Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

روسيا تضم قرية أوكرانية وزيلينسكي: الضغط على موسكو غير كاف

كييف تسقط صواريخ ومسيرات والأمم المتحدة تستنكر "الاستهتار اللامحدود بأرواح المدنيين"

دخان متصاعد في كييف جراء قصف روسي استهدف العاصمة الأوكرانية (أ ف ب)

ملخص

يلتزم زيلينسكي الحذر في انتقاد واشنطن علانية منذ اجتماعه العاصف في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فبراير

قالت روسيا اليوم الأحد إن قواتها تمكنت من السيطرة على قرية باسيفكا في منطقة سومي الأوكرانية وإنها تقاتل قوات كييف في مواقع عدة بالمنطقة.

وأرسلت كييف بعد أكثر من عامين من بدء الغزو الروسي آلاف الجنود إلى منطقة كورسك داخل روسيا في أغسطس (آب) 2024 لكن هجوماً روسياً مضاداً على مدى الأشهر القليلة الماضية دفع معظم القوات الأوكرانية إلى التقهقر خارج كورسك.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً إلى أن القوات الروسية ستقتطع منطقة أمنية على الحدود.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها سيطرت على قرية باسيفكا التي تقع على الجانب الآخر من الحدود من سودجا، كذلك أضافت أنها وجهت ضربات للقوات الأوكرانية في 12 موقعاً آخر في سومي.

وأظهر موقع "ديب ستيت" الموالي لأوكرانيا الذي ينشر خرائط لتفاصيل الحرب أن أوكرانيا تسيطر حالياً على نحو 63 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الروسية انخفاضاً من 1400 كيلومتر مربع تقريباً كانت تحت سيطرتها العام الماضي.

وتسيطر روسيا حالياً على ما يقل قليلاً فقط عن 20 في المئة من مساحة أوكرانيا بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 ومعظم المناطق الأربع التي أعلنت ضمها من جانب واحد في خطوة لم تعترف بها غالب دول العالم.

من جهته لفت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إلى تزايد الضربات الجوية الروسية التي تستهدف بلاده في الآونة الأخيرة، معتبراً ذلك مؤشراً إلى أن الضغط على موسكو "غير كاف".

وقال زيلينسكي على "فيسبوك" إن "عدد الهجمات الجوية يتزايد"، مشيراً إلى أن ذلك يظهر أن "الضغط على روسيا لا يزال غير كاف"، وأضاف "بهذه الطريقة تكشف روسيا عن نياتها الحقيقية: مواصلة بث الرعب ما دام سمح العالم بذلك".

واتهم القوات الروسية بإطلاق "أكثر من 1460 قنبلة جوية موجهة، ونحو 670 طائرة هجومية مسيرة، وأكثر من 30 صاروخاً" على أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي.

وتدعو كييف خصوصاً إلى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على موسكو.

ونددت أوكرانيا الأحد بـ"هجوم هائل" روسي على أراضيها، أسفر عن مقتل شخص واحد في الأقل وإصابة ثلاثة آخرين في العاصمة كييف، إضافة إلى ضحية أخرى في جنوب البلاد، كذلك قضى 18 شخصاً بينهم أطفال في ضربة طاولت أول من أمس الجمعة مدينة كريفي ريغ مسقط رأس زيلينسكي.

ذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد أن أوكرانيا تواصل شن هجمات على البنية التحتية للطاقة الروسية على رغم اتفاق لوقف الضربات موقتاً على منشآت الطاقة توسطت فيه الولايات المتحدة.

وقالت الوزارة إن القوات الأوكرانية نفذت سبع هجمات من هذا النوع خلال الساعات الـ24 الماضية في مناطق القرم وبريانسك وروستوف وفارونيش، وأضافت أن الهجوم على منطقة فارونيش ألحق أضراراً بخط أنابيب لتوزيع الغاز، ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحة تقارير الضربات.

قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم الأحد، إن الدفاعات الجوية أسقطت 13 من أصل 23 صاروخاً و40 من 109 طائرات مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم أثناء الليل.

وأضافت أن 53 طائرة مسيرة فُقدت، في إشارة لاستخدام الجيش الأوكراني أساليب التشويش الإلكتروني من أجل تغيير مسار تلك الطائرات.

استهداف ميكولايف

أعلن مسؤولون أوكرانيون أن روسيا نفذت هجوماً جوياً على منطقة ميكولايف بجنوب البلاد مما أدى إلى إصابة ثلاث نساء واندلاع عدة حرائق.

وقال فيتالي كيم حاكم ميكولايف على تطبيق "تيليغرام"، إن الهجوم ألحق أضراراً أيضاً بعدة منازل وجاء بعد يوم من مقتل 19 شخصاً في الأقل، بينهم تسعة أطفال، في غارات على مدينة كريفي ريه.

ونشرت هيئة الطوارئ الحكومية الأوكرانية صوراً ومقاطع مصورة لرجال إطفاء يكافحون النيران في أحد المنازل ليلاً.

ولم يصدر أي تعليق بعد من روسيا.

وينفي الجانبان الروسي والأوكراني استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها موسكو بعملية عسكرية خاصة ضد كييف قبل ثلاثة أعوام. ولكن آلاف المدنيين لقوا حتفهم في الصراع، غالبيتهم العظمى من الأوكرانيين.

ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التوسط لإنهاء الصراع، وكان قد تعهد لدى توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي إنهاء تلك الحرب في غضون 24 ساعة.

وتوصلت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار مع روسيا وأوكرانيا، أحدهما يقضي بوقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة في كل منهما.

تحركات في بولندا

أعلنت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية أن طائرات بولندية وحليفة أقلعت في ساعة مبكرة من صباح اليوم لضمان سلامة المجال الجوي البولندي بعدما شنت روسيا غارات جوية استهدفت غرب أوكرانيا.

وأضافت القيادة على منصة "إكس"، "تهدف هذه الخطوات إلى ضمان الأمن في المناطق المجاورة للمناطق المعرضة للخطر".

وكانت القوات الجوية الأوكرانية أطلقت تحذيراً من احتمال وقوع هجمات صاروخية روسية وظل التحذير قائماً في جميع أنحاء أوكرانيا.

إسقاط مسيرات

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن وحدات الدفاع الجوي التابعة لها اعترضت 11 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل‭ ‬ودمرتها.

وأضافت الوزارة في منشور على "تيليغرام" أنه تم تدمير الطائرات المسيرة فوق منطقتي كورسك وبيلغورود الحدوديتين، وفوق منطقة روستوف جنوب روسيا.

كان يوري سليوسار القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف قد قال في وقت سابق إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات في الهجوم، ولكن وردت أنباء عن سقوط حطام طائرة مسيرة على مبان إدارية في أحد أحياء المنطقة.

ترحيب أوكراني

رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، بـ"التقدم الملموس" و"التفاصيل الأولية" بشأن نشر قوة أوروبية على أراضي بلاده إذا ما تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وذلك غداة زيارة رئيس أركان الجيش الفرنسي ونظيره البريطاني إلى كييف.

وقال زيلينسكي، "ثمة تقدم ملموس وتفاصيل أولية بشأن كيفية نشر قوة أمنية شريكة"، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وتقترح فرنسا وبريطانيا نشر قوة تشارك بها دول أوروبية في أوكرانيا لضمان منع استئناف الحرب بمجرد تطبيق وقف إطلاق النار.

 

 

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس السبت، عبر منصة "إكس" "نواصل مناقشاتنا بشأن الدعم طويل الأمد للشعب الأوكراني". وأضاف، "أولاً، من أجل جيشهم، الذي يشكل، وسيظل، خط دفاعهم الأول؛ وثانياً، من أجل قوة طمأنة محتملة، يتم نشرها خلف خط التماس لردع أي عدوان روسي متجدد".

وشكر زيلينسكي "المملكة المتحدة وفرنسا على قيادتهما"، قائلاً "هذا النوع من العمل المشترك، عندما يركز الجميع على نتيجة قوية، هو الذي يساعد في تحقيق سلام موثوق ودائم في أوكرانيا". وأضاف أن الحلفاء "يبذلون جهوداً لضمان الأمن في أوكرانيا وتوفير ضمانات أمنية موثوقة".

"قوة طمأنة"

في وقت سابق السبت، أكد رئيس الأركان الفرنسي تييري بوركار أنه أجرى مع نظيره البريطاني الأدميرال توني راداكين محادثات حول إرسال "قوة طمأنة" إلى أوكرانيا في حال التوصل إلى وقف الحرب المستمرة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

وكتب في منشور على منصة "إكس" "معاً، نرغب في ضمان سلام دائم ومتين في أوكرانيا، وهو شرط أساسي لأمن القارة الأوروبية".

وخلال الزيارة أجرى رئيسا الأركان الفرنسي والبريطاني محادثات مع الرئيس الأوكراني والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي ووزير الدفاع رستم عمروف.

وقال عمروف على "فيسبوك"، إن "الهدف الرئيس (من الزيارة) كان انخراط الشركاء بوضع ترتيبات أمنية في أوكرانيا بعد انتهاء الأعمال القتالية".

وصرح رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، أمس السبت، بأنهم ناقشوا "خيارات الطمأنة" التي سيوفرها تحالف دولي. وأضاف أن الهدف من الزيارة المشتركة هو "الحفاظ على الدعم القوي" للجيش الأوكراني بما يسمح له بمواصلة القتال ضد القوات الروسية. وأوضح أن الهدف الآخر يتمثل في "تحديد استراتيجية طويلة المدى لإعادة بناء الجيش وتطويره".

ويقود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الجهود الأوروبية.

ووصف زيلينسكي الاجتماع مع بوركار وراداكين بأنه "جوهري". وقال مساء الجمعة، "نناقش الوجود العسكري على الأرض وفي الجو وفي البحر. كما نناقش الدفاع الجوي وبعض المسائل الحساسة الأخرى". وأضاف، "سنجتمع على مستوى عسكريينا أسبوعياً. شركاؤنا يدركون تماماً احتياجات أوكرانيا".

خيبة أمل من رد فعل أميركا على هجوم روسي

من ناحية أخرى، عبر الرئيس الأوكراني، السبت، عن خيبة أمله من رد فعل السفارة الأميركية على الضربة الصاروخية الروسية التي أسفرت عن مقتل 18 شخصاً، بينهم تسعة أطفال، في مسقط رأس زيلينسكي في كريفي ريه.

ويلتزم زيلينسكي الحذر في انتقاد واشنطن علانية منذ اجتماعه العاصف في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فبراير (شباط).

وكتب زيلينسكي، أمس، على منصة "إكس" أن عدة سفارات في كييف نددت بهجوم الجمعة وحملت روسيا مسؤوليته. وأضاف أن الرسالة الصادرة عن السفارة الأميركية لم تتضمن أي إشارة إلى روسيا في التنديد بالهجوم.

وكتب زيلينسكي باللغة الإنجليزية "لسوء الحظ، جاء رد فعل السفارة الأميركية مخيباً للآمال بشكل مفاجئ. دولة بمثل هذه القوة، وشعب بمثل هذه القوة، لكن رد الفعل ضعيف جداً". وأضاف "إنهم يخافون حتى من قول كلمة ’روسي’ عندما يتحدثون عن الصاروخ الذي قتل الأطفال".

إشادة بمن "قالوا الحقيقة بوضوح وبشكل مباشر"

أشاد زيلينسكي لاحقاً خلال كلمته المسائية المصورة بأولئك الذين "قالوا الحقيقة بوضوح وبشكل مباشر" في ما يتعلق بهذا الهجوم. وقال "الصمت على حقيقة أن روسيا تقتل الأطفال بالصواريخ الباليستية هو أمر خطأ وخطر، هذا يشجع المجرمين في موسكو على مواصلة الحرب وتجاهل الدبلوماسية. الضعف لم ينه أي حرب".

وكتبت السفيرة الأميركية بريدجيت برينك عن هذه الغارة على منصة "إكس" قائلة "أشعر بالفزع جراء سقوط صاروخ باليستي الليلة بالقرب من ملعب ومطعم في كريفي ريه. أصيب أكثر من 50 شخصاً وقتل 16، بينهم ستة أطفال. لهذا السبب يجب أن تنتهي الحرب".

واتجهت الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترمب إلى تحسين العلاقات مع روسيا، وهو تحول عن نهج سلفه جو بايدن.

ويبذل زيلينسكي جهوداً لتحسين العلاقات مع ترمب منذ المشادة اللفظية التي وقعت بينهما في المكتب البيضاوي، وأشاد بالجهود الأميركية للعمل على إنهاء الحرب المستمرة مع روسيا منذ ثلاثة أعوام.

من جهته، دان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الأحد "الاستهتار اللامحدود بأرواح المدنيين" عقب قصف روسي على مدينة كريفي ريغ في أوكرانيا أسفر عن مقتل 18 شخصاً بينهم تسعة أطفال الجمعة الماضي.

وقال تورك في بيان إن "استخدام روسيا الاتحادية سلاحاً متفجراً واسع النطاق في منطقة مكتظة بالسكان، وفي غياب أي وجود عسكري واضح، يظهر استهتاراً لا محدوداً بأرواح المدنيين".

المزيد من متابعات