Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

حرب الرسوم الجمركية... ترمب "يتراجع" والصين تهاجم

بكين ترفع النسبة على واردات الولايات المتحدة إلى 125 في المئة وفرنسا ترى التجميد الأميركي لمدة 90 يوما هشاً

حرب تكسير عظام مستمرة بين الصين وأميركا في التعريفات الجمركية (رويترز)

ملخص

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إن قرار الرئيس الأميركي هذا الأسبوع تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها على عدد كبير من الدول لمدة 90 يوماً لا يوفر سوى "توقف هش".

رفعت بكين اليوم الجمعة الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية إلى 125 في المئة رداً على قرار الرئيس دونالد ترمب رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 145 في المئة، مما يزيد من حدة حرب تجارية تنذر باضطراب سلاسل التوريد حول العالم.

وجاءت الزيادة بعد أن واصل البيت الأبيض الضغط على ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر مُصدر للولايات المتحدة من خلال إعلان رسوم جمركية إضافية رغم أنه علق معظم الرسوم "المضادة" التي سبق أن فرضها على عشرات الدول.

وقالت وزارة المالية الصينية في بيان، "فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية مرتفعة بشكل غير طبيعي على الصين ينتهك بشكل خطير القواعد التجارية والاقتصادية الدولية والقوانين الاقتصادية الأساسية ويتنافى مع المنطق السليم، ويمثل بلطجة وتعنتا أحادي الجانب بكل ما يعنيه ذلك".

ضغوط صينية

قالت بكين اليوم الجمعة إن قرار دونالد ترمب تعليق الرسوم الجمركية على سائر الدول جاء جزئياً بعد "ضغوط من الصين"، عقب إعلان جولة أخيرة من التعريفات على البضائع الأميركية.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة "تحت ضغط من الصين وأطراف أخرى، علقت الولايات المتحدة موقتاً العمل برسوم جمركية مرتفعة على بعض الشركاء التجاريين"، معتبراً أنها "مجرد خطوة رمزية صغيرة".

واعتبرت الصين أن على الولايات المتحدة أن "تتحمل المسؤولية الكاملة" عن "الاضطراب الحاد" في الاقتصاد العالمي، جراء الحرب الاقتصادية التي أطلقها ترمب عبر زيادة التعريفات الجمركية.

وقال المتحدث نفسه إن التعريفات الأميركية ألحقت بـ"الاقتصاد العالمي الراهن والأسواق العالمية وأنظمة التبادل المتعددة الطرف صدمات خطرة واضطراباً حاداً"، وأضاف "على الولايات المتحدة أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك".

"توقف هش"

من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إن قرار الرئيس الأميركي هذا الأسبوع تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها على عدد كبير من الدول لمدة 90 يوماً لا يوفر سوى "توقف هش".

وكتب ماكرون على "إكس" أن "التعليق الجزئي للرسوم الجمركية الأميركية لمدة 90 يوماً يرسل إشارة ويترك الباب مفتوحاً أمام المحادثات، إلا أن هذا التوقف هش".

وأضاف "هش، لأن الرسوم الجمركية بنسبة 25 في المئة على الصلب والألمنيوم والسيارات و10 في المئة على جميع المنتجات الأخرى لا تزال سارية. إنها تمثل 52 مليار يورو (58.8 مليار دولار) بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي! هش، لأن هذا التوقف لمدة 90 يوماً يعني 90 يوماً من الضبابية لجميع أعمالنا، على جانبي الأطلسي وما هو أبعد من ذلك".

وجدد ماكرون التأكيد بأن فرنسا والاتحاد الأوروبي سيشكلان جبهة موحدة في ما يتعلق بالمفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق، وإلغاء الرسوم الجمركية الأميركية.

قيود فورية

قالت الصين أمس الخميس إنها ستفرض قيوداً فورية على واردات أفلام هوليوود، مستهدفة أحد أبرز الصادرات الأميركية، رداً على تصعيد الرئيس دونالد ترمب للرسوم الجمركية على السلع الصينية المستوردة.

وقال محللون في صناعة الترفيه إن التأثير المالي سيكون طفيفاً على الأرجح، لأن عائدات شباك التذاكر لأفلام هوليوود في الصين انخفضت بشدة في السنوات القليلة الماضية.

وبعد ثلاثة عقود استوردت خلالها الصين 10 أفلام هوليوود سنوياً، قالت الإدارة الوطنية للأفلام في بكين إن إجراءات ترمب الجمركية ستزيد من توتر الطلب المحلي على السينما الأميركية في الصين.

وقالت الإدارة الوطنية للأفلام على موقعها الإلكتروني "سنتبع قواعد السوق، وسنحترم خيارات الجمهور، وسنقلص قليلاً عدد الأفلام الأميركية المستوردة".

وتطلعت استوديوهات هوليوود ذات يوم إلى الصين، ثاني أكبر سوق للأفلام في العالم، للمساعدة في تعزيز عائدات الأفلام، لكن الأفلام المحلية تزايد تفوفها على أفلام هوليوود في الصين، وتفوق فيلم "ني تشا 2" هذا العام على فيلم "إنسايد أوت 2"، من إنتاج شركة بيكسار، ليصبح فيلم الرسوم المتحركة الأعلى أرباحاً.

وقال كريس فينتون، مؤلف كتاب "إطعام التنين: في معضلة تريليون دولار التي تواجه هوليوود ودوري كرة السلة الأميركي للمحترفين والأعمال التجارية الأميركية"، إن وضع قيود على الأفلام أميركية الصنع "طريقة واضحة جداً لإصدار بيان للرد من دون أي تأثير سلبي تقريباً في الصين".

وتمثل أفلام هوليوود الآن خمسة في المئة فحسب من إجمالي عائدات شباك التذاكر في السوق الصينية، وقال فينتون إن استوديوهات هوليوود تحصل على 25 في المئة فقط من قيمة مبيعات التذاكر في الصين، مقارنة بمثلي هذه النسبة في الأسواق الأخرى. وأضاف فينتون "مثل هذا العقاب الواضح لهوليوود هو حركة قوة رابحة بلا أية خسائر بالنسبة إلى بكين وستلاحظها واشنطن بالتأكيد".

 

وتوقع أحد مصادر صناعة الترفيه أن أفلام هوليوود الكبيرة التي لا تزال تجذب رواد السينما في الصين، قد تصل إلى الشاشة الكبيرة. وحصل فيلم والت ديزني للأبطال الخارقين "ثاندربولتس" الذي يبدأ موسم الأفلام الصيفية الرائجة على إذن بعرضه في الصين في الـ30 من أبريل (نيسان).

وأكدت وثيقة للبيت الأبيض أن الزيادة الكبيرة في الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على السلع الصينية ودخلت حيز التنفيذ الخميس، ترفع الرسوم الإضافية التي تفرضها واشنطن على بكين إلى 145 في المئة.

ويظهر أمر صادر عن البيت الأبيض أن قرار ترمب بتعليق الرسوم الجمركية الجديدة على عشرات الدول مدة 90 يوماً دخل حيز التنفيذ، لكنه رفع أيضاً الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات الصينية إلى 125 في المئة، وهذا الرقم يضاف إلى رسوم إضافية بنسبة 20 في المئة فرضها في وقت سابق من العام.

تعزيز التعاون الاقتصادي مع السعودية

قالت وزارة التجارة الصينية اليوم الجمعة إن الوزير وانغ وينتو تبادل وجهات النظر مع نظيريه السعودي ماجد بن عبدالله القصبي والجنوب أفريقي في شأن الرسوم الجمركية الأميركية.

وأضافت أن المحادثات جرت في اتصالين منفصلين عبر دائرة تلفزيونية أمس الخميس، مضيفة أن الصين بحثت خلالها تعزيز التعاون الثنائي الاقتصادي والتجاري مع السعودية وجنوب أفريقيا.

وقالت الوزارة إن وانغ بحث أيضاً مع نظيره السعودي سبل تعزيز التعاون مع مجلس التعاون الخليجي.

"ذكاء" الاتحاد الاوروبي

اعتبر ترمب الخميس أن الاتحاد الأوروبي كان "ذكياً للغاية" بتجنبه فرض رسوم مضادة رداً على التعريفات الجمركية التي أعلنها.

وقال خلال اجتماع لإدارته في البيت الأبيض "كانوا أذكياء للغاية، كانوا مستعدين لإعلان الرد ومن ثم سمعوا ما قمنا به حيال الصين وآخرين".

"آلام التعريفات الجمركية"

دعت ريبيكا غرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، الخميس الولايات المتحدة إلى أن "تجنب" أكثر البلدان فقراً "آلام التعريفات الجمركية"، لأن عدداً كبيراً من هذه الدول لا يسهم في العجز التجاري الأميركي.

وقالت غرينسبان في مقابلة مع خدمة الأخبار التابعة للأمم المتحدة "عندما يفرض أكبر اقتصادين في العالم رسوماً جمركية، فإن ذلك يؤثر في الجميع وليس فقط في الاقتصادات المنخرطة في الحرب التجارية"، مبدية قلقها من تباطؤ الاقتصاد العالمي.

 

 

وأعربت خصوصاً عن قلقها حيال الدول "الأكثر ضعفاً، مثل البلدان الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية"، وهو قلق كان عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة.

وكان الرئيس الأميركي بدل موقفه الأربعاء بصورة مفاجئة وجمد لمدة 90 يوماً التعريفات الإضافية المطبقة على نحو 60 دولة، مستثنياً فقط الصين التي باتت معزولة بمواجهة واشنطن.

وشددت غرينسبان على أن الدول الفقيرة التي تصدر بصورة أساس مواد أولية تساعد الإنتاج الأميركي، لا تسهم في العجز التجاري الأميركي ولا تشكل "تهديداً للأمن القومي الأميركي". وقالت "لذا ربما يمكننا تجنب إجراء مفاوضات جديدة واتفاقات ثنائية جديدة، وتجنيبها ألم التعريفات الجمركية".

كما أعربت غرينسبان عن قلقها إزاء مناخ "عدم اليقين"، وقالت "إذا عرفنا الموقف النهائي، يمكننا أن نتكيف ونضع استراتيجيات ونرى كيف نتعايش مع القرارات المتخذة، لكن إذا كانت هناك فترة طويلة من عدم اليقين، إذ تتغير الأمور طوال الوقت، فهذا أمر ضار لأننا لا نعرف ماذا نفعل"، داعية إلى اتخاذ "قرارات عقلانية" لإتاحة إمكان "التخطيط والتكيف مع التغيير".

المزيد من الأخبار