أثارت صور التقطتها عدسة مصوِّر كنديّ لعائلة من الدببة تبدو نحيفة وتتضوّر جوعاً قلقاً واسع النطاق بشأن تأثير تغيّر المناخ في الحياة البريّة في كندا.
نشر رولف هيكر المصوِّر الفوتوغرافي تلك المجموعة من اللقطات على موقع التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك"، وتظهر فيه الدببة وهي تبحث عن طعام على شواطئ "نايت إنلت" في كندا. وجاء في تعليقه على الصور "قرأت اليوم أنّ أرخبيل بروتون يشهد موسم الهجرة الأسوأ لسمك السلمون في تاريخ المنطقة. أصدق ذلك تماماً.. لم أرَ سمكة سلمون واحدة في أيّ نهر هنا حتى الآن. تتضوّر الدببة جوعاً، وينفطر قلبي لرؤية هذا المشهد".
تابع هيكر، "أعتقد أنّ من الأهمية بمكان إظهار هذا الجانب أيضاً. هنا في بروتون لم تتبقَّ أسماك سلمون لتتغذى عليها الدببة، ولا الحيتان حسبما أفترض؟ لا تزال الإعلانات الترويجيّة تصوِّر الدببة السعيدة وهي تأكل السلمون، حسناً، يؤسفني أن أقول إن ذلك لا يحدث هنا. رأينا تلك الدبة مع صغيريها قبل أسبوعين، ثم مرّة أخرى قبل بضعة أيام فقط. لا أعرف كيف ستنجو خلال فصل الشتاء من دون السلمون".
في الواقع، هيكر محقّ بشأن موسم هجرة السلمون. فقد ذكر تقرير صادر في شهر أغسطس (آب) الماضي عن وزارة مصائد الأسماك والمحيطات في كندا أنّ درجة الحرارة في تلك البلاد تتزايد بوتيرة أسرع بمرتين من معدل ارتفاع درجات الحرارة عالميّاً. من ثمّ، يضرّ ذلك التسارع المُضاعف في الاحترار المناخيّ الذي تشهده كندا بأسماك السلمون بشكل حاد، ما ينعكس سلباً على الدببة التي تقتات عليها.
في سياق متصل، ذكر التقرير أيضاً أنّ موجات الحرّ البحرية، والفيضانات المتزايدة، وحالات الجفاف تتسبّب بضغوط متعدِّدة على النظام البيئيّ لأسماك السلمون".
ومن جانبه، أخبر جيك سميث، وهو مدير قسم الحراسة والمراقبة في جمعية "ماماليليكولا فيرست نيشن" التي ترصد الدببة في المقاطعة، شبكة "سي إن إن" الأميركيّة أنّ الدببة "في ورطة". كذلك قال إنّه عرف الظروف التي أوصلتها إلى تلك الحال ما إن رأى الصور التي التقطها هيكر لها.
في المنشور الفيسبوكيّ الذي نال مشاركات واسعة النطاق من المستخدمين، كتب هيكر أنّه يعرف أنّ متابعيه يفضلون رؤية "لقطات جميلة ولطيفة للحياة البريّة والطبيعة"، غير أنّه ارتأى أنّ "من الأهميّة بمكان ومن واجبي كمصوِّر فوتوغرافيّ أن أظهر لهم ذلك الجانب المغاير من المشهد أيضاً".
وأضاف، "علينا أن نحمي أسماك السلمون البرية في المقاطعة الكندية كولومبيا البريطانية في الحال!".
© The Independent