ألغى زعماء الاتحاد الأوروبي خططا تهدف إلى وضع صيغة نهائية لعقد اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة قبل نهاية عام 2020، في خطوة ستوّجه ضربة قاصمة لمزاعم بوريس جونسون بأنه قادر على "تنفيذ بريكست".
وكانت مسودة أقدم لإرشادات تتعلق بالكيفية التي سيتفاوض الاتحاد الأوروبي بها مع بريطانيا، واطلعت عليها " اندبندنت"، قد قالت " يجب أن تنظَّم المفاوضات بطريقة تجعل استخدام الوقت المحدود بأفضل طريقة ممكنة للتفاوض والمصادقة قبل انتهاء الفترة الانتقالية".
لكن النسخة الجديدة المسربة للخلاصات التي توصل إليها المجلس الأوروبي وسينشرها زعماؤه خلال قمة بروكسل المقرر عقدها الأسبوع المقبل، تخلو من النص المتعلق بإبرام اتفاق تجاري سريع مع المملكة المتحدة بالكامل.
وتعلم "اندبندنت" أن الوعد بتحقيق اتفاق كهذا قد حُذف بناءً على طلب من دول أعضاء بينها فرنسا، تشعر بالقلق من أن يستغلها بوريس جونسون للتأكيد على أن من الممكن إبرام اتفاق سريع مع الاتحاد الأوروبي، بينما سيستغرق تحقيق ذلك، على الأغلب، أعواما.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد زعم مرة أخرى هذا الأسبوع أن "تنفيذ بريكست" سيتحقق قبل انتهاء شهر يناير(شباط) المقبل، على الرغم من احتمال استمرار المباحثات لسنوات عدة بعد ذلك التاريخ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المقرر أن يعلن الاتحاد الأوروبي خططه للمرحلة المقبلة من المباحثات حين يجتمع زعماء الدول الأعضاء في العاصمة البلجيكية، في اليوم التالي للانتخابات البريطانية العامة. ومن المتوقع أن يوافقوا على الخلاصات المسربة التي يعمل على إعدادها بشكلها النهائي حاليا دبلوماسيون أوروبيون لنتكون جاهزة قبل قمة بروكسل.
وإضافة إلى حذف الوعد بوضع اللمسات الأخيرة سريعا على الاتفاقية قبل نهاية الفترة الانتقالية، فإن النص الجديد يؤكد أيضا أن الاتحاد الأوروبي يتوقع تنظيم "فرص متكافئة" مع المملكة المتحدة كشرط للتوصل إلى اتفاق- وهذه نقطة من المرجح أن تكون خلافية خلال المفاوضات.
وكانت الفقرة الثالثة في المشروع الأقدم الذي اطلّعت عليه " اندبندنت" تقول إنه "من أجل هذا الهدف يدعو المجلس الأوروبي المفوضية الأوروبية لتقديم مسودة تفويض شامل بشأن العلاقة المستقبلية مع المملكة المتحدة بعد انسحابها مباشرة. ويدعو مجلس الشؤون العامة لتبني القرارات ذات الصلة والصلاحيات التفاوضية بسرعة. ويجب أن تُنظّم المفاوضات بطريقة تجعل استخدام الوقت المحدود بأفضل طريقة ممكنة للتفاوض والمصادقة قبل انتهاء الفترة الانتقالية".
لكن النص في النسخة الجديدة يكتفي بالقول إنه "من أجل هذا الهدف يدعو المجلس الأوروبي المفوضية الأوروبية لتقديم مسودة تفويض شامل بشأن العلاقة المستقبلية مع المملكة المتحدة بعد انسحابها مباشرة. ويدعو مجلس الشؤون العامة لتبني القرارات ذات الصلة والصلاحيات التفاوضية بسرعة."
من جانبهم، أشار بعض النواب البريطانيين في برلمان الاتحاد الأوروبي إلى أن المباحثات "ستطول وتطول".
وقالت عضو البرلمان الأوروبي لويزا بوريست عن الحزب الديموقراطيين الأحرار لصحيفة "اندبندنت" إن "حظوظ بريكست من دون اتفاق في نهاية عام 2020 تتزايد".
وأضافت أن "الاتحاد الأوروبي أسقط أي التزام بالموافقة على اتفاق مع المملكة المتحدة خلال 11 شهرا، وذلك لأن الزعماء الأوربيين، على عكس بوريس جونسون، صادقون حول الوقت الذي ستسغرقه مفاوضات التجارة الحرة".
من جانبها، أكدت الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء لن يحضر اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي الذي سيستغرق يومين في بروكسل، يوم 12 و13 ديسمبر، لانشغاله بالتركيز على الانتخابات العامة البريطانية.
وكان جونسون قال في مؤتمر صحافي جرى يوم الأربعاء الماضي " لدينا اتفاق سيمكننا كحكومة محافظين لتنفيذ بريكست قبل نهاية شهر يناير المقبل وهذا سيسمح لنا بالالتفات إلى الأمور التي نهتم بها فعلا... هناك مستقبل رائع أمامنا إذا تمكنا من تنفيذ بريكست والتقدم إلى الأمام!".
© The Independent