قال مصدر حمساوي مطلع لـ"اندبندنت عربية" إن "عشرات الآلاف من مواطني غزة من كافة المحافظات غادروا القطاع خلال السنتين الأخيرتين ولم يعودوا"، وأضاف أن "الظاهرة مقلقة جدا وتخدم الاحتلال الإسرائيلي وتطلعاته لإخلاء القطاع من سكانه".
وغادر المواطنون الغزّيون القطاع عن طريق معبر رفح الحدودي مع مصر، ولا يوجد لدى حماس أي آلية لإعادتهم أو حتى الإحصاء الدقيق لأعدادهم.
الجدير بالذكر أن معبر رفح يُفتح تباعا ويُغلق لفترات طويلة، وهناك عشرات آلاف الطلبات للسفر لضرورات العمل أو الدراسة أو العلاج أو السياحة، وتنقل الطلبات للجانب المصري الذي يوافق أو لا يوافق على العبور، وأحيانا تتم الموافقة بشروط، منها مغادرة مصر فورا أو نقل العابرين إلى أماكن يستطيعون منها السفر إلى وجهتهم المحددة، وهناك من يبقى في مصر، بحسب ما قال المصدر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المصدر الحمساوي قال إن "حماس لا تمنع الناس من السفر، إلا أن ظاهرة الهجرة هذه تقلق الحكومة لأنها تأتي في حين يحاول الاحتلال جاهدا الضغط على سكان القطاع بشتى الوسائل للهجرة وإخلاء القطاع، عبر الحصار الخانق والتضييق على دخول السلع والاحتياجات الأساسية، ناهيك بتعذر عمل التيار الكهربائي لفترات طويلة، بالإضافة إلى البطالة، وكل ذلك بسبب ممارسات الاحتلال من جهة، وخطوات السلطة الفلسطينية من الناحية الأخرى لمعاقبة حماس".
وتشير المعطيات من الجانب المصري إلى أن عشرات الآلاف مروا من معبر رفح في الاتجاهين خلال السنتين الأخيرتين، وليس لمصر أي علاقة بالهجرة أو عدم العودة، وكل من يصل إلى المعبر للعودة إلى القطاع يُسمح له فورا مع الإجراءات الاعتيادية في معابر الحدود.
إلى ذلك، قال مصدر في الرئاسة الفلسطينية إن "حماس مسؤولة هي الأخرى عن الوضع المأساوي في القطاع إلى جانب الاحتلال، وإن آلاف الطلبات تقدم للسلطة في رام الله للانتقال للسكن في الضفة الغربية، إلا أن ذلك لا يحدث، علما بأن إسرائيل تمنع فلسطينييّ غزة من دخول أراضيها ويسمح فقط لحالات قليلة وخاصة جدا بالمرور عبر معبر بيت حانون (ايرز) إلى إسرائيل، لتلقي العلاج وخاصة للأطفال".
حماس من ناحيتها تقول إنها "تعمل جاهدة لتأمين العمل وتسهيل التنقل في القطاع، إلا أن الاحتلال واستمرار الحصار يؤديان إلى أوضاع غير مرغوبة، ومنها الهجرة، والتي تعمل على الحدّ منها بكل الوسائل".