كان يوم 7 يونيو 1970، الذي أكسب غوردون بانكس سُمعة باعتباره أحد عظماء إنجلترا وُكرة القدم الذين خُلِّدُوا.
هذا الجدار الذي لم يُمكن اختراقه خلال حملة إنجلترا للفوز بكأس العالم عام 1966، والذي وافته المنية يوم الإثنين عن عمر يناهز 81 عاماً، مع إرث طويل الأمد كأفضل حارس مرمى في إنجلترا.
لكن بعد أربع سنوات من رفع كأس المونديال في ويمبلي، عندما سافر أبطال إنجلترا إلى المكسيك للدفاع عن لقبهم، ظهر بانكس في لحظة تألق نادرة لم تنس أبداً.
لقطة لتصدٍ رائع لرأسية بيليه، بعد مرور 49 سنة، ما زال عدد ممن عاصروه يرونه أعظم إنقاذ على الإطلاق.
كان في مرحلة المجموعات، حينما واجهت إنجلترا منتخب البرازيل، في مباراة وصفت بأنها المباراة النهائية "الحقيقية"، بين أبطال العالم والمنافسين الأقوى على اللقب، بين رجال ألف رامسي وسيليساو بيليه.
وفي منتصف الشوط الأول، وكانت النتيجة لا تزال عند التعادل 0-0، وجد كابتن البرازيل كارلوس ألبرتو، زميله جارزينيو في الجهة اليمنى، وقد تخطى تيري كوبر، ثم أرسل كرة عرضية إلى ساحر بلاده بيليه.
صعد بيليه إلى أعلى وصاح "هدف" حينما سدد الكرة برأسه، لكن بانكس تصدى للكرة في تحدٍ لقوانين الفيزياء.
فبعد أن غاصت الكرة إلى يمينه تماماً، ارتدت إلى خط المرمى وارتفعت، في الوقت الذي سقط فيه بانكس بفعل الجاذبية، لكنه بعد أن سقط، رفع يده اليُمنى في الهواء ونقر الكرة فوق العارضة.
لن يتذكرني أحد لفوزي بكأس العالم، وسأكون لهذا التصدي فقط
صاح بوبي مور وصفق، وفقد فريق المُعلقين الكلمات لثوانٍ، وحتى هذا اليوم لا يزال بيليه غير متأكد من الكيفية التي لم تدخل بها الكرة إلى الشباك.
وقال بيليه "اعتقدت أن هذا كان هدفاً".
وأجاب بانكس "أنت وأنا على حد سواء".
وقال مور ساخراً "أنت تتقدم في العمر بانكس، وقد اعتدت أن تُسيطر عليهم".
وكان بانكس قد تحدث بعد المباراة عن هذه اللحظة العبقرية قائلًا أنه "محظوظ".
وأضاف مازحاً "لن يتذكرني أحد لفوزي بكأس العالم، وسأكون لهذا التصدي فقط".
وخلال السنوات التالية، تمت مقارنة تصديات أخرى بإنقاذ بانكس، مثل محاولة بيتر شمايكل الشجاعة لمنع رينيه فاغنر، ولقطة تصدي ديفيد سيمان لمنع شيفيلد يونايتد من التسجيل في كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2003.
ولكن في كلتا الحالتين، تمت مقارنتهما بلحظة بانكس التي لا مثيل لها، والتي كانت دائماً مقياس، لأنها أعظم إنقاذ في تاريخ كرة القدم على الإطلاق.
© The Independent