Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسبوع الحسم في لبنان بين براك و"اليونيفيل" وتلويح "الثنائي" بالشارع

العين تتجه إلى قدوم الموفد الأميركي إلى بيروت قادماً من إسرائيل وما تحمله هذه الزيارة من أبعاد ورسائل في لحظة إقليمية دقيقة

يحط  الموفد الأميركي توم باراك في العاصمة بيروت خلال ساعات حاملاً معه الجواب الإسرائيلي على الورقة الأميركية (ا ف ب)

ملخص

يواجه لبنان هذا الأسبوع سلسلة استحقاقات حاسمة تتصدرها زيارة الموفد الأميركي توم براك إلى بيروت قادماً من إسرائيل محملاً بالجواب عن الورقة الأميركية المتعلقة بسحب السلاح غير الشرعي مقابل انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي. وتتزامن الزيارة مع استعداد مجلس الأمن للتصويت على التمديد لـ"اليونيفيل" وسط انقسام دولي حول مهمتها ومصيرها. كما يلوح في الأفق وصول وفد سوري أمني رفيع لبحث ملفات الحدود والتهريب والمعتقلين. وفي الداخل يستعد "الثنائي الشيعي" لتحرك شعبي في ساحة رياض الصلح رفضاً لقرارات الحكومة في شأن سلاح "حزب الله".

يترقب لبنان أسبوعاً حاسماً تتقاطع فيه الملفات السياسية والأمنية على نحو لافت. فالعين تتجه إلى الموفد الأميركي إلى لبنان السفير توم براك الذي سيصل خلال ساعات إلى بيروت قادماً من إسرائيل وما تحمله هذه الزيارة من أبعاد ورسائل في لحظة إقليمية دقيقة، فيما ينتظر أن يأتي براك بالجواب الإسرائيلي عن الورقة الأميركية التي سبق أن وافقت عليها الحكومة اللبنانية خلال جلسة عقدت في السابع من أغسطس (أب) الجاري وترأسها في قصر بعبدا رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.

وقد كشفت وسائل إعلام لبنانية محلية عن أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس قد وصلت بالفعل إلى لبنان ظهر اليوم، على أن ترافق براك في لقاءاته التي ستعقد غداً الثلاثاء.

وفي موازاة ذلك يستعد مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار التمديد لقوات الأمم المتحدة الموقتة في الجنوب "اليونيفيل" في ظل انقسام حول دورها ومصير مهمتها.

هذا التزامن بين مسارين متوازيين يعكس حجم الضغوط والتحديات التي تواجه لبنان، ومع نهاية الأسبوع قد تتضح معالم مرحلة جديدة تضع البلاد أمام خيارات دقيقة وحاسمة.

زيارة براك وأهميتها في التوقيت

تكشف المعلومات المتقاطعة أن الموفد الأميركي سيحط في بيروت خلال ساعات، فيما تكمن أهمية هذه الزيارة في أنها تأتي بعد لقاء الأخير رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تل أبيب في محاولة لإقناع تل أبيب بالورقة الأميركية ومضمونها لجهة حصرية السلاح في كل لبنان مقابل الانسحاب الإسرائيلي بصورة تدريجية من الجنوب اللبناني.

ولعل ما يفهم على أنه موافقة إسرائيلية على هذه الورقة البيان الصادر عن مكتب نتنياهو قبل ساعات وفيه "القرار الأخير الذي اتخذه مجلس الوزراء اللبناني بالسعي إلى نزع سلاح الحزب بحلول نهاية عام 2025 كان قراراً بالغ الأهمية. وفي ضوء هذا التطور المهم فإن إسرائيل مستعدة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح 'حزب الله' والعمل معاً نحو مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للبلدين إذا اتخذت قوات الأمن اللبنانية خطوات لنزع سلاح الحزب، فإن إسرائيل ستتخذ خطوات متبادلة، بما في ذلك تقليص تدريجي لوجود قوات الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الولايات المتحدة".

لكن في المقابل إن عاد الوفد الأميركي هذه المرة من دون ضمانات إسرائيلية لوقف الأعمال العدائية والانسحاب، فذلك يعني عدم قدرة الحكومة اللبنانية على السير في خطة سحب سلاح "حزب الله" وكل سلاح غير شرعي، باعتبار أن هذا الأمر لا يمكن أن يتم ما لم تنتزع واشنطن من إسرائيل موافقتها على الانسحاب ووقف الخروق.

وقد استبق هذه الزيارة لقاء رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السرايا اليوم الإثنين عضو الكونغرس الأميركي النائب دارين لحود، يرافقه عضو الكونغرس النائب ستيف كوهن، وذلك بحضور سفيرة الولايات المتحدة لدى بيروت السيدة ليزا جونسون والوفد المرافق.

فيما من المرتقب أن يرافق براك وأورتاغوس في زيارتهما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ الأميركي، مما يمنح مشاركته في الوفد بعداً اقتصادياً.

التجديد للقوات الأممية جنوب لبنان

بعيداً من زيارة براك يترقب لبنان محطة أخرى مهمة جداً قد تحسم خلال ساعات أو سيتأجل حسمها لأيام قادمة، إذ يجتمع مجلس الأمن الدولي في مدينة نيويورك في تمام الساعة الـ10 صباحاً بتوقيت المدينة المحلي، للتصويت على مشروع قرار فرنسي يطلب التمديد لقوات "اليونيفيل" الموجودة في جنوب لبنان منذ 47 عاماً، فيما تصر واشنطن على عدم التمديد أو التمديد لمدة سنة واحدة فقط مع وضع جدول زمني واضح ومحدد مسبقاً لانسحاب العناصر الأممية من الجنوب بحلول نهاية أغسطس (آب) 2026.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى وقع الاتصالات الفرنسية مع الأميركيين والإسرائيليين لتأمين التوافق وصولاً إلى التمديد، لا يزال خيار تأجيل التصويت على التمديد قائماً بقوة اليوم، فيما تحدثت معلومات صحافية عن نية روسيا طلب تأجيل التصويت لأيام، على أن يحصل ضمن مدة أقصاها الجمعة القادم، أي في الـ29 من أغسطس الجاري بهدف تأمين نجاح الجلسة من دون استعمال الفيتو الأميركي. 

فيما يستند لبنان في تشديده على أهمية التمديد إلى الظروف الراهنة في جنوب البلاد التي تستوجب وجود قوات حفظ السلام، مؤكداً أن إنهاء عمل هذه القوات لا يجوز أن يتم قبل وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها.

زيارة وفد سوري أمني 

أيضاً من الاستحقاقات التي ستشهدها البلاد ما كشفت عنه تقارير صحافية عن قدوم وفد وزاري أمني سوري رفيع المستوى منتصف هذا الأسبوع إلى لبنان على أن تبحث بين البلدين ملفات أساسية عالقة منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأبرزها ترسيم الحدود البرية وضبطها، التنسيق الأمني، بخاصة لجهة تهريب السلاح والمخدرات، وصولاً إلى ملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية. وقد عقد في مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري اجتماع تمهيدي للوفد اللبناني الذي سيلتقي الوفد السوري.

وأفيد قبل ساعات أيضاً بانعقاد اجتماع أمني لبناني - سوري في السعودية برعاية وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان وحضور الموفد السعودي إلى لبنان يزيد بن فرحان، لبحث الملفات العالقة بين بيروت ودمشق.

 تحرك شعبي لـ"الثنائي الشيعي"

أخيراً في أجندة لبنان لهذا الأسبوع الحاسم الدعوة التي نشرتها وسائل إعلام محلية، نقلاً عن المكتب العمالي المركزي في حركة "أمل" ووحدة النقابات والعمال المركزية في "حزب الله" في بيان، للتجمع عند الخامسة والنصف من بعد ظهر الأربعاء هذا الأسبوع في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت.

وأوضح البيان المشترك أن هذا التجمع يأتي "استنكاراً للقرارين الصادرين عن الحكومة اللذين يتعارضان مع المصلحة الوطنية العليا ووثيقة الوفاق الوطني وصيغة العيش المشترك وتأكيداً لحق لبنان في الحفاظ على سيادته وحق شعبه ومقاومته في الدفاع عن أرضه وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي".

فيما تعد هذه الدعوة هي الأولى رسمياً التي تصدر عن "الثنائي الشيعي" لناحية التحرك الشعبي الرافض لتسليم سلاح "حزب الله"، بعدما شهدت الأسابيع القليلة الماضية تحركات كانت محدودة دعماً للحزب، لكنها لم تكن تلبية لدعوة رسمية صادرة من الثنائي.

وقد انتشرت أنباء عن نية "الثنائي" تأجيل هذا التحرك بطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، من دون أن يصدر أي بيان رسمي بالتأجيل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات