وُجّهت أصابع الاتهام إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنه يعمل على تضليل الناخبين، بعد كلامه عن أن خطر خروج المملكة المتحدة من الاتّحاد الأوروبي من دون اتفاق تجاري في نهاية 2020، هو "صفر بصورة مطلقة".
وقد تعرّض رئيس الوزراء للانتقاد بعد نفيه وجود خطر نتيجة خروجٍ بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، على الرغم من اعتراف كبار المسؤولين في حزب "المحافظين" بمَن فيهم مايكل غوف الوزير السابق للخزانة، بأن هذه المسالة لا تزال موضع نقاش "مطروح على الطاولة" منذ أكثر من سنة.
ويظل خطر [الخروج من دون اتفاق] موجوداً لأن جونسون أصرّ على رفضه تمديد الفترة الانتقالية التي تلي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتتضمن تواصل العلاقات التجارية مع دول الاتحاد من دون انقطاع، على الرغم من عدم تصديق الخبراء إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد بشأن بريكست مع حلول ديسمبر (كانون الأول) من 2020.
ولدى سؤال رئيس الوزراء عن المخاطر التي قد تترتّب على الحملة الانتخابية نفسها، أجاب، "أعتقد أنها ستكون صفراً مطلقاً". وردّاً على سؤال في شأن تكراره الشهر الماضي تعهّده الشهير بتفضيله "الموت في حفرة" على عدم التراجع عن مغادرة الاتحاد الأوروبي (وقد تنكّر له) ومعاودته التأكيد الآن أنه لن يمدّد الفترة الانتقالية، ردّ جونسون بأن "التمديد لن يحصل، وليست هناك أي حاجة لذلك." وأضاف، "في الحقيقة وصلنا إلى نقطة اللاعودة، ونحن على استعداد للمغادرة، كل ما نحتاجه هو بضعة أسابيع".
وبحسب توقّعات جهاتٍ حكومية مستقلّة، من شأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي بلا صفقة، أن يغرق المملكة المتحدة في ركودٍ يتسبّب في تقلّص الاقتصاد بـ2%، ويرفع معدّل البطالة إلى مافوق الـ5%. ويؤيّد ديفيد غوك وزير الخزانة السابق الذي يعمل الآن مستقلاً تلك التوقعات،"أُصَدِّقْ خبراء التجارة".
وأشار غوك إلى إجماع الخبراء على التشكيك في تأكيدات جونسون، لجهة "ضمان" عدم تمديد المرحلة الانتقالية، وادّعائه أن خطر الانهيار كان "صفراً تماماً"، وأضاف "هناك تصريح واحد على الأقل غير دقيق".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي المقابل، رأى طوم بريك، الناطق بإسم حزب "الديموقراطيّين الأحرار" في كلّ ما يتعلق بموضوع الخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أنه "إذا كانت ادّعاءات جونسون بأن فرص الانهيار في نهاية 2020 هي معدومة، فيجب أن يكون ذلك رهاناً رابحاً وسنعمل على أن يكون كذلك".
وأضاف، "لا يوجد على الإطلاق ما يدلّ على أننا سنكون قادرين على التفاوض في ما يتعلق بعلاقاتنا الجديدة مع الاتحاد الأوروبي، بحلول أواخر 2020، لذا فإن ملامح وقوع انهيار بسبب الخروج من دون صفقة، تلوح في الأفق".
وهناك فعلاً شكوك في أن الخروج بلا اتفاق مع الاتحاد الأوروبي في نهاية 2020، يشكّل هدفاً ثابتاً لدى صقور حزب "المحافظين". وقد نشأت هذه الشكوك عندما ذكر أحدهم صراحة إن ذلك يمثّل سبباً مباشراً في دعمهم صفقة جونسون.
ووُجّه اتهام إلى "المحافظين" بأنهم عقدوا صفقةً مع زعيم حزب "بريكست" نايجل فاراج، لتشديد المقاومة ضد أن تكون الفترة انتقالية طويلة. وقد حدث ذلك قبل أن يبادر فاراج إلى التحوّل الذي أقدم عليه، والمتمثّل في أنه لن ينافس على مقاعد حزب "المحافظين".
ولا بدّ من الإشارة إلى أن المهلة الزمنية لعقد صفقة تجارية جديدة، تستنفد قبل نهاية 2020، لأن طلب تمديد الفترة الانتقالية يجب أن يٌقدّم بحلول يونيو (حزيران) من السنة المقبلة.
ومن اللافت أن الإعلان السياسي غير الملزم الذي وافقت عليه المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ينصّ على أن المفاوضات المقبلة "ستعقد على مستوى عالٍ في يونيو (حزيران) 2020" وهو الموعد النهائي لاتخاذ قرار تمديد المرحلة الانتقالية. وقد حذّرت بروكسل فعلاً من أن ميل المملكة المتحدة إلى الخروج عن المعايير [الأوروبية]، خصوصاً حقوق العمّال وحماية البيئة والمستهلكين، سيضع عقبات كبيرة أمام كل اتفاق.
© The Independent