كشفت دراسة جديدة عن وجود علاقة بين صبغات الشعر الدائمة والمواد الكيماوية المستعملة في تمليسه وبين خطر الإصابة بسرطان الثدي.
تأتي هذه النتائج التي نُشرت في "المجلة الدولية للسرطان" بعد سنوات من المخاوف حول التأثيرات المحتملة لمنتجات العناية بالشعر على الصحة. ففي الماضي، لم تكن الدراسات التي تناولت الروابط المحتملة بين العناصر الكيميائية لمركبات العناية بالشعر والسرطان حاسمة.
على أية حال، يبدو أن خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي استخدمن صبغات أو مُمّلسات شعر دائمة، أو وضعن المملسات على شعور نساء أخريات، كان أعلى من اللائي لم يتعرضن لتلك المنتجات، وفقاً لعلماء في "المعاهد الوطنية للصحة" و"المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية".
ووجد باحثون أيضاً أن الخطر كان أكبر بالنسبة للنساء من صاحبات البشرة السوداء اللواتي استخدمن تلك المنتجات.
ومن أجل دراسة المخاطر الصحية المرتبطة بمنتجات الشعر، حلّل الباحثون بيانات مأخوذة من أكثر من 46 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 35 و74 عاماً والمسجلات في موقع "سيستر ستادي" الذي استقطب نساء شُخصّت شقيقاتهن بسرطان الثدي.
وبعد تحليل الإجابات على الأسئلة المتعلقة بصحة المرأة وأسلوب حياتها والتركيبة السكانية، وجد الباحثون أن نسبة احتمال الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي كن يستخدمن صبغات الشعر الدائمة بشكل منتظم خلال السنة التي سبقت التسجيل في الدراسة كانت أعلى منها لدى اللواتي لم يستعملنها.
وارتبطت زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 45 في المئة بين النساء من صاحبات البشرة السوداء اللواتي استخدمهن صبغات شعر دائمة.
وعندما كانت صبغات الشعر الدائمة تُستخدم بمعدل مرة "كل خمسة إلى ثمانية أسابيع أو أكثر"، كان خطر الإصابة مرتفعاً بنسبة 60 في المئة بين النساء اللواتي يتمتعن ببشرة سوداء، وفقاً للباحثين.
وقالت المؤلفة الرئيسية الدكتورة ألكساندرا وايت، رئيسة مجموعة "البيئة وعلم الأوبئة السرطانية" التابعة لـ "المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية" إن " الباحثين كانوا يدرسون منذ زمن طويل العلاقة المحتملة بين صبغة الشعر والسرطان، لكن النتائج كانت متضاربة.. نرى في دراستنا أن هناك علاقة بين ارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وبين استخدام صبغات الشعر، ويتجلى ذلك بشكل أكبر لدى النساء الأميركيات من أصول إفريقية، وخاصة اللاتي يستخدمن المنتجات بشكل متكرر".
يشار إلى أن الخطر لم يكن مرتبطاً بصبغات الشعر شبه الدائمة أو المؤقتة.
وبالنسبة للنساء اللواتي استخدمن مملسات الشعر الكيميائية، فقد زاد خطر الإصابة بسرطان الثدي لديهن بنسبة 18%، لكن الباحثين أقروا بالحاجة إلى تكرار النتائج في دراسات أخرى.
أما فيما يتعلق بما إذا كان يجب على النساء التوقف عن صبغ أو تمليس شعورهن، فقالت المؤلفة المشاركة، الدكتورة ديل ساندلر، رئيسة فرع علم الأوبئة التابع لـ "المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية" نحن " نتعرض للكثير من الأشياء التي يمكن أن تسهم في الإصابة بسرطان الثدي، ومن غير المرجح أن يفسر عامل واحد كل الخطر الذي تواجهه المرأة.. في حين أنه ما زال من السابق لأوانه تقديم توصيات حاسمة، قد يكون تجنب هذه المواد الكيميائية أحد الأمور الأخرى التي تستطيع المرأة فعلها لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي".
ومع ذلك، فإن الخبراء ليسوا بالضرورة مقتنعين بحاجة النساء إلى تجنب صبغات الشعر الدائمة أو مواد تمليس الشعر الكيميائية.
وبعد نشر الدراسة، قال بول فيرو، أستاذ علم الأوبئة السرطانية بجامعة كامبريدج "في حين أن هذه النتائج مثيرة للاهتمام، فإنها لا تقدم أدلة جيدة على أن صبغات أو مملسات الشعر الكيميائية ترتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بسرطان الثدي أو أن أي علاقة هذه المنتجات بزيادة الخطر هي عرضية فحسب... لا ينبغي أن تكترث النساء اللواتي استخدمن مثل هذه المنتجات في الماضي بمخاطرها".
أخيراً، وعلى الرغم من أن أسباب سرطان الثدي غير معروفة تماماً، إلا أن خدمة الصحة الوطنية تشير إلى أن بعض العوامل مثل التاريخ المرضي في العائلة، والعمر وكثافة الثدي وأسلوب الحياة مثل الوزن واستهلاك الكحول قد تسهم جميعها في خطر الإصابة بالمرض.
© The Independent