ملخص
في يناير 2024، فرض مدير إدارة الطيران الاتحادية في عهد الرئيس السابق جو بايدن، مايك ويتيكر، حداً أقصى للإنتاج بعد حادثة طائرة شركة "ألاسكا"
أعاد وزير النقل الأميركي شون دافي تذكير الأميركيين بأزمات شركة "بوينغ الأميركية" لصناعة الطائرات، حين قال إن الشركة ضلت طريقها وفقدت ثقة الشعب الأميركي بعد عطل طارئ في أثناء التحليق لطائرة "بوينغ 737 ماكس" جديدة في يناير (كانون الثاني) 2024 وحادثتي تحطم مميتتين في عامي 2018 و2019.
وأضاف دافي أن إدارة الطيران الاتحادية ليست مستعدة بعد لرفع سقف إنتاج "737 ماكس" البالغ 38 طائرة شهرياً، وقال دافي لقناة "فوكس نيوز"، بعد زيارة الخميس لمصنع إنتاج "بوينغ 737" في رينتون بولاية واشنطن، "عندما يخونون ثقة الشعب الأميركي في سلامة وتصنيع الطائرات، سنضغط عليهم بشدة لضمان تغيير أساليبهم والبدء في العمل بشكل صحيح، لقد فقدوا الثقة".
وسافر دافي إلى واشنطن والتقى الرئيس التنفيذي لـ"بوينغ"، كيلي أورتبيرج، ومع كريس روشيلو القائم بأعمال مدير إدارة الطيران الاتحادية، وذلك على خلفية انفصال أحد أبواب طائرة "737 ماكس 9" الجديدة التابعة لشركة "طيران ألاسكا" العام الماضي.
وقال دافي في مؤتمر صحافي أمس الجمعة إن القيادة الجديدة لشركة "بوينغ" تحقق تقدماً.
وفي يناير 2024، فرض مدير إدارة الطيران الاتحادية في عهد الرئيس السابق جو بايدن، مايك ويتيكر، حداً أقصى بإنتاج 38 طائرة "737 ماكس" شهرياً بعد حادثة طائرة شركة "ألاسكا".
مسيرة غير هينة من التعثر
تصريحات وزير النقل الأميركي شون دافي تأتي لتعيد التذكير بمسيرة غير هينة من التعثر لا تزال الشركة تعاني تبعاتها إلى اليوم، منذ حادثة انفصال باب طائرة "737 ماكس" أثناء التحليق.
وأظهرت النتائج الأولية لتقرير مجلس السلامة الوطني للنقل أن البراغي الأساس لم تركب قبل أن تغادر الطائرة مصنع "بوينغ" في رينتون، واشنطن، مما ألحق ضرراً آخر بصورة الشركة، وهي واحدة من أبرز المصدرين الأميركيين.
وواجهت الشركة العملاقة سلسلة من الأخبار السيئة في الأعوام الأخيرة، من حوادث مميتة إلى زيادة التدقيق التنظيمي إلى الإضراب الذي شارك فيه 33 ألف عامل الذي بدأ في الـ13 من سبتمبر (أيلول) 2024، مما أدى إلى توقف العمليات تقريباً.
وشكا أعضاء النقابة من ركود الأجور منذ أكثر من عقد، وهي مشكلة تفاقمت بسبب التضخم الاستهلاكي في الأعوام الأخيرة وارتفاع كلفة المعيشة بمنطقة سياتل، وهي مركز تكنولوجي متنام.
خسارة كبيرة في الربع الثالث
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2024، أعلنت شركة "بوينغ" أنها تخطط لخفض قوتها العاملة 10 في المئة مع توقعها خسارة كبيرة في الربع الثالث وسط إضراب عمال ميكانيكيين في سياتل.
وفي يناير الماضي، سجلت شركة "بوينغ" ثاني أكبر خسارة سنوية في تاريخها، بعدما واجهت أزمة تتعلق بالسلامة وإضراباً طويلاً للعمال أدى إلى وقف إنتاج طائرة "737 ماكس"، إذ أعلنت الشركة خسارة بلغت 3.86 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2024، مما رفع إجمالي الخسائر السنوية إلى 11.8 مليار دولار، وهي الأكبر منذ عام 2020 عندما تسبب الوباء في انهيار الطلب على الطائرات الجديدة.
وسلمت "بوينغ" 348 طائرة تجارية العام الماضي، مقارنة بـ528 طائرة في العام السابق، وأشار أورتبرغ إلى أن النتائج الفصلية الأخيرة تأثرت بالخسائر الناجمة عن العقود ذات الأسعار الثابتة في قطاع الدفاع التابع للشركة، وتراجعت إيرادات الربع الرابع من عام 2024 بنسبة 31 في المئة إلى 15.24 مليار دولار، وهو أقل من توقعات المحللين التي بلغت 16.21 مليار دولار.
استنفدت الشركة 14.3 مليار دولار من السيولة النقدية عام 2024، مقارنة بتدفق نقدي إيجابي بلغ 4.43 مليار دولار عام 2023، وأسهم انخفاض الإنتاج العام الماضي في زيادة الضغوط المالية على "بوينغ"، مما أدى إلى خفض تصنيفها الائتماني إلى مستوى يقترب من الدرجة غير الاستثمارية، في وقت تراكمت فيه مخزونات بقيمة 87.5 مليار دولار من الموردين.