إنهم يكتبون في صمت، ويتكتكون دون صوت، ويعبرون عما يجول في صدورهم من دون خوف، ويقررون ما سيعرفه العالم عنهم دون وجل، ويبتدعون ويبدعون دعائم لغة الكتابة والتعبير والتكتكة، أو بالأحرى لغات الكتابة من دون أن يلتفتوا وراءهم ليسألوا إن كانت لائقة أو ضاربة عرض الحائط بقواعد اللغة وأسس الضاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"دروري دروري تكلميني بليز. أمر بديق شديد. أنا في حضيقة الجامعة". على الرغم أن لغة الضاد، التي عُرفت بهذا الحرف لتفردها به دون اللغات الأخرى، ازدهرت كثيراً بانتشارٍ عددي لمستخدميها الذين غزوا أثير مواقع التواصل الاجتماعي عربياً، فإنها تشهد هذه الآونة ما لم تشهده طيلة تاريخها منذ نشأتها قبل مئات السنين، وتمر بمراحل تطور وتغير عدة، ما بين إضافات واندثارات، وتأثرات وتأثيرات، ومراحل ضعف وعصور قوة، وأخيراً مرحلة اللغة العربية في نسختها الفريدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
سيدة الـ"درورة"
هدى، 20 عاماً، سيدة الـ"درورة" التي دعت صديقتها إلى مقابلتها في "حضيقة" الجامعة، نظراً لمرورها بـ"ديق" شديد، لا ترى فيما تكتبه غرابة أو رهابة أو حتى طرافة، وهي تكتب ما تعرف، ولا تفكر مرتين قبل أن تدق، ولم يحدث أن طرأ على بالها يوماً أن ما تكتبه كارثيا، أو تراجيديا، أو حتى كوميديا.
وتتحول الكوميديا إلى عبث يضاهي صمويل بيكيت في انتظاره لـ"غودو" الذي لم يصل أبداً، ويتفوق على يوجين يونسكو في طرحه لتفاهة الوجود الإنساني (من رواد مسرح العبث)، حيث متابعات يومية لتدوينات "فيسبوك" وتغريدات "تويتر" وكلمات "إنستغرام" المعدودة، فالمؤكد أنها في الأصل لغة عربية، لكن بزوغ عهد منصات التواصل الاجتماعي، والغزو الشبابي وغير الشبابي الجارف لها، واتفاق الـ"جنتلمان" والـ"جنتلوومان" غير المكتوب والمتفق عليه، الذي ينص على أنه لا حياء في الكتابة كما تنطق، ولا غبار على من ضرب عرض الحائط بقواعد اللغة وبديهيات الإملاء، وما يحدث على أثير العنكبوتي يظل حبيس خيوطه.
الانتشار دون احتراز
لكن خيوط الشبكة العنكبوتية تفضح نفسها بنفسها، وطبيعة مواقع التواصل الاجتماعي تفرض الانتشار من دون إجراء احترازي أو إذن مسبق، فيكتب أحدهم تدوينة أو تغريدة أو كلمات مصاحبة لصورة، فينقلها آخر، ويتبادلها مئات، ثم يتشاركها آلاف وملايين، وحتى سنوات قليلة مضت، كانت النسبة الأكبر من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي يعتمدون على تشارك الفيديوهات الغريبة، أو الأحداث العجيبة التي يلتقطها أحدهم بهاتفه المحمول، أو مقال مهم في جريدة أو مجلة، أو فضيحة مدوية، ومن أشهر الفضائح المتداولة عنكبوتياً في عصر ما قبل مشاركة المستخدمين في إنتاج المحتوى صورة ورقة أسئلة امتحان فيها أخطاء لغوية فادحة، أو ورقة إجابة فيها يفضح محتواها مستوى الطالب غير النجيب، أو فيديو مسؤول كبير يتحدث بلغة ركيكة أو يتلجلج بطريقة عجيبة.
لكن الأيام دول، ومع مطلع الألفية الثالثة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعية تغيراً جذرياً للمستخدم العربي الذي تحول من الاكتفاء بالتشارك والتعليق إلى الإنتاج دون هوادة، وحتى الإنتاج شهد تطورات كبرى في زمن قصير، حيث لم يعد الإنتاج مقتصراً على الكتابة بالإنجليزية، لكن أصبح متاحاً بلغات بعضها معروف والآخر مجهول.
الجهل بـ"العربيزي"
الجهل بالـ"عربيزي" ظل شوكة في حلق الراغبين في التدوين والتغريد، ولأن الحاجة أم الاختراع، فإن الـ"عربيزي" نجم عن احتياج الملايين، وفي عام 2012، هبت "غوغل" كعادتها لنجدة المحتاج العنكبوتي، حيث أدخلت لغة هي خليط من العربية والإنجليزية، وكانت أحد الحلول الجيدة للتغلب على عدم إتاحة لوحات المفاتيح الداعمة للغة العربية بشكل كبير، والحقيقة أن مدير "غوغل" للغة العربية والتعريب حينئذ الدكتور فائق عويس قال إن العربيزي يطرح حلاً، لكنه لا يفضل الكتابة بهذه الطريقة، بل ينصح دائماً بالاعتماد على اللغة العربية الصحيحة، ويتيح الـ"عربيزي" للمستخدم إمكانية إدخال النص بأي لغة من اللغات الموجودة على لوحة المفاتيح اللاتينية بالطريقة التي ينطقها بها، ويحولها "غوغل" إلى النص الأصلي.
الـ"عربيزي" نجمت عنه ثورتان متناقضتان متقابلتان متوقعتان، الأولى مستبشرة متهللة مستخدمة له، باعتباره إما نجدة لها لغياب الإمكانات التقنية العربية، أو لغياب الإمكانات اللغوية البشرية، والثانية منددة متوعدة متباكية على لبن اللغة العربية المسكوب.
ولبن اللغة العربية المسكوب، هو حائط المبكى الذي يجمع القادمين من شتى أرجاء الأيديولوجيات السهلة المريحة، حتى ولو كانت غارقة في دراما تراجيدية من النوع الفاخر، والغالبية المطلقة من اللغويين العرب استقبلوا الـ"عربيزي" بأسٍ مشوب بالغضب، وعشرات الأصوات ملأت الفضاءات الإعلامية والأكاديمية والدينية بتحذيرات عن قرب اختفاء العربية واندثار الدين وضياع الهوية وتبخر الدول العربية برمتها أمام هذه الهجمة "الإمبريالية" أو "الصهيونية" أو "الصهيوليبرالية" أو "الغربية" أو كل ما سبق.
كل ما سبق لا يطرأ على بال الغالبية العظمى من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي من الشباب والشابات العرب، إلا فيما ندر، فهم يستخدمون، ويدقون، ويتكتكتون، ويتواصلون، ويتصلون، بل ويخضع بعضهم إلى السخرية أحياناً أو الانتقاد الحاد أحياناً أخرى، بسبب نوعية اللغة العربية التي يستخدمونها من دون أن ينال هذا من عزيمتهم العنكبوتية العربية منزوعة القواعد أو حماستهم التواصلية البعيدة عن الصرف والنحو كل الابتعاد.
انحراف أم تعبير؟
الباحثان السعودي حمادة الغامدي والأسترالية إليني بتراكي، في ورقة بحثية لهما عنوانها "عرابيزي في السعودية: شكل منحرف للغة أم وسيلة تعبير" (2018)، يشيران إلى أن مستخدمي العربيزي يلجأون إليه، لأنه ببساطة شديدة لغة أقرانهم، ومواكب للموضة والصرعة، ولأنهم يواجهون صعوبات في التعامل مع اللغة العربية كتابة وتعبيراً وفهماً، ولأن العربيزي فيه كود سري يمنعهم من تلصصات وانتقادات وأحكام الأجيال الأكبر.
الأجيال الأكبر سناً تذرف الدموع وتبكي على لبن اللغة المسكوب، وبعضهم يفعل ذلك على المنصات ذاتها، وهو ما يعرضهم للقيل والقال من قبل جيل الأبناء والأحفاد، فكثيراً ما يرتكب هؤلاء أخطاءً فادحة بمعاييرهم التي يعتنقونها في الحكم على الصغار، ولأن من يحفر حفرة لأخيه كثيراً ما يقع فيها، فإن الصغار يقفون على السقطة واللقطة للكبار، وقد شهد عام 2015 مواقع لغوية عنترية، إذ دخل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من الشباب في مصر في مواجهة حامية الوطيس مع وزير التربية والتعليم المصري حينئذ الهلالي الشربيني، بسبب "خواطره" الفيسبوكية التي كانت عامرة بالأخطاء اللغوية.
خواطر الوزير
وكان الخطأ الأفدح والأشهر هو تدوينة تحت عنوان "خواطر هلالي"، كتب فيها ساخراً من مذيع انتقد أداء الوزارة "أقترح على وزارة التربية والتعليم أن تعقد دورات مجانية في محو الأمية وتحسين الأداء اللغوي لبعض (المزيعين) أمثال الأخ الذي يقول (حشر المناهج والتلقين)"، وتم تشارك التدوينة ملايين المرات، لا سيما بين طلاب المدارس، وهو ما دفع الوزير السابق إلى إغلاق الصفحة.
المؤامرة علينا حق
رد فعل قطاع معتبر من الكبار يتمثل في محتوى دراسة، أجراها أستاذ الإعلام محمد رضا أحمد سليمان، تحت عنوان "استخدام الجمهور للحروف اللاتينية في كتابة منطوق الكلمات العربية بمواقع التواصل الاجتماعي وأثره على مهارات اللغة العربية المكتوبة لديهم"، فهو يرى أن اللغة العربية تتعرض لحملات منظمة لتشويه قدرتها على استيعاب مستحدثات العصر، لا سيما في الدول العربية التي عانت الاضطرابات في السنوات الأخيرة. ويشير إلى أن "هذه الحملات تسعى إلى إضعاف ثقة مستخدمي الإنترنت في لغتهم العربية، وترسيخ صورة سلبية للعلاقة بين اللغة والتكنولوجيا، فاللغة العربية تواجه واقعاً مريراً، بين مستهين بشأنها أو غير آبه بالصحة والدقة في استخدامها"، ويرى سليمان أن مؤسسات غربية تبذل جهوداً لتغيير شكل الحروف العربية تحت مسمى تقريب الثقافات بين العرب والغرب، لكن الهدف الرئيس هو القضاء على اللغة العربية، لغة القرآن.
"لغة القرآن" و"معاً للحفاظ على اللغة العربية" و"نحو وصرف"، وغيرها مئات الصفحات دشنها أصحابها للحفاظ على اللغة وتقديم الدعم اللغوي لمن يرغب في تصحيح أخطاء الكتابة، وهي صفحات يقوم على أغلبها شباب وليس كبار السن، وهو ما يعني أن الخط الفاصل بين جيل الكبار الذي يتقن ويحرص على اللغة العربية وجيل الصغار الذي يجهل القواعد ولا يهتم باللغة العربية، هو خط وهمي مفترض.
تقويض الأمة
ويبقى افتراض يتعامل معه البعض على اعتباره واقعاً غير قابل للتشكيك، ألا وهو أن استخدام العامية أو أكواد الكتابة المبتكرة لتسهيل الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي أو ابتكار تطبيقات كتابة مثل الـ"عربيزي" التي تجمع بين العربية واللاتينية هي مؤامرات غربية تقوض الأمة العربية وتنال من الدين الإسلامي والمسلمين، وهذا الافتراض يمثل خطاً فاصلاً بين أغلب الدراسات والجهود البحثية التي تُجرى لمعرفة أبعاد اللغة العربية ومستخدميها على مواقع التواصل الاجتماعي بناء على الهوية، فباحثو الغرب والباحثون العرب المنتمون إلى جامعات ومؤسسات بحثية غربية غالباً يميلون إلى انتهاج العقيدة البحثية العلمية البعيدة عن نظريات المؤامرة والمخططات التي تعمل للنيل من المنطقة، أما أقرانهم في المنطقة فيتمسكون بالعكس، حيث يقوم البحث في الأصل على فرضية أن المؤامرة أمر مفروغ منه.
وفي بحثه ذهب محمد رضا أحمد سليمان إلى عدد من التوصيات، أبرزها تنبيه القائمين على اللغة العربية إلى المؤامرة التي تحاك للنيل من اللغة والعرب، التي لا تنفصل عن المخططات الإرهابية والتخطيط للقضاء على اللغة، وإجراء المزيد من الدراسات لمعرفة دوافع من يخلطون بين العربية واللغات الأخرى في الكتابة على مواقع التواصل، وضرورة تأسيس هيئة عليا تشرف على اللغة التكنولوجية واستيعاب المستحدثات مع إيجاد آلية للتعريب.
واديان منفصلان
جهود التعريب وإنشاء هيئات عربية تشرف على اللغة التكنولوجية في واد، وعالم التواصل الاجتماعي باللغة العربية بمستوياتها وغيرها من اللغات الهجينة في واد آخر تماماً، وما يزعج هؤلاء لا يطرأ على بال أولئك، والأدهى من ذلك أن ما يدونه أولئك وما يحققه لهم هذا النوع من التواصل والاتصال لا يعلم عنه هؤلاء شيئاً.
المهيمنون القدامى
"حديث الشبكة" أو Net Speak هو الاسم الذي تعرف به طريقة الكتابة على مواقع التواصل على الشبكة العنكبوتية، وفي هذا الإطار يقول الخبير اللغوي البريطاني دافيد كريستال في كتابه "اللغة والإنترنت" (2006) إن "(حديث الشبكة) له سمات مفردة تساعد المستخدمين على تحقيق السرقة والسهولة في الكتابة، وينتج عن هذا تيسير عملية التواصل العنكبوتي، بالإضافة إلى خلق معالم جديدة مثل ابتكار مفردات تقنية، واختصارات لمفردات وعبارات تصبح معروفة بين المستخدمين".
ويرى كريستال في هذه السمات المتصلة بعالم الشبكة العنكبوتية ومواقع تواصلها ومستخدميها "فرصاً كثيرة وعظيمة، تمكّن المستخدمين من وسائل جديدة وميسرة لاستخدام اللغة بشكل لم يكن متاحاً في العالم الواقعي، وهم ببساطة يضعون دعائم خاصة بهم في اللغة لا تخضع لهيمنة وسيطرة المهيمنين القدامى".
وقد يسّر ذلك دخول ملايين المستخدمين إلى هذه المنصات، بعدما تم تمهيد الأرض بلغة ميسرة وكسر حواجز الخوف اللغوي الموجودة على أرض الواقع، ويمكن القول إن قواعد الفصحى التي تختلف كثيراً عن العامية بلهجاتها المختلفة في الدول العربية، تشكل عائقاً كبيراً لدى الملايين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بين الشباب.
علي خالد، 24 عاماً، مدير مشروعات تنموية في شركة خاصة، يقول "إنه لم يفكر يوماً أن يتواصل مع أصدقائه وزملاء العمل بالفصحى، فمن جهة هو لا يتقن قواعدها الصعبة كما يقول، ومن جهة أخرى لو حاول وكتب بالفصحى لسخر منه الجميع".
يتابع، "الفكرة في التواصل عبر المنصات الإلكترونية هو توصيل فكرة سريعاً وبالطريقة نفسها التي نتكلم بها في الحياة العادية، والكتابة بالفصحى في هذا السياق تظاهر بما هو ليس موجوداً، وتعقيد وإطالة للوقت وتعميق للمجهود، وجميعها يتنافى والغرض من مواقع التواصل الاجتماعي".
وإذا كان علي خالد، خريج المدارس الأجنبية والجامعة الخاصة، لا يعتبر اللغة العربية الفصحى لغة مناسبة للتواصل السريع على الشبكة العنكبوتية، ويرى أن الكتابة بها تعقيد لا معنى له وادعاء لا داعي إليه، فإن غيره الملايين من الشباب، سواء ممن حظوا بتعليم جيد أو منزوع الجودة، ينتهجون النهج نفسه، لا إمعاناً في إلحاق الضرر باللغة، ولكن اتباعاً للأسهل والأسرع والأوقع بحسب متطلبات حياتهم.
انتشار عربي
ويقول الغامدي وبتراكي في بحثهما إن "فيسبوك" أصبح منصة تواصل على مستوى دول العالم في عام 2006، وذلك حين تم تدشينه بالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية ولغات أخرى لم تكن العربية بينها. وفي عام 2009، أدخل "فيسبوك" العربية لتصبح لغة معتمدة على صفحاته، وكذلك الحال بالنسبة إلى "تويتر" الذي دُشن في عام 2006، وظل مغلقاً أبوابه أمام العربية حتى مارس (آذار) 2012، والمثير هو أنه منذ هذا التاريخ، والعربية هي اللغة الأسرع انتشاراً على "تويتر".
الكبار والصغار وسنة الحياة
نظرة سريعة إلى "تويتر" و"فيسبوك" في اليوم العالمي للغة العربية في عام 2019 تشير إلى أن المسألة لم تعد صراعاً أبدياً واضح المعالم بين متخصصي لغة الضاد المتمسكين بتلابيب شكلها القديم ومفرداتها العتيقة، وشعب التواصل الاجتماعي الغارق في ابتداع أشكال جديدة والمطلق العنان لابتكار ألفاظ ومسميات حديثة، كما لم تعد نزالاً كلاسيكياً بين جيل سابق يرى أن الخير والبركة والأصالة والاحترام توقف يوم ولد الجيل الجديد، وجيل جديد يعتبر كل ما هو صادر عن جيل سبقه جدير بالعرض في "الأنتكخانة"، ولم تعد صداماً تاريخياً بين جيل الآباء والأمهات الذي يعتبر كل ما يقبل عليه الأبناء والبنات ضاراً بالصحة وخادشاً للحياء وهادماً للعادات والتقاليد، وجيل الأبناء والبنات الذي يبذل كل ما أوتي من عزم وقوة ليخلع عنه رداء الأهل شكلاً وموضوعاً.
وبينما العالم يحتفي باليوم العالمي للغة العربية 2019، لا تحفل مواقع التواصل الاجتماعي بتواصل الشباب والصغار بلغات مستجدة ومفردات مستحدثة وقواعد وُلدت من رحم الحاجة العنكبوتية فقط، لكن تحفل كذلك بآلاف الصفحات والتغريدات والتدوينات والصور والفيديوهات المحتفية باللغة العربية والداعية إلى الحفاظ عليها في يومها وغير يومها.
صحيح أن الصراع سنة الحياة، لكن التغيير أيضاً فريضتها، والمثير للعجب والإعجاب أن المنصات نفسها التي يتخوف منها الكبار على مكانة اللغة وقواعدها وقيمتها وهويتها، باتت الأداة التي يلجأ إليها المتخوفون للتنفيس عن المخاوف وبذل جهود الحماية ودعوة الجميع إلى الحفاظ على القواعد، أما درجات الاستجابة وجدواها فتحددها أرض المعركة، حيث مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، أطلقت "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" قبل أيام وفي مناسبة اليوم العالمي للغة العربية مبادرة "بالعربي"، تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وتشجيع الشباب على استخدامها، سواء في حياتهم اليومية أو خلال تواصلهم على مواقع الشبكة العنكبوتية، وتسعى المبادرة إلى نشر جماليات اللغة ورفع وعي الشباب بجمال لغة الضاد المرتبطة بالتراث والتاريخ العربي.