قبل الكشف عن النتيجة أو تحليل الرؤية، كانت هناك رسالة أكثر أهمية وقوة بكثير يتم بثها في ملعب "أنفيلد" بعد ظُهر يوم السبت.
فمنذ صافرة انطلاق المباراة، ترددت هتافات "العدالة من أجل 96" في جميع المدرجات الأربعة؛ بمجموعة من الألم والإحباط والفزع والدمار بسبب الحكم على رئيس شرطة ساوث يوركشاير السابق المشرف ديفيد دوكنفيلد بأنه "غير مذنب" في تهمة القتل العمد الجسيمة، في إعادة محاكمة "هيلزبورو".
ولمدة ست دقائق، لم يكن هناك انقطاع في الأصوات التي تطالب بالمساءلة عن قتل 96 من الرجال والنساء والأطفال الذين قُتلوا بشكل غير قانوني في كارثة الاستاد عام 1989، كما كانت التحقيقات في عام 2016 قد حكمت.
ولم يتوقف الهتاف حتى حين تم التصدي لتسديدة أليكس أوكسليد تشامبرلين أو حاول برايتون الفوز بركلة ركنية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فقط بعد تلك الثواني التي يبلغ عددها 360 ثانية، هدأت الأصوات وتعالت الهتافات باسم ليفربول قبل البدء في أغنيات الفريق.
وهكذا قبل نصف ساعة من اصطفاف فريق يورغن كلوب ضد برايتون، تعادل مانشستر سيتي حامل اللقب، بنتيجة 1-1 مع نيوكاسل، مما أتاح للريدز فرصة الفوز والابتعاد بـ11 نقطة عن منافسيهم على اللقب.
وخسر فريق بيب غوارديولا 2-1 في "تينيسايد" الموسم الماضي، لكن ليفربول فشل بعد ذلك في الاستفادة بتعادله 1-1 مع ليستر، لكن هذه المرة كان مُصراً، وبحلول الدقيقة 25، وجد برايتون نفسه متأخراً بنتيجة 2-0 بفضل هدفي فيرجيل فان دايك من صناعة ترينت ألكساندر أرنولد.
هذا هو ليفربول، ورغم ذلك لا يقوم بأي شيء بطريقة سهلة وخالية من الإجهاد، ولمزيد من المعلومات، دائماً هناك مكان لدراما النادي، حيث كان برايتون خصما عنيداً في "أنفيلد"، وأظهر عدوانية وقوة وخاصة في التمركز.
وهذا ما قاله مديرهم الفني غراهام بوتر، "لقد فعلنا الكثير في هذه المباراة ضد فريق كبير، وعلى مدار التسعين دقيقة، حققنا أداءً جيداً، وأظهرنا بعض الشخصية وبعض الشجاعة، وكان هناك الكثير لنكون إيجابيين فيه، لكننا ما زلنا نشعر بخيبة أمل للخروج بلا شيء".
"كان هناك الكثير من الجودة في لعبنا في بعض الأحيان، يمكن أن تشعر بأنفيلد يقف خلف الفريق، وهذا مؤشر على حسن أدائنا".
"لقد كُنا في وضع جيد وكان لدينا فهم جيد لما كنا نحاول القيام به".
واختار كلوب أوكسليد تشامبرلين إلى جانب جيني فاينالدوم في خط الوسط، وعاد جوردان هندرسون إلى المركز 6 في غياب فابينيو، حيث ابتعد البرازيلي عن هذه المباراة بسبب معاناته من الإصابة وغيابه المُحتمل من ستة إلى ثمانية أسابيع حيث أُصيب بتلف في أربطة الكاحل تعرض له أمام نابولي في منتصف الأسبوع.
وفي حين أن خسارة اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً وأحد لاعبي ليفربول البارزين في 2019، يُعد ضربة هائلة في أكثر مراحل الموسم ازدحاماً وحسماً، فإن ليفربول لديه العديد من خيارات خط الوسط التي يلجأ إليها.
وكان كل من نابي كيتا وجيمس ميلنر وشيردان شاكري (بقدرة أكبر على الهجوم) وآدم لالانا خيارات على مقاعد البدلاء، حيث جاء الأخير على حساب صلاح وانتقل إلى وسط الملعب مع أوكسليد تشامبرلين في الجناح الأيمن.
واستمر ذلك لبضع دقائق على الرغم من أن الحارس أليسون سلم الكرة دون داع من خارج منطقته، وحصل على بطاقة حمراء تُبعده عن ديربي ميرسيسايد الأسبوع المقبل.
وخرج أوكسليد ليدخل الحارس الإحتياطي أدريان الذي لم يتمكن من اللحاق بالركلة الحرة المباشرة التي سددها لويس دونك بسرعة للغاية، وسمح بها الحكم مارتن أتكينسون.
وبطبيعة الحال اشتعل ليفربول، وقال كلوب "لقد جلبنا حارس مرمى متجمد، وبعض الناس ينفذون الركلة الحرة على هذا النحو، هذه أمور سخيفة بعض الشيء".
وكفلت هذه النتيجة نهاية متوترة للمبارة.
وكان هذا فوزاً آخر، فوز دون شباك نظيفة أو قدر كبير من الراحة، لكن لا يوجد مجال للتعليق بالنظر إلى جدول الدوري.
ويتصدر رجال كلوب المركز الأول بفارق 11 نقطة عن المنافس، ولم يخسروا في 31 مباراة من مباريات الدوري الممتاز لمعادلة الرقم القياسي الذي سجله النادي مع كيني دالغليش في الفترة من مايو (أيار) 1987 إلى مارس (آذار) 1988، وهذا يُبشر بالخير في مسيرة ليفربول.
© The Independent