أمهل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ميليشيات مدينة مصراتة ثلاثة أيام للانسحاب من مدينتي طرابلس وسرت، بينما طالبت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج المساعدة من خمس دول لصدّ هجوم الجيش.
استهداف مصراتة سوف يتواصل
وفي بيان، توعّد المتحدّث باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري مصراتة في حال عدم انسحاب قواتها، باستهدافها يومياً بالغارات الجوية من دون انقطاع.
وأكّد البيان العسكري أن "استهداف مصراتة سوف يتواصل يومياً من دون انقطاع وبشكل مكثف لم يسبق له مثيل نهاراً وليلاً إذا لم تسحب مصراتة ميليشياتها من طرابلس وسرت خلال ثلاثة أيام بحد أقصى تنتهي مدتها الساعة 12 من مساء يوم الأحد، وفي حال تمت تلك الانسحابات، فإن سلاح الجو العربي الليبي الذي رفع قدراته عدداً ونوعاً في شرق وغرب وجنوب البلاد يعلن ومن باب قوة، أنه لن يتم استهداف المنسحبين من طرابلس وسرت إلى مصراتة لمدة ثلاثة أيام فقط لا أكثر مع الاحتفاظ بحق استهداف أي معدات جديدة يتم نقلها لمصراتة وتخزينها فيها".
وأعلن المسماري أن مقاتلات سلاح الجو التابعة للقيادة العامة نفذت "عملية استهداف نوعية بغارات عدة جوية على مواقع عسكرية في مصراته تم استخدامها لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التركية من قبل ميليشيات حكومة الوفاق المزعوم التي أكدت الليلة ارتهانها الكامل وتبعيتها المطلقة لحكومة تركيا".
تدمير كامل قدرات العدو
وأفاد بيان الجيش الليبي بأن الغارات الجوية على مواقع بمدينة مصراتة نتج منها "تدمير كامل قدرات العدو في مواقع عسكرية عدة، والانفجارات المتتالية دلت إلى حجم المخزون العسكري التركي فيها، وقد عادت مقاتلاتنا إلى قواعدها سالمة".
وكان قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر أعلن في 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، إطلاق عملية تحرير قلب مدينة طرابلس، وتمكن الجيش من إحراز تقدم خلال الأيام الماضية على مختلف الجبهات بطرابلس، ولا سيما في منطقة جنوب العاصمة.
حكومة السراج تطلب مساعدة 5 دول
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في المقابل، طالبت حكومة الوفاق المساعدة من خمس دول لصدّ هجوم الجيش الوطني، وأوضح مكتبها الإعلامي، في بيان نشر على صفحته على فيسبوك، أن "السراج وجّه رسائل إلى رؤساء خمس دول هي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وإيطاليا والجزائر وتركيا، طالب فيها هذه الدول الصديقة بتفعيل اتفاقيات التعاون الأمني، لصدّ العدوان الذي تتعرّض له العاصمة طرابلس".
كما دعت حكومة الوفاق "الدول الخمس" إلى التعاون والتنسيق معها في مكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما داعش والقاعدة، إلى جانب "تكثيف التعاون في مواجهة الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الجريمة المنظمة والمتاجرين بالبشر".
ويأتي طلب المساعدة عقب أقل من يوم على إعلان حكومة الوفاق "الموافقة على تفعيل" مذكرة تعاون عسكري وُقّعت أخيراً مع تركيا. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في الـ 10 من ديسمبر إنه مستعدّ لإرسال جنوده إلى ليبيا دعماً لحكومة السراج إذا طلب الأخير ذلك، الأمر الذي أجّج التوتر في البلاد.
الأمم المتحدة "آسفة" للتصعيد
بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عبّرت من جهتها عن أسفها للتصعيد العسكري المتفاقم والتدخل الخارجي المتنامي في البلاد. وشدّدت في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، على تأكيدها حتمية "الحل السياسي"، ومضيها قدماً في مسعاها الحثيث إلى ترميم الموقف الدولي المتصدّع حول ليبيا، ولحثّ الليبيين للعودة إلى طاولة التفاوض لوقف التقاتل بين الإخوة وكبح التدخّل الخارجي.
وتشهد ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمّر القذافي عام 2011، مواجهات عنيفة منذ الرابع من أبريل (نيسان) حين أعلن حفتر إطلاق عملية عسكرية لتحرير العاصمة من الإرهابيين، بحسب قوله.