اجتمع 13 وزير دفاع من كبرى دول التحالف الدولي، الجمعة، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، لمناقشة تنظيم صفوفهم بعد القضاء على تنظيم "داعش" في شمال سوريا وانسحاب القوات الأميركية منها، وهي أكبر المشاركين في التحالف بوجود 2000 عنصر أميركي.
تطمينات أميركية
أكّد باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، عقب الاجتماع التزام الولايات المتحدة الأميركية قضية التحالف الرئيسة، وهي "إلحاق هزيمة نهائية بداعش في الشرق الأوسط وخارجه".
ووصف قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانسحاب بأنّه "تغيير تكتيكي"، واعداً بالإبقاء على "قدرات مكافحة الإرهابيين في المنطقة" والبقاء "إلى جانب الحلفاء والشركاء".
وأعلن شاناهان رغبته في وجود تحالف "أكبر وأقوى" لقتال التنظيم على مستوى العالم. أضاف "سنواصل دعم قدرات شركائنا المحليين للوقوف في وجه فلول داعش". علماً أنّ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تخوض آخر مرحلة من مراحل القضاء على التنظيم، وفق ما أعلنت السبت الماضي، بدعم من التحالف الدولي وواشنطن، حليفتها الأساس.
في هذا السياق توقّع ترمب، الجمعة، من البيت الأبيض، أن يعلن رسميّاً خلال الـ 24 ساعة المقبلة نهاية التنظيم، الذي انحسر وجوده بكيلومتر واحد في بلدة باغوز على الحدود العراقية السورية.
وتحدّث شاناهان عن فكرة إنشاء "قوة مراقبين" لتحقيق هدفين، هما أوّلاً تجنّب هجوم محتمل للجيش التركي ضدّ المقاتلين الأكراد، وهم أبرز مقاتلي "قسد"، وثانياً منع خلايا جهادية من التشكّل مجدداً في تلك المنطقة. وقال إنّ "جنودنا يغادرون الأرض، لكن حلفاءنا يمكنهم البقاء لمنع خروج الوضع عن السيطرة".
الأوروبيون يرغبون في إجابات
مقابل التأكيدات الأميركية، قال مسؤول أوروبي بُعيد الاجتماع إنّ دول التحالف لا تزال تجهل المخطّط الأميركي للانسحاب من سوريا، وإنّ لديها أسئلة عالقة في شأنه. وأضاف مسؤول أوروبي آخر أنّ شاناهان لم يعرض على الحلفاء جدولاً زمنياً للانسحاب الأميركي، وأنّ الحلفاء عبروا عن شكوكهم في الأمر خلال الاجتماع.
وقال مصدر حكومي فرنسي لوكالة "فرانس برس" إنّه "من غير الوارد بقاء جنود فرنسيين على الأرض السورية من دون وجود الأميركيين". مع الإشارة إلى أنّ لفرنسا حوالي 1200 عنصر في التحالف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك رأت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين أنّ شعار المهمّة يجب أن يكون "ندخل معاً ونخرج معاً". وتابعت "القرارات في سوريا والعراق يجب أن تكون مشتركة". وأشارت إلى أنّ "التنظيم يتحوّل ليصبح سرياً ويعيد تنظيم صفوفه في السر، ويبني شبكات مع مجموعات إرهابية أخرى بما في ذلك شبكة عالمية".
في السياق نفسه، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية إنّ أياً من الشركاء في التحالف لم يتعهد "البقاء أم المغادرة بعد خروجنا"، مؤكّداً أن المجتمعين لم يتوصلوا إلى حلّ جاد "للفراغ الأمني"، وذلك على الرغم من "الرغبة الكبيرة في إيجاد اتفاق أو آلية أمنية" لهذه المسألة.
من جهة أخرى، تخوّف أليكس يانجر، مدير المخابرات البريطانية، من التعامل مع المقاتلين المسلحين العائدين إلى أوروبا بعد انهيار التنظيم، موضحاً أنّ "كل التجارب تشير إلى أنه بمجرد دخول شخص ما في هذا النوع من الصلات، يكتسب المهارات والعلاقات التي قد تجعل منه شخصاً في منتهى الخطورة".
وأشار إلى أنّ تنظيم القاعدة الذي لطالما خاصم "داعش"، عاود الظهور بدرجة ما بسبب تراجع "داعش".
توصية بدعم "قسد"
قال الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية، الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تواصل تسليح ومساعدة "قسد"، بعد الانسحاب الأميركي من سوريا، شريطة أن تواصل الضغط على تنظيم "داعش".
وأضاف فوتيل، في مقابلة مع محطة "سي. إن. إن"، أنه يتوقع أن تختلف المساعدة الأميركية المستقبلية لـ "قسد" بعد أن تسيطر على آخر المناطق الخاضعة للتنظيم، إذ إنها ستواجه شبكة فضفاضة وصعبة التعقب من المسلحين المتشددين، الذين من المتوقع أن يشنوا هجمات على غرار حرب العصابات.
تمثل توصية فوتيل واحدة من أقوى الإشارات حتى الآن على آمال الجيش الأميركي في عقد شراكة دائمة مع قوات سوريا الديمقراطية، على الرغم من مخاوف تركيا، التي تقول إن مقاتلي "قسد" الأكراد إرهابيون.
ورداً على سؤال عما إذا كان يوافق على عدم إمكانية استبدال قوات سوريا الديمقراطية بقوات تركية أو من أي دولة أخرى، قال فوتيل "سأتفق مع ذلك... هذه مهمة لا يجب أن نضطلع بها منفردين". أضاف أن "قسد تسيطر على هذه الأرض وتمثل القبائل... هذا عامل مهم جداً".