أسبوع مصيري يواجه حركة النهضة التي رشّحت رئيسها راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان التونسي، الذي يعقد جلسته الافتتاحية الأربعاء، إذ سيُنتخب خلالها رئيس البرلمان ونائباه.
وسنكتشف هذا الأسبوع أيضاً مرشّح الحركة لرئاسة الحكومة، وربّما أيضاً الأسماء المرشّحة لتقلد مناصب وزارية في الحكومة المقبلة. وقد وجدت حركة النهضة نفسها في مواجهة محنتين: المحنة الأولى تتعلّق بتشكيل الحكومة والصعوبات التي تواجهها لعدم توفقها في إدارة الحوار والتفاوض مع بقية الأحزاب بغية تكوين ائتلاف برلماني قوي يمكّن الحكومة التي ستقترحها من نيل الثقة.
والمحنة الثانية تتعلق برئاسة مجلس النواب، التي يحتدّ حولها الصّراع بين عدد من المرشحين من حزب قلب تونس (38 مقعداً) وكل من التيار الديمقراطي وحركة الشعب، اللّذين يسعيان إلى تكوين كتلة موحدة بـ38 مقعداً.
حظوظ ضئيلة للغنوشي
وهذا الواقع قد يقلّص من حظوظ الغنوشي بالفوز بمنصب رئاسة مجلس النواب، وهو المنصب الذي يرجّح المتابعون للشأن السياسي في تونس أنه ترشّح من أجله على رأس قائمة تونس 1 في الانتخابات التشريعية. ويرى المتابعون للمشهد النيابي اليوم أنّ مرشح حركة النهضة هو الأقل حظاً في الفوز، لأن الفوز بهذا المنصب يتطلب الحصول على 109 من الأصوات، في حين أن الأصوات داخل البرلمان مشتتة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتزم كل من التيار الديمقراطي وحركة الشعب ترشيح أحد نوابِهما لمنصب رئيس البرلمان، وبالتالي عدم التصويت لمرشح النهضة. كما سبق لحزب قلب تونس أن أكد أنه لن يصوت للغنوشي. إضافةً إلى ذلك، فإن الغنوشي (78 سنة) الذي يواجه معارضة داخل الحركة، طفت أصواتها على السّطح السياسي، موجهة الانتقادات بشأن كيفية إدارته لشؤون الحزب والشأن العام في داخل مجلس الشورى.
برلمان مشحون بالصراعات
تتّسم جلسات البرلمان بالصراعات الأيديولوجية حيناً والسياسية أحياناً أخرى، وهو ما يتطلب حكمة ورويّة في إدارة جلساته. وهذه مميزات يرى مراقبون أن الغنوشي لا يملكها، وهو لم يسبق له أن أدار مثل تلك الجلسات المتعدّدة المشارب السياسية.
نهاية أسبوع حاسمة في تونس، حيث سنتعرف فيها على مرشح حركة النهضة لرئاسة الحكومة، فإما أن يكون شخصية وطنية إرضاءً لبقية الأحزاب الرافضة لأن يكون رئيس الحكومة من داخل الحركة، وبالتالي تضمن الحركة إمكانية نيل الحكومة الثقة في البرلمان. وإما أن يكون من داخل الحركة، ما قد يدفع رئيس الدولة إلى لعب دور محوري في الفترة المقبلة بهدف تجاوز صعوبات التشكيل.