كأن الشعوب حول العالم تعدي بعضها بعضاً في التظاهر، أو كأن التظاهرات هي اللغة الأقوى والأكثر انتشاراً.
فمن لبنان إلى العراق والجزائر مروراً بغينيا وتشيلي والأكوادور وبوليفيا وأثيوبيا وهونغ كونغ، تضاعفت حركات الاحتجاج في الأسابيع الأخيرة حول العام. وقد وصلت إحداها إلى تحقيق مطالبها ونقصد الثورة السودانية.
وفي هذه الأثناء حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تعاظم فقدان الثقة بين الشعوب والحكومات. وقال في نداء نشر على حسابه على تويتر: "موجة المظاهرات التي نشهدها تُظهر نقصا متعاظما في الثقة بين الشعوب والمؤسسات السياسية. الشعوب متضررة وتريد أن يُصغَى إليها. ينبغي لنا الإصغاء إلى المشاكل الملموسة لأناس حقيقيين، والعمل على إحياء العقد الاجتماعي."
وفي ما يلي أبرز التحركات الشعبية الاحتجاجية:
بوليفيا منذ 21 أكتوبر (تشرين الأول)
فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الذي أعلن فوز الرئيس المنتهية ولايته إيفو موراليس فيها.
تشهد مناطق عديدة أعمال عنف. في 23 أكتوبر بدأ إضراب عام في سانتا كروز العاصمة الاقتصادية ومعقل المعارضة قبل أن تتسع رقعته. وأعلن الزعيم الاشتراكي الذي وصف التحرك بـ"الانقلاب"، فوزه في 24 من الجاري.
جرحى في مواجهات بين أنصار موراليس ومعارضيه.
تشيلي منذ 18 أكتوبر (تشرين الأول)
زيادة سعر بطاقات المترو في سانتياغو.
أين أصبحنا؟
على الرغم من تعليق الزيادة واتخاذ تدابير اجتماعية اقترحها الرئيس المحافظ سيباستيان بينييرا اتسعت رقعة الاحتجاجات على الظروف الاجتماعية- الاقتصادية وعدم المساواة وطالت مناطق أخرى. وبدأ إضراب عام في 23 أكتوبر.
18 قتيلاً.
أثيوبيا منذ 23 أكتوبر (تشرين الأول)
قتل 67 شخصاً في منطقة أوروميا الأثيوبية خلال احتجاجات ضد رئيس الحكومة إبيي أحمد تحولت إلى اشتباكات إتنية.
واندلعت أعمال العنف الأربعاء في العاصمة أديس أبابا قبل أن تمتد إلى منطقة أوروميا إثر نزول أنصار المعارضة للشارع وحرق إطارات سيارات وإقامة حواجز وسد الطرقات في مدن عدة.
واندلع العنف في أديس أبابا الأربعاء بعد أن اتهم المعارض جوهر محمد قوات الأمن بمحاولة تنسيق اعتداء ضده، وهو ما نفاه مسؤولون في الشرطة.
لبنان منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول)
ضريبة جديدة على الاتصالات عبر تطبيق واتساب.
ألغت حكومة سعد الحريري بسرعة الإجراء وأعلنت إصلاحات اقتصادية عاجلة. لكن حركة الاحتجاج المطالبة برحيل مجمل الطبقة السياسية تتسع من شمال إلى جنوب البلاد ما سبب شللاً.
تظاهرات سلمية تخللتها بعض المواجهات.
الإكوادور 13 أكتوبر (تشرين الأول)
رفع أسعار المحروقات.
بعد 12 يوماً من التظاهرات تم التوصل إلى اتفاق بين السكان الأصليين والرئيس لينين مورينو الذي سحب المرسوم المثير للجدل.
ثمانية قتلى و1340 جريحاً.
غينيا منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)
مشروع دستور جديد للرئيس المنتهية ولايته يمكن أن يسمح للرئيس ألفا كوندي (81 سنة) بالترشح لولاية ثالثة في انتخابات 2020.
ضمت التظاهرات آلاف الغينيين تلبية لدعوة "الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور" تحالفاً لأحزاب معارضة ونقابات وجمعيات من المجتمع المدني.
عشرة قتلى.
العراق منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول)
دعوات عفوية على شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بوظائف وبتأمين خدمات عامة.
بعد أسبوع من الاحتجاجات التي قُمعت بالقوة أعلنت الحكومة إجراءات اجتماعية لكن لا إصلاح في العمق. ويطالب الشارع بدستور جديد وتجديد كل الطبقة السياسية. الجمعة استؤنف التحرك مع أعمال عنف جديدة أججها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
أكثر من 150 قتيلاً خلال أول أسبوع. أكثر من أربعين قتيلاً يوم الجمعة فقط.
هونغ كونغ منذ 9 يونيو (حزيران)
وتتواصل تحركات أطلقت في وقت سابق من العام الحالي :
اندلعت حركة احتجاج في 9 يونيو اعتراضاً على مشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين للصين.
وأغرقت التظاهرات والتحركات شبه اليومية التي ضمت مليوني شخص في هونغ كونغ التي تعد 7.3 مليون، المستعمرة البريطانية السابقة في أسوأ أزمة سياسية منذ عودتها إلى الصين في 1997. وعلق المشروع مطلع سبتمبر (أيلول) لكن المطالب
اتسعت للتنديد بتراجع الحريات والتدخل المتنامي لبكين في شؤون هونغ كونغ.
والتظاهرات التي بدأت سلمية تحولت إلى مواجهات عنيفة بين ناشطين وقوات الأمن. وتعرض ناشطون داعمون للديموقراطية لهجمات على أيدي أنصار نظام بكين.
الجزائر منذ 22 فبراير (شباط)
أدى قرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية خامسة إلى تظاهرات سلمية في 22 فبراير.
ومطلع أبريل (نيسان) استقال بوتفليقة لكن التظاهرات استمرت مطالبة برحيل كل الطبقة السياسية. ويرفض الحراك تنظيم انتخابات رئاسية مقررة في 12 ديسمبر (كانون الأول)، ويعتبرها وسيلة للـ"نظام" بالبقاء في السلطة.