كشفت دراسة حديثة أن الشباب البريطانيين ذوي البشرة البيضاء الذين يعيشون في أحياء سكنية فقيرة لكنها ذات تنوع عرقي يتمتعون بصحة نفسية أفضل من أولئك الذين يعيشون في مناطق شبيهة لكنها ذات غالبية من البشرة البيضاء.
وأجرى باحثون من جامعة كلية لندن (UCL) بحثا علميا ينظر لأول مرة للعلاقة بين الأحياء ذات التنوع العرقي وتأثيرها على الصحة النفسية على المراهقين. وأجريت الدراسة على أكثر من 4000 من الشباب في إنجلترا تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عامًا.
ونُشر البحث العلمي في مجلة "العلوم الاجتماعية والطب" وتوصل الى أن الصحة النفسية للبريطانيين البيض الذين يسكنون في تجمعات عرقية متشابهة وفقيرة تصبح أسوأ كلما كان هذا التجمع العرقي أكبر من ناحية العدد.
وقال معدو البحث أن النتائج التي توصلوا لها تعتبر ذات تأثير مهم على صانعي القرار الذين يسعون لتحسين الظروف التي تعيشها الاحياء الفقيرة، اذ تمكنهم من فهم العلاقة بين هذه الاحياء والطبقة العاملة من العرق الأبيض من ناحية، والتأثير الذي قد يلحقه ذلك على الصحة النفسية للأطفال.
ويقول الدكتور ستيفن جيفراج من معهد جامعة كلية لندن لعلم الأوبئة والرعاية الصحية وكبير الباحثين المعدين للدراسة أن " توصلنا الى نتائج عملية جديدة تفيد بأن أن الصحة النفسية للأغلبية العرقية تصبح أسوأ عندما تعيش في احياء قليلة التنوع العرقي".
ويضيف الدكتور جيفراج أنه "افترضنا أن المناطق التي تكون فيها نسب المجموعات العرقية المتشابهة أعلى، قد تعمل كدرع واق ضد الآثار السلبية للتمييز العنصري، لكن نتائجنا لا تجد أدلة تدعم ذلك الافتراض".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشير خبراء البحث أن "المناطق المتنوعة عرقيا قد لا تكون سببًا لصحة نفسية أفضل بين الشباب البريطانيين البيض، لكن قد تشكل الخدمات العامة ومرافق الشباب وتزويد وسائل النقل والخدمات الصحية عوامل أساسية في الأحياء المتنوعة.
وتقول نائبة مدير مؤسسة رنيميد تراست Runnymede Trust زبيدة حقي أنه "قد تتواجد داخل الاحياء المتنوعة – التي من المرجح أنها أكثر تمدنا- أنشطة كثيرة للشباب ما يبقيهم مشغولين وسعداء، وكذلك بصحة نفسية أفضل حيث هناك خدمات صحية نفسية منذ صغرهم، ووسائل نقل أفضل لزيارة الأصدقاء والذهاب إلى السينما، وذلك مقارنة مع المناطق الأقل تنوعا عرقيا".
وأضافت: "هذا لا يعني أن الأحياء المتنوعة ليس لها فوائد إيجابية بفضل هذا التنوع- فعلى سبيل المثال، أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي تضم نسبة أعلى من المهاجرين الجدد هم أقل سلبية في تصرفاتهم تجاه المهاجرين، مقارنة مع المناطق التي لديها نسبة أقل من المهاجرين الجدد".
وقد قام البحث بعملية قياس الصحة النفسية عن طريق رصد أربعة أبعاد نفسية وإعطائها درجات من الصعوبات النفسية مثل: الأعراض العاطفية، المشاكل السلوكية، فرط النشاط، ومشاكل العلاقة بين الأقران.
وكشفت نتائج البحث أن "الشباب البريطانيين البيض الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة وغير المتنوعة عرقياً لديهم درجات من الصعوبات النفسية أعلى بحوالي نقطتين من أولئك الذين يعيشون في جميع الأحياء الأخرى، بما في ذلك الأحياء الفقيرة والمتنوعة."
© The Independent