ملخص
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان أن قواها أسقطت طائرة مسيرة مسلحة، مما يعكس "يقظة القوات المسلحة لحماية السيادة الوطنية" على حد تعبيرها، من دون الكشف عن هوية الطائرة أو مصدرها أو تفاصيل الرد العسكري.
قالت وزارة الدفاع الجزائرية، إن الجيش أسقط "طائرة استطلاع مسيرة مسلحة" بعد انتهاكها المجال الجوي للبلاد. وأضافت الوزارة في بيان نُشر، أمس الثلاثاء، أن الجيش أسقط الطائرة المسيرة، في وقت مبكر من اليوم، ذاته قرب بلدة تين زاوتين جنوبي البلاد، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتقع تين زاوتين في منطقة عسكرية حساسة على الحدود الجنوبية، حيث تتصاعد التحديات الأمنية مع دول الساحل، خصوصاً مع تزايد استخدام الطائرات المسيرة في المنطقة.
من جهة أخرى، كان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أكد، أمس، أن باريس تريد حل الخلاف مع الجزائر "بحزم ومن دون تهاون"، غداة اتصال هاتفي بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبدالمجيد تبون لاستئناف الحوار بعد ثمانية أشهر من أزمة دبلوماسية غير مسبوقة.
وقال بارو أمام الجمعية الوطنية الفرنسية، إن "التوترات بين فرنسا والجزائر، التي لم نتسبب فيها، ليست في مصلحة أحد، لا فرنسا ولا الجزائر. نريد حلها بحزم ومن دون أي تهاون"، مؤكداً أن "الحوار والحزم لا يتعارضان بأي حال من الأحوال". وأضاف أن "التبادل بين رئيس الجمهورية ونظيره الجزائري، فتح مجالاً دبلوماسياً يمكن أن يسمح لنا بالتحرك نحو حل الأزمة".
وأكد بارو أن الفرنسيين "لديهم الحق في نتائج، خصوصاً في ما يتعلق بالتعاون في مجال الهجرة والتعاون الاستخباري ومكافحة الإرهاب، وبالطبع الاحتجاز غير المبرر لمواطننا بوعلام صنصال"، في إشارة إلى الكاتب الفرنسي الجزائري الذي حكمت عليه محكمة جزائرية، الخميس الماضي، بالسجن خمسة أعوام.
واتفق الرئيسان اللذان تواصلا هاتفياً يوم عيد الفطر، على إحياء العلاقات الثنائية، وهو ما ينبغي أن يتحقق في الاستئناف "الفوري" للتعاون في مجال الأمن والهجرة. وأضاف بارو، أمس الثلاثاء، "حُدّدت المبادئ أمس (الإثنين). سيتعيّن تطبيقها عملياً، وهذا سيكون هدف زيارتي المقبلة للجزائر"، من دون تحديد تاريخ لها.
وانتكست العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا بعدما أعلنت باريس في يوليو (تموز) 2024 دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية التي تصنفها الأمم المتحدة من بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" وتسعى جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر إلى جعلها دولة مستقلة.
وفي الخريف، تفاقم الخلاف مع توقيف بوعلام صنصال بسبب تصريحات أدلى بها لوسيلة الإعلام الفرنسية "فرونتيير" المعروفة بتوجهها إلى أقصى اليمين، وعد القضاء الجزائري أنها تهدد وحدة أراضي البلاد.
كما أسهم في إذكاء التوتر ملف إعادة الجزائريين الذين صدرت بحقهم قرارات إبعاد عن الأراضي الفرنسية.
وبلغت الأزمة ذروتها بعد الهجوم الذي وقع في مدينة ميلوز في شرق فرنسا وأسفر عن مقتل شخص في 22 فبراير (شباط) الماضي، والذي ارتكبه جزائري رفضت الجزائر إعادته بعد صدور قرار إبعاد بحقه.