كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، برنامج حزبه المحافظ الانتخابي، متعهداً بإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي وطي صفحة التقشف في مسعى للفوز بغالبية الأصوات في الانتخابات العامة المقررة في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وفي بداية إطلاقه برنامج حزبه في مركز للمؤتمرات في مدينة تيلفورد وسط البلاد، قال إنه سيعيد "اتفاق الخروج إلى البرلمان مجدداً قبل عطلة عيد الميلاد ومن دون مزيد من التأجيل".
"تدفق الاستثمارات"
وأضاف "نحن الآن، كما تعلمون على بعد أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات العامة، لم يكن الخيار يوماً أكثر وضوحاً مما هو الآن. انجزوا بريكست لنتمكن من إعادة الثقة واليقين للأعمال التجارية والعائلات. انجزوا بريكست لنتمكن من تركيز قلوبنا وعقولنا على أولويات الشعب البريطاني".
وتابع "حان الوقت لإطلاق العنان لإمكانات البلد بأكمله وإقامة بريطانيا جديدة، أتموا الانسحاب وسترون مدى تدفق الاستثمارات على هذا البلد، عندها سيكون بإمكاننا التركيز بقلوبنا وعقولنا على أولويات الشعب البريطاني".
برنامج "انعدام الأمل"
ويسعى كل من حزبي "المحافظين" الحاكم و"العمال" المعارض، إلى جذب مزيد من الأصوات عبر طرح رؤى مختلفة لمستقبل البلاد والتعهد بزيادة الإنفاق.
ويتضمن البرنامج الانتخابي تجميد ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة ومدفوعات الضمان الاجتماعي.
وقال أندرو جوين المتحدث باسم حزب "العمال" إن خطط جونسون "مثيرة للشفقة... إنه برنامج انعدام الأمل لحزب ليس لديه ما يقدمه لهذا البلد بعد تقليص خدماتنا العامة على مدى عشر سنوات".
اتفاق "العمال"
من جهته، ينوي منافس جونسون الرئيسي زعيم حزب "العمال" جيريمي كوربن، في حال وصل إلى الحكم، التفاوض بشأن اتفاق جديد لـ "بريكست" في غضون ثلاثة أشهر وطرحه للاستفتاء عليه، إلى جانب خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية يونيو (حزيران) 2020.
إلا أن جونسون سخر من الاستراتيجية التي يعتمدها كوربن.
وتعهّد الحزب المحافظ عدم رفع الضرائب الثلاث الأساسية، ضريبة الدخل والمبيعات ومساهمات التأمين الوطني في الميزات التي تقدمها الدولة.
وتشمل إجراءات أخرى مزيداً من الأموال لدعم رعاية الأطفال وإجراءات فعالية الطاقة وإعادة تدريب المهارات وتطوير الطرقات.
وسيتم كذلك خفض رسوم مواقف السيارات عند المستشفيات لبعض المرضى وموظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
الانقسام السياسي
وتُنظم انتخابات ديسمبر بعد مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الانسحاب استمرت ثلاثة أعوام. وستُظهر الانتخابات للمرة الأولى، مدى الانقسام السياسي الذي أحدثته قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما ستكون اختباراً لمدى ملل الناخبين من تكرار التردد إلى صناديق الاقتراع.
ويقول حزب "العمال" إنه قادر على التفاوض مع الاتحاد الأوروبي والتوصل إلى اتفاق أفضل للخروج في غضون ستة أشهر، وهو ما سيتبعه إجراء استفتاء جديد يقرر بموجبه خروج أو بقاء بريطانيا عضواً في الاتحاد.
ويسعى جونسون لتحقيق فوز واضح في الانتخابات المبكرة بعدما تولى رئاسة الوزراء في ظل حكومة لا تملك إلا أقلية في البرلمان، ما عرقل جهوده لإمرار اتفاق الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
ويرى في ثالث انتخابات عامة تجرى في بريطانيا خلال أربع سنوات ونصف السنة، السبيل الوحيد للخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد جراء الانقسام بشأن "بريكست". وبعد تأجيل موعد بريكست لثلاثة شهور من 31 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 31 يناير (كانون الثاني)، أيّدت أحزاب المعارضة دعوته لانتخابات عامة مبكرة.
شعبية المحافظين تزداد
ويشير مركز "بريتن إيليكتس" للاستطلاعات إلى حصول المحافظين على 42 في المئة من الأصوات، مقابل 29 في المئة للعمال، بينما يحظى الليبراليون الديموقراطيون (مناهضون لبريكست) بـ15 في المئة وحزب "بريكست" ستة في المئة و"الخضر" ثلاثة في المئة.
وازدادت شعبية المحافظين منذ خلف جونسون رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي قبل أربعة أشهر.