فضلاً عن الطرق غير السالكة لتقفي أثرها واعتقالها.

ومن المتوقع أن يزيد كل ذلك من مدة القضاء على تلك المجموعات المسلحة الخارجة على القانون، بعد انقضاء المهلة التي طلبت فيها السلطات الجديدة للبلاد تسليم أسلحتهم لها وإجراء تسوية. في الوقت ذاته تمكنت وزارة الدفاع من إحباط هجوم لفلول النظام على إحدى الثكنات العسكرية في ريف اللاذقية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، وتمكنت من توقيف أربعة مهاجمين.

 

 

لجنة تقصي الحقائق

مع توقف الحملة الأمنية الهادفة لملاحقة الفلول، وانكفاء من غرز سكاكين الطائفية في جسد السلم الأهلي إثر انتهاكات وممارسات بحق أبناء الطائفة العلوية في القرى والمدن تبعها تشكيل لجنة تقصي حقائق من الرئيس السوري أحمد الشرع للوقوف حول مجريات الأحداث والجرائم التي دانتها الحكومة وتمت بأيدي أفراد غير منضبطة، قال محافظ اللاذقية محمد عثمان في حديث لـ"اندبندنت عربية" إن لجنة تقصي الحقائق بدأت بالفعل عملها، وهي حالياً في طور جمع البيانات، ومن المتوقع انطلاق عملها بعد أيام قليلة بالتوازي مع عمل الشرطة العسكرية والأمن العام الذين اعتقلوا مجموعة من الأشخاص لارتكابهم انتهاكات خلال فترة الحملة، وأحيلوا إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم وعرضهم على القضاء.

اقرأ المزيد

وبالحديث عن أهم الخسائر التي لحقت بفلول النظام خلال الأيام القليلة الماضية، أكد عثمان تشتيت شملهم وتفريق تجمعهم، إذ لم يستطيعوا تنفيذ مخططهم منذ أشهر عدة، فضلاً عن فشلهم في تحقيق مشروعهم الهادف إلى إطاحة الدولة الجديدة، لافتاً إلى تحقيق نتائج عسكرية ميدانية، منها تحييد المجرمين عن الأماكن الحيوية وفرض السيطرة على اللاذقية.

وبخبرة أمنية تعود لتوليه مهمات معاون وزير الداخلية للشؤون الأمنية في حكومة الإنقاذ السورية، قال عثمان إنه "إثر تحييد فلول النظام قد يكونوا انتقلوا إلى الوديان والجبال وتحتاج ملاحقتهم إلى مزيد من الوقت، ومن المرجح تنفيذهم لأعمال تخريبية ليثبتوا أنهم على الأرض، ولكننا سنكون على استعداد لملاحقتهم واعتقالهم".

العودة للحياة

في الأثناء يحاول أبناء اللاذقية العودة للحياة التي توقفت قبل أسبوع عن التنفس، إذ تعاود الشوارع حركتها كمن يجر جسده المتعب والمرهق بعد ما توقفت آلة الحرب. وتحدثت مصادر أهلية عن معاناة أرقت المواطنين من فقدان مصادر المياه وانقطاع الكهرباء خلال أيام المعارك الماضية، وفقدان مستلزمات الحياة المعيشية، بينما تعود حركة الحياة في الأسواق لوضعها المعتاد، وبدأت حركة البضائع والسلع بالتدفق من جديد.

 من جهته أوضح محافظ اللاذقية أنه لوحظ تحسن تدريجي على الحياة المعيشية وخروج المواطنين إلى الشوارع من دون أية مضايقات، مضيفاً "كما عادت الأسواق للعمل وأفضل من السابق، وعلى المستوى السلم الأهلي باشرت لجنة التحقيقات في عملها لتعزيز السلم الأهلي ونترقب نتائج إيجابية بعد مجموعة من اللقاءات والاجتماعات".

 

 

وتسببت الفوضى التي حصلت مع تقاطر تعزيزات مسلحة من المجتمعات المحلية بمختلف المدن السورية الحريصة بالقضاء على فلول النظام إلى الساحل السوري بجملة انتهاكات في حق العلويين من أبناء الساحل. وتدفقت هذه التعزيزات بعد كمين مسلح في حادثة قتل فيها 16 عنصراً من الأمن العام في قرية بريف جبلة وإعلان النفير العام من القبائل والعشائر وأبناء المدن، ومعها سرت انتهاكات وتصفيات في حق عائلات بأكملها غير مسلحة، مما أثار غضب الأوساط المحلية والدولية والرأي العام العالمي، وألحق أذى بمجتمع يحاول العودة من جديد بعيداً من الطائفية.

وبالحديث عن عودة الخدمات للمحافظة يستشعر محافظ اللاذقية الأمل في تحسن الواقع الخدمي بعد جهود من المعنيين، ويراه بات أفضل بعد عودة الكهرباء للعمل إثر انقطاع لأيام عدة، إضافة إلى ضخ المياه أول أمس. وتابع "الأمور الخدمية كافة تعود تدريجاً مثل المستشفيات والأفران، مع عودة العمل بالمؤسسات، وعودة دوام الطلاب للمدارس والجامعات للدوام الأسبوع المقبل بعد تعليق الدوام".

كانت السلطات السورية أصدرت عفواً عاماً وتسوية أوضاع ضباط وعناصر في الجيش والأمن بالنظام السابق لما يقارب 85 ألف عنصر بينما رفض الآلاف إجراء التسوية أو تسليم السلاح وفضلوا اللجوء إلى الجبال مع دخول إدارة العمليات العسكرية مناطق الساحل، وألحقت مجموعات الفلول خسائر بشرية بحق أفراد الأمن العام بكمائن متفرقة في اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس في محاولة للسيطرة على مراكز القوة بها.

المزيد من متابعات