ملخص
وأدى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة على معظم السلع الواردة إلى الولايات المتحدة في رفع معدلات تلك الرسوم على الاتحاد الأوروبي إلى 20 في المئة وعلى الصين إلى 54 في المئة. وتعهد كلاهما باتخاذ إجراءات مضادة.
تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس إلى أدنى مستوى في شهرين وشهدت السوق الألمانية الحساسة حيال التغيرات التجارية أكبر تراجع مع فرض رسوم جمركية أميركية جديدة مرتفعة بما صعد حرباً تجارية عالمية وعزز مخاوف التباطؤ الاقتصادي.
وهبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 1.7 في المئة، ونزلت الأسهم الألمانية 2.4 في المئة، بما شكل أكبر نسبة هبوط اليوم الخميس بين الأسواق الأوروبية.
ونزلت العقود الآجلة في "وول ستريت" 3.1 في المئة، في وقت تخلص فيه مستثمرون من أصول المخاطرة لمصلحة أصول ملاذ آمن مثل السندات والذهب.
وأدى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة على معظم السلع الواردة إلى الولايات المتحدة في رفع معدلات تلك الرسوم على الاتحاد الأوروبي إلى 20 في المئة وعلى الصين إلى 54 في المئة. وتعهد كلاهما باتخاذ إجراءات مضادة.
وهبطت البنوك في منطقة اليورو، وهي شديدة التأثر بتوقعات النمو الاقتصادي، 3.1 في المئة في وقت كثف المتعاملون الرهانات على خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة على رغم أن الحرب التجارية تهدد بتأجيج التضخم.
وهبط مؤشرا إيطاليا وإسبانيا المدرج عليهما الكثير من البنوك الكبرى بنسبة 1.7 في المئة و1.4 في المئة على الترتيب.
أما القطاعات البعيدة من المخاطرة مثل المرافق والأغذية والمشروبات والعقارات والرعاية الصحية فقد تمكنت من تحقيق بعض المكاسب.
"نيكاي" الياباني إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر
في أقصى الشرق، انخفض مؤشر "نيكاي" الياباني إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر اليوم الخميس، وتراجع مؤشر "نيكاي" بما وصل إلى 4.6 في المئة في التعاملات المبكرة، ليصل إلى 34102 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ السابع من أغسطس (آب)، لكن المؤشر عوض بعض خسائره ليغلق منخفضاً 2.8 في المئة مسجلاً 34735.93 نقطة، ونزل مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 4.3 في المئة خلال الجلسة قبل أن يتعافى قليلاً لينهي التعاملات اليوم الخميس على انخفاض نسبته 3.1 في المئة.
وقال خبير الأسهم في شركة "نومورا" للأوراق المالية، كازو كاميتاني "كنا نعتقد أن الرسوم الجمركية ستكون عشرة في المئة وربما 20 في المئة لكنها بدلاً من ذلك بلغت 24 في المئة، لنسمها صدمة رسوم ترمب، والسوق عازفة تماماً عن المخاطرة".
وسجل قطاع البنوك أسوأ أداء بين مؤشرات القطاعات الفرعية المدرجة في بورصة طوكيو وعددها إجمالاً 33 قطاعاً، إذ انخفض 7.2 في المئة، بعد أن أدى انخفاض حاد في عوائد السندات إلى تدهور توقعات الدخل من الإقراض والاستثمار.
وأثار التأثير المحتمل للرسوم الجمركية على النمو المحلي والعالمي تكهنات بأن بنك اليابان المركزي قد يضطر إلى تأجيل أي زيادات أخرى في أسعار الفائدة.
وأدى ارتفاع الين، الذي يعتبر ملاذاً آمناً، إلى تفاقم خسائر العديد من شركات تصدر منتجاتها.
وانخفض المؤشر الفرعي لشركات صناعة السيارات في بورصة طوكيو 4.5 في المئة مع تراجع سهم تويوتا موتور 5.2 في المئة.
وشركات صناعة الأدوية كانت من بين الأسهم القليلة التي ارتفعت، عقب صدور وثيقة توضيحية من البيت الأبيض تضمنت الأدوية إلى جانب أشباه الموصلات ضمن قائمة قصيرة من المنتجات المعفاة من الرسوم الجمركية المضادة.
وأنهت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق التداولات على انخفاض لكنها عوضت بعض الخسائر الأكبر التي سجلتها في وقت سابق من الجلسة.
26 في المئة رسوم جمركية على الهند
فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 26 في المئة على الواردات من الهند بما خالف توقعات من نيودلهي بالحصول على إعفاء من سياسة الرئيس دونالد ترمب التجارية العالمية التي تثير قلق الأسواق العالمية منذ أسابيع.
ويبدأ تطبيق رسوم أساسية بنسبة عشرة في المئة يوم السبت قبل أن تدخل النسبة المتبقية حيز التنفيذ اعتباراً من التاسع من أبريل (نيسان) الجاري.
وقال ترمب في البيت الأبيض أثناء إعلانه عن الرسوم الجمركية المضادة إن الهند تفرض على الولايات المتحدة "رسوماً جمركية بنسبة 52 في المئة ولم نفرض أي شيء تقريباً لسنوات وسنوات وعقود".
ومن بين القطاعات الأكثر تضرراً من الرسوم الجمركية الأميركية، قطاع المنتجات الإلكترونية الذي تصل قيمته لنحو 14 مليار دولار والأحجار الكريمة والمجوهرات الذي تزيد قيمته على تسعة مليارات دولار.
الذهب يتراجع عن ذروة قياسية
وفي أسواق المعدن النفيس انخفضت أسعار الذهب قليلاً اليوم، بعد ارتفاعها مرة أخرى إلى أعلى مستوى على الإطلاق، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية شاملة على واردات، مما دفع المستثمرين إلى الإقبال على أصول الملاذ الآمن.
وهبط الذهب في التعاملات الفورية 1.4 في المئة إلى 3090 دولاراً للأوقية (الأونصة) وسط عمليات جني للأرباح، بعدما سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 3167.57 دولار في وقت سابق من الجلسة، في حين تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.7 في المئة إلى 3111.40 دولار.
وعادة ما ينظر إلى الذهب على أنه وسيلة للتحوط في أوقات الغموض السياسي والمالي، وقفزت أسعاره 18 في المئة منذ بداية العام في ظل الضبابية المحيطة بسياسات الرسوم الجمركية واحتمالات خفض أسعار الفائدة والصراعات الجيوسياسية وعمليات الشراء من البنوك المركزية.
وقال مدير الأبحاث لدى "بوليون فولت" أدريان آش، "ضعف التجارة وارتفاع كلف المدخلات وانكماش هوامش الأرباح تلحق ضرراً بالغاً بأسواق الأسهم، في وقت تشهد زيادة في انعدام الثقة على الصعيد الجيوسياسي"، مضيفاً أن "مثل هذه التوقعات القاتمة للنمو الاقتصادي تقدم أرضية مثالية لتحقيق الذهب مزيداً من المكاسب".
ومن المرجح أن تسهم البنوك المركزية في ارتفاع أسعار الذهب هذا العام بسبب شرائها المعدن النفيس بهدف تنويع الاحتياطات بعيداً من الدولار.
وقال محللون لدى "أي أن زد" إن أسعار الذهب ستتجه نحو 3200 دولار خلال الأشهر الستة المقبلة.
وأظهرت وثيقة صادرة عن البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية المضادة لا تنطبق على سلع معينة من بينها الذهب والطاقة و"معادن غير موجودة في الولايات المتحدة".
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة في التعاملات الفورية 4.7 في المئة إلى 32.44 دولار للأوقية لتصل إلى أدنى مستوى منذ الـ11 من مارس (آذار) الماضي، ونزل البلاتين 2.6 في المئة إلى 957.60 دولار وهبط البلاديوم 1.6 في المئة إلى 954.78 دولار.