وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أبناء الأمهات العازبات بـ"سوء التربية والجهل والعدائية وعدم الشرعية"، وذلك في مقالٍ قديم كُشف عنه النقاب حديثاً ويعتبره حزب العمّال أنه يعكس مواقف رئيس الوزراء تعود إلى "عصور الظلام" تجاه المرأة.
وفي المقال الذي نُشر في مجلّة "سبيكتاتور"، اعتبر زعيم حزب المحافظين الحالي أنّه "من المثير للغضب أن يُضطرّ الأزواج والزوجات إلى دفع تكاليف رغبة الأمهات العازبات بالإنجاب بشكلٍ مستقلّ عن الرجال". وأشار إلى أنّه من علائم "العجز" بالنسبة للرجل ألا يكون قادراً أو راغباً "بتولّي السيطرة على امرأته" مقترحاً أنّه على بريطانيا أن "تعيد للمرأة الرغبة بالزواج".
وفي تعليقها على هذا الطرح، اتّهمت شامي شاكرابارتي المدعية العامة في حكومة الظلّ العمّالية جونسون، بمهاجمة الأمهات العازبات وتأييد التحرّش الجنسي في مقالٍ له في اغسطس (آب) 1995، كشف باحثو الحزب النقاب عنه مع اقتراب الانتخابات العامة.
ويُظهر أرشيف "سبيكتاتور" أنّ جونسون الذي صار فيما بعد رئيس تحرير المجلّة، وصف أبناء الأمهات العازبات "بسوء التربية والجهل والعدوانية وعدم الشرعية، وهم من الناحية النظرية سيأخذون مالاً من رواتب تقاعدنا."
وإذ اقترح جونسون اقتطاع الكثير من المساعدات الحكومية لمعالجة حمل المراهقات، كتب في مقاله أنّه "لا بدّ من نشر فكرة أنّ إنجاب طفل خارج إطار الزواج سيعني عوزاً مؤكداً في المقابل، وبهذا ستفكّر الشابات مليّاً قبل الإنجاب.. ومع ذلك، ما من حكومة، وخصوصاً حكومة عمّالية، ستمتلك الشجاعة للقيام بهذه الاقتطاعات في شبكة الأمان كجزءٍ من عمليّة الخبث المطلوبة لتوفير أيّ رادعٍ من هذا النوع. فعلى أرض الواقع، لا تقرّر هؤلاء الشابات في تسع حالات من أصل عشر إنجاب أطفالٍ خارج إطار الزواج لا لأنّهنّ يردن أن تصبحن مؤهلاتٍ للحصول على المساعدة الحكومية، ولكن لأنّهنّ في حياتهنّ الرتيبة والمحبطة، ترغبن بمخلوقٍ صغير لمنحه الحبّ".
وتابع جونسون مقاله بالقول إن الرجال "العاجزين" وغير الموثوقين يتحلمون مسؤولية هذه المشكلة أكثر من "النساء المغرورات والعديمات المسؤولية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يُذكر أنّ المقال ليس الأوّل لرئيس الوزراء في مجلّة "سبيكتاتور" الذي يؤدي إلى اتهامه بالتحيّز ضدّ المرأة. ففي "زاوية المفكرة "التي كتبها خلال عام 2001 في المجلّة نفسها، تطرّق جونسون للعديد من المواضيع، بما في ذلك ما وصفه مرة بأكبر عددٍ من النساء الجذّابات اللواتي التقى بهنّ في حفل الشتاء الراقص لحزب المحافظين.
وكتب مؤكداً "تردّدت في ذكر أحد أساليب القياس، ففي المرة السابقة التي فعلت فيها ذلك قيل لي بأنّ زوجة رئيس تحرير مجلّة ايكونوميست ألغت اشتراكها في صحيفة دايلي تيليغراف اعتراضاً على تحيّزي الشديد ضدّ المرأة.. إنّ هذا الأسلوب يُعرف بمقياس Tottometer وهو بمثابة عدّادٍ يرصد الجميلات. نقلت في العام 1997 أنّه بالإمكان إيجادهنّ بكثرة في مؤتمر حزب العمّال. أمّا اليوم، وهذا ليس رأيي وحسب، فإن المحافظين بدأوا ينافسون العمال بقوة في هذا المجال".
وأضاف الصحافي الذي كان سيصبح رئيس الوزراء بعد سنوات، بأنّ فيون هيغ، زوجة ويليام هيغ جعلت مقياسه ومقاييس الآخرين لرصد الجميلات "تطلق صفارات إنذارٍ مجنونة".
وفي مقالٍ ثالث يعود إلى عام 2005، وصف جونسون الحياة في مكاتب "سبيكتاتور" في مقاله الأخير كرئيس للتحرير، مقدّماً الطرائف والنصائح. وبعد وصف دقيق ملؤه الحنين للاستلقاء على أريكة مريحة، كتب قائلاً "تستيقظ بهلعٍ لتجد عينين سوداوين لامعتين تحدّقان بك.. استرخِ! إنّها كمبرلي وحسب، تقدّم لك بعض الاقتراحات المفيدة لتعزيز الدورة الدموية. قم بالتربيت على مؤخرتها ودعها تمضي في حال سبيلها".
وادّعت البارونة شاكرابارتي أنّ المقال المؤرّخ عام 2005 بالرغم من نبرته الساخرة، يشتمل على دعوة صريحة للتحرّش الجنسي في مكان العمل. وقالت في بيانٍ لها أنّ "الشخص الذي تعود مواقفه تجاه المرأة إلى عصور الظلام، ليس مناسباً لشغل منصب رئيس وزراء."
تجدر الإشارة إلى أنّ صحيفة "اندبندنت" اتّصلت بجونسون لطلب التعليق على الموضوع.
وفي معرض مواجهته في وقتٍ سابق بشأن مقالاتٍ أخرى مثيرة للجدل، كتشبيهه النساء المسلمات اللواتي يرتدين النقاب بصناديق البريد، دافع رئيس الحكومة عن حقّه في حريّة التعبير. وفي حلقةٍ خاصة من برنامج " وقت السؤال" الذي تبثه القناة الأولى التابعة لـ "هيئة الإذاعة البريطانية" ( بي بي سي)، قال "كتبت ملايين الكلمات خلال مسيرتي كصحافيّ ولم أكن أقصد أبداً إلحاق الضرر أو الألم بأيّ شخص."
© The Independent