تجمّع آلاف من المتظاهرين الذين يرتدون ملابس سوداء في هونغ كونغ الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، وشاركوا على الرغم من الأمطار الغزيرة في تجمعات حاشدة في شوارع المدينة التي تعصف بها الاحتجاجات منذ ستة أشهر.
وفي متنزه فيكتوريا بارك، تجمّع نشطاء مناهضون للحكومة من الشباب والمسنين وانطلقوا في مسيرة في منطقة التسوّق المزدحمة في خليج كوزواي، قبل أن يتوجّهوا إلى طريق تشاتر بالقرب من قلب الحي المالي.
الضوء الأخضر
ومنحت السلطات الضوء الأخضر للجبهة المدنية لحقوق الإنسان لتنظيم المسيرة، وهي الجهة التي نظّمت مسيرات مليونية سلمية إلى حد كبير في يونيو (حزيران) الماضي، وهي المرة الأولى التي تحصل فيها الجبهة على تصريح للاحتجاج منذ 18 أغسطس (آب).
وقالت امرأة تبلغ من العمر 40 سنة وكانت ترتدي ملابس سوداء وتجلس على العشب في فيكتوريا بارك، "سأقاتل من أجل الديمقراطية حتى أموت لأنني مواطنة من هونغ كونغ".
وفي وقت سابق الأحد، قالت الشرطة إنها ألقت القبض على 11 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 20 و63 سنة وصادرت أسلحةً بينها سكاكين وألعاب نارية و105 طلقات ومسدس نصف آلي، وهي المرة الأولى التي تُضبط فيها أسلحة خلال الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر.
دعوات تهدئة
وجلس العديد من المحتجين على العشب في فيكتوريا بارك في انتظار إعلان المنظمين عن بدء المسيرة المقررة في الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي (7:00 بتوقيت غرينتش).
وتأتي احتجاجات الأحد بعد أسبوعين من اكتساح المرشحين المدافعين عن الديمقراطية انتخابات المجالس المحلية، مسقطين ادعاء الحكومة بأنّ "أغلبية صامتة" تعارض حركة الاحتجاج. وأعرب العديد من المشاركين عن غضبهم إزاء استبعاد حاكمة المدينة كاري لام وبكين تقديم تنازلات إضافية على الرغم من هزيمة القوى المؤيدة للصين.
وفي بيان صدر السبت، حثّت الحكومة على الهدوء وقالت إنها "تعلمت الدرس وستصغي بتواضع للنقد وتتقبله". كما قال مفوض شرطة هونغ كونغ كريس تانغ، للصحافيين في بكين السبت، إن شرطة المدينة ستتبع "الشدة" وكذلك "اللين" في التعامل مع الاحتجاجات. وأضاف تانغ أن الشرطة ستتبع نهجاً "إنسانياً" مع الأحداث البسيطة لكنه حذّر من إجراءات صارمة لمواجهة التصرّفات الأكثر عنفاً، آملاً في أن تكون مسيرة الأحد سلمية.