في أقل من 48 ساعة أعلن (آل ساويرس) صفقتين من العيار الثقيل، الأولى أكدتها وكالات الأنباء العالمية، أمَّا الثانية فتدور في فلك التكهنات وسط ترحيب من الحكومة المصرية.
سميح يستحوذ على توماس كوك
الملياردير المصري سميح ساويرس أعلن عبر مجموعته رايفايزن للسياحة الاستحواذ على "امتياز شركة توماس كوك بألمانيا"، ما يترتب عليه انتقال مئات وكالات السفر إلى ساويرس ليصبح واحداً من أكبر روّاد أعمال السفر بألمانيا، وفقاً لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية.
سميح ساويرس، الذي يتوّسط الأخوين الأكبر نجيب والأصغر ناصف، يمتلك نحو 75% من مجموعة رايفايزن للسياحة، التي تصل مبيعاتها السنوية إلى نحو 3.5 مليار يورو، وتضم المجموعة العلامة التجارية أوتو ريسلاند، وتوماس كوك هولندا و700 وكالة سفر خاصة.
وذكرت صحيفة "التليغراف" البريطانية، في تقرير سابق، أن الملياردير المصري الذي يستثمر في سويسرا عبر "منتجع أندرمات" أثار ضجة كبيرة في سويسرا بخطط وصوله إلى "نفق قاعدة غوتهارد"، واضعاً القرية الواقعة في وادي أورسن في جبال الألب السويسرية على خريطة السياحة العالمية، مؤكدة أن "سليل عائلة ساويرس أعاد اختراع المنتجع السويسري من جديد".
وخلال الأشهر القليلة الماضية، أشهرت (توماس كوك) أقدم شركات السياحة بالعالم إفلاسها، ومنذ ذلك الحين وعمليات بيع واستحواذ كبيرة تجرى على قدم وساق، وفق ما ذكرت الصحيفة.
وتمتلك عائلة ساويرس مجموعة أوراسكوم للتنمية التي تمتلك 35 فندقاً في مصر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وسويسرا، وتخطط لضخ استثمارات جديدة في القطاع السياحي والفندقة في جمهورية الجبل الأسود والمغرب في 2020.
نجيب يتجه إلى "سنتامين مصر"
ويسعى نجيب، الأخ الأكبر لعائلة ساويرس، إلى ضخ مزيدٍ من استثماراته وثروته في الذهب، وقبل نحو عام ونصف العام كشف عن وضع نصف ثروته في الذهب، وأرجع في مقابلة له مع وكالة "بلومبيرغ" آنذاك هذا التوجه إلى "الأزمات التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة، إضافة إلى توقعاته التي تشير إلى ارتفاع سعر هذا المعدن مستقبلاً".
علاقة نجيب ساويرس بالمعدن الأصفر عادت لتتصدر المشهد من جديد، إذ أعلن منتصف الأسبوع الحالي اعتزامه التوسّع في الاستثمارات الموجهة إلى قطاع الذهب، من خلال تقدمه للاستحواذ على "سنتامين مصر".
و"سنتامين" شركة متخصصة في إنتاج الذهب، وأنشئت "سنتامين مصر" عام 1995 بعد توقيع الحكومة المصرية اتفاقاً مع الشركة الأسترالية، تتولى بمقتضاها التنقيب عن الذهب بمنجم السكري، وهو منجم ذهب ضخم يقع بمحافظة البحر الأحمر.
نية نجيب ساويرس أفصحت عنها شركة "إنديفور" الكندية للتعدين التي يمتلك ساويرس فيها حصة تصل إلى 30%، وعلى الرغم من إعلان شركة الأسترالية رفضها العرض، معللة ذلك بأنه "يوفر فائدة أكبر نسبياً لمساهمي (إنديفور)، ولا يعكس بشكلٍ مناسب المساهمة التي سوف تقدمها (سنتامين) إلى الكيان المدمج، وأن وضعها منفردة أفضل لتقديم عوائد المساهمين من الكيان المجمع"، فإنه من الواضح أن المفاوضات لن تتوقف عند هذا الحد.
توجه "ساويرس" إلى التوسع في قطاع الذهب لم يأتِ من فراغ، إذ حقق الرجل ثاني أكبر مكسب بالعالم من مناجم الذهب وفقاً لمؤشر "بلومبيرغ"، واحتل المركز الثاني في قائمة أغنى 4 مليارديرات بالعالم امتلاكاً لمناجم ذهب أو حصص كبيرة فيها، وحقق أرباحاً تقدر بـ300 مليون دولار.
وأعلنت شركة "لامانشا" المساهم الأكبر في "سنتامين" المملوكة لنجيب ساويرس، مؤخراً أنها تدعم مقترحاً من "إنديفور" للاستحواذ على سنتامين في صفقة أسهم بالكامل بقيمة 1.9 مليار دولار، بمبادلة 0.0846 لأسهمها مقابل سهم من سنتامين أو 1.26 جنيه إسترليني للسهم، وحسب العرض ستحصل على 52.9% من أسهم الشركة.
ترحيب رسمي
الصفقة التي لم تدخل حيز التنفيذ بعدُ، أثارت ردود فعل على المستوى الرسمي، إذ رحَّب طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري، على الخبر المتداول حول رغبة مجموعة "إنديفور للتعدين" في الاندماج مع شركة "سنتامين" في منجم "السكري" للذهب على استحياء وبطريقة غير مباشرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الملا، في بيان صحافي، "إن هذا الإعلان يخص الشركتين، لكننا نرحب بجذب استثمارات جديدة للشركات العالمية للبحث عن الذهب والثروات التعدينية، خصوصاً بعد صدور تعديلات قانون الثروة المعدنية وقرب الانتهاء من إجراءات إصدار اللائحة التنفيذية الذي سيسهم في اهتمام وجذب الشركات العالمية إلى هذا النشاط المهم".
وأوضح وزير البترول المصري، أن رغبة شركة "إنديفور" العالمية للتعدين التي تعمل في جنوب أفريقيا ومالي والكاميرون، في الاندماج مع شركة "سنتامين" بمنجم السكري للذهب بمرسى علم، "سيسهم في دعم المشروع، ويعطي رسائل إيجابية، وضخ استثمارات في أنشطة البحث عن الذهب، وسيشجع شركات أخرى على التوافد إلى مصر".
ترحيب الحكومة المصرية في هذا التوقيت، وفي ظل قرب استصدار اللائحة التنفيذية لمشروع تعديل قانون الثروة المعدنية يدعم خطوات الملياردير المصري نجيب ساويرس لاستكمال طريقه.
وقال مصدر بوزارة البترول المصرية، رفض ذكر اسمه، "يوجد اتجاه لإجراء عددٍ من التعديلات على قانون الثروة المعدنية الجديد"، مؤكداً لـ"اندبندنت عربية" أنها "ستسمح بتسهيل الإجراءات على المستثمرين، إلى جانب إعادة النظر في أسعار الإيجار والقدرة على تبديل المناجم، وتعزيز الاستثمارات الموجهة إلى قطاع التعدين، وعلى رأسها الذهب".