خلال الأسابيع الستة الماضية، تعرضت أربعة مواقع أميركية أو تضم مصالح أميركية في العراق، إلى 10 هجمات صاروخية، آخرها استهدف قاعدة عسكرية قرب مطار بغداد.
شملت المواقع المستهدفة مقرات مشتركة بين القوات العراقية والأميركية في أقصى غرب البلاد قرب الحدود السورية وفي شمال العاصمة العراقية، وفي مطار بغداد، فضلاً عن المنطقة الخضراء حيث يقع مقر السفارة الأميركية، إذ قصفت جميع هذه المواقع خلال شهر ونصف مضت بقرابة 18 صاروخاً، وفقاً لمصادر استخبارية خاصة.
لم تبلغ أي مصادر على صلة بهذه المواقع عن إصابات في صفوف القوات الأميركية، لكن أحد الهجمات الذي نفذ الاثنين الماضي ضد قاعدة مشتركة قرب مطار بغداد، تسبب في جرح 6 جنود عراقيين، بينهم اثنان إصابتهما مميتة.
اللافت في هذا الهجوم، أنه أصاب مركز تحكم عراقياً، تشغله قوات مكافحة الإرهاب، التي تصنف على أنها نخبة القوات المسلحة العراقية، فيما يتهمها قادة في قوات الحشد الشعبي بالعمالة للولايات المتحدة.
ربطت مصادر سياسية عراقية بين تصاعد حدة الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية في العراق، والتزايد المضطرد في عدد الضربات التي توجهها مجموعات عراقية مسلحة على صلة بإيران ضد أهداف أميركية داخل العراق.
اشتد إيقاع الهجمات الصاروخية الموجهة ضد المصالح الأميركية في العراق بعد اتهامات وجهتها إيران على لسان مرشدها الأعلى علي خامنئي وكبار المسؤولين فيها إلى الولايات المتحدة برعاية الاحتجاجات العراقية ودفعها نحو قلب نظام الحكم الموالي لطهران.
خبراء الحرس الثوري
قالت مصادر عسكرية في بغداد لمراسل "اندبندنت عربية"، إن "خبراء إيرانيين في مجال الصواريخ ساعدوا ميليشيات حزب الله العراقي على تنفيذ هجومين على الأقل ضد مواقع يعتقد بوجود قوات أميركية فيها قرب مطار بغداد".
على الرغم من أن قوات متعددة الجنسيات تتمركز على فترات في المطار أو محيطه، إلا أنه لم يسبق له أن تعرض إلى هذا العدد من الهجمات المتقاربة في التوقيت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في سبع حالات من الهجمات العشر التي شملت مواقع عسكرية ومدنية على صلة بالولايات المتحدة في العراق، تم العثور على منصات لإطلاق صواريخ كاتيوشا في مكان قريب، لكن جميع التحقيقات التي قادتها السلطات العراقية لم تكشف عن أي خيوط تصل إلى الجماعات المسؤولة عن هذه الهجمات.
مع ذلك، يقول ضباط عراقيون إن القيادة السياسية العراقية لديها تصور واضح عن الجهات التي تنفذ هذه الهجمات، ومستوى التورط الإيراني في تشجيعها، لكنها لا تستطيع أن تتحرك.
عبد المهدي ليس معنياً
لم يعلق رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي على أي من الهجمات المذكورة، على الرغم من أنها تستهدف مصالح دولة ترتبط معها بغداد بعلاقات رسمية وثيقة على أراضي بلاده التي يفترض أن يكون هو ممثل أعلى سلطة عسكرية فيها.
يربط مراقبون صمت الحكومة العراقية على هذه الهجمات التي تمثل انتهاكاً لكل أشكال السيادة والاستقلال، بعجزها عن الاعتراض على أي مقترح إيراني يقع في سياق المواجهة بين طهران وواشنطن، في ظل الهيمنة الإيرانية الكاسحة على الوضع العراقي.
الرد الأميركي مشروط
يقول مراقبون إن قوات الولايات المتحدة لن ترد على مصدر أي من هذه الهجمات داخل الأراضي العراقية، ما دامت لا تتسبب في قتل جنود أو موظفين أميركيين.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن المتحدثة باسم القيادة، بيث ريوردان، القول إن "القيادة الوسطى تؤكد بوضوح أنها لن تسمح بأي هجمات تستهدف القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق أو حتى المنشآت العسكرية التابعة لها"، مشددة على أن "القوات الأميركية ملتزمة بالدفاع عن نفسها".
أضافت ريوردان أن "القوات الأميركية تعمل في العراق بضيافة الحكومة العراقية لمساعدة القوات المسلحة المحلية في مواجهة تنظيم داعش"، مشيرة إلى أن "القوات الأميركية تدعم أمن العراق وسيادته وشعبه، وتتمنى علاجاً سريعاً للشركاء العراقيين الذين أصيبوا في تلك الهجمات".