مع تلاشي المخاوف من الركود، توقع 6% من مستثمرين تم استطلاع آرائهم، أن يشهد اقتصاد عالمي أقوى خلال العام المقبل، بزيادة بمقدار 43 نقطة مئوية عن الشهر الماضي، لتسجل بذلك أكبر قفزة شهرية على الإطلاق.
وأشار بنك "أوف أميركا ميريل لينش"، في تقرير لآراء مديري صناديق الاستثمار لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، إلى ارتفاع توقعات التضخم بمقدار 29 نقطة مئوية إلى صافي 31% من مديري صناديق الاستثمار المشاركين في الاستبيان، والذين توقعوا ارتفاع المؤشر العالمي لأسعار السلع الاستهلاكية خلال العام المقبل.
ووفقاً للاستطلاع، توقع 61% من المستثمرين أن يشهد منحنى العائد على سندات الخزانة الأميركية خلال فترة سنتين وعشر سنوات انخفاضاً أكبر في العام المقبل، بزيادة عن –30% في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2018 وفي أعلى مستوى في ثلاث سنوات.
وتوقع أكثر من نصف المستثمرين (52%) أن تصبح الأسهم أعلى فئة أصول أداءً خلال العام 2020، يليها السلع الأساسية وفقاً لآراء 21% من المستثمرين، والأصول النقدية حسبما توقع 10% من المستثمرين الذين تم استطلاع آرائهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كيف يتحرك الدولار الأميركي؟
وذكر 37% من المستثمرين الذي شملهم الاستبيان، أنه من المتوقع انخفاض قيمة الدولار الأميركي خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، في أدنى التوقعات حول قيمة الدولار الأميركي منذ سبتمبر (أيلول) من العام 2007.
يأتي ذلك في الوقت الذي سجل فيه الدولار الأميركي أسوأ أداء شهري في العام الحالي خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث انخفض بنحو 2%.
وفي تحليل لمجموعة "آي.إن.جي" الاستثمارية، أشارت إلى أنه قد يكون من المغري وصف الدولار الأميركي بأنه وصل للقمة وأنه يتجه للهبوط في الفترة المقبلة، لكن حتى لو كان الأمر كذلك، فإن احتمالات ارتفاع زوج العملات (اليورو – الدولار) ليست قوية في الوقت الحالي.
فيما أدى مزيج من بيئة تجارية أفضل مع بيانات ضعيفة بشأن النشاط الأميركي إلى خسائر بنحو 2% في قيمة الدولار خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وجاء أداء العملات النشطة جيداً، في حين أن المزيد من الوضوح بشأن البريكست دفع الجنيه الإسترليني ليقود مكاسب العملات الأوروبية على نطاق أوسع.
وتحرك الدولار مجدداً جنباً إلى جنب مع منحنى العائد للفارق بين عوائد سندات الخزانة الأميركية لآجل عامين و10 سنوات، والذي أثبت أنه مؤشر جيد لرصد مخاوف الركود المزمن هذا العام. وتسبب قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض معدل الفائدة للمرة الثالثة إضافة إلى انفراجة الأوضاع التجارية في انحدار منحنى العائد بدعم التفاؤل وتعافي العملات النشطة في سياق أن الاحتفاظ بالأموال في ودائع دولارية لم يكن الخيار الوحيد المتاح.
توقعات بتدهور أرباح الشركات
تقرير بنك "أوف أميركا ميريل لينش"، أشار إلى أن توقعات أرباح الشركات العالمية قفزت بمقدار 25 نقطة مئوية، حيث قال صافي 10% (من صافي 35%) من المستثمرين أنهم يتوقعون تدهور الأرباح خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.
وأشار إلى انخفاض مخصصات النقد في المحافظ الاستثمارية من 5.0% في الشهر الماضي إلى 4.2% في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وذلك في أكبر انخفاض شهري منذ نوفمبر من العام 2016 وأدنى أرصدة من الحيازات النقدية منذ يونيو (حزيران) من عام 2013.
ولفت التقرير إلى تراجع مخصصات المستثمرين في الحيازات النقدية بمقدار 20 نقطة مئوية إلى صافي 18% منهم عززوا استثماراتهم فيها، وذلك في أدنى مخصصات في الحيازات النقدية منذ نوفمبر من عام 2015.
كما ارتفعت مخصصات المستثمرين في الأسهم العالمية بمقدار 20 نقطة مئوية شهرياً إلى صافي 21% منهم عززوا استثماراتهم في هذه الأسهم، في أعلى مستوى في عام واحد.
وتناوب المستثمرون أنشطتهم الدورية هذا الشهر بالمخاطرة بزيادة مخصصات الاستثمار في الأسهم الواعدة المقوَّمة أسعارها بأقل من قيمتها مثل أسهم البنوك والأسهم الأوروبية، مقابل الأسهم النامية التي تتعزز قيمتها على المدى الطويل، وتخارجوا من الاستثمار في الأصول النقدية وأسهم الشركات الكبرى مقابل أسهم الشركات الصغيرة، مثل المرافق العامة وأسهم شركات السلع الأساسية والسندات.
ما المخاوف التي يراها المستثمرون؟
حسب بنك "أوف أميركا ميريل لينش"، واصلت مخاوف نشوب حرب تجارية تصدر قائمة أكبر مخاطر الذيل التي تتهدد الاقتصاد العالمي في نظر 39% من المستثمرين الذين تم استطلاع آرائهم، يليها فقاعة سوق السندات حسبما أشار 16% من المستثمرين، وجاءت في المرتبتين التاليتين عجز السياسات النقدية وفقاً لتوقعات 12% من المستثمرين، وتباطؤ الاقتصاد الصيني حسبما أشار نحو 11% ممن تم استطلاع آرائهم من المستثمرين.
وتصدر الاستثمار طويل الأجل في التكنولوجيا الأميركية والأسهم النامية (30%) قائمة الاستثمار الأكثر استقطاباً في نظر مديري صناديق الاستثمار، متقدماً على الاستثمار طويل الأجل في سندات الخزانة الأميركية (21%) تلاهما الاستثمار طويل الأجل في سندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية (20%)
وفي سياق تعليقه على الاستبيان، قال مايكل هارتنِت، كبير المحللين الاستراتيجيين للاستثمارات في بنك أوف أميركا ميريل لينش، "عاد المستثمرون المتفائلون بقوة، وهم في حالة الخشية من تفويت الفرص مما أثار موجة من التفاؤل وقفزة في زيادة حصة الاستثمارات في الأسهم والأسهم المرتبطة بالدورات الاقتصادية".