رفض الرئيس العراقي برهم صالح الخميس 26 ديسمبر (كانون الأول)، تكليف مرشح الكتلة البرلمانية المدعومة من إيران لرئاسة الحكومة، قائلاً إنه "يفضل الاستقالة على تعيين شخص سيرفضه المحتجون".
وقال صالح في بيان إنه مستعد لتقديم استقالته إلى البرلمان، لأن الدستور لا يمنحه الحق في رفض المرشحين لرئاسة الوزراء.
احتجاجات وتظاهرات
تواصلت الاحتجاجات في العراق الخميس 26 ديسمبر (كانون الأول)، وأغلق المتظاهرون طرقاً عدة في بغداد ومدن في جنوب العراق بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على القادة السياسيين الذين ما زالوا يتفاوضون بحثاً عن مرشح بديل عن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.
وتصاعدت سحب الدخان خلال ساعات الليل في سماء البصرة والناصرية والديوانية، وعلى امتداد طرق رئيسة وجسور تقطع نهر الفرات، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
قطع طرق وحرق مقار
وعند الصباح، رفعت الحواجز عند بعض الطرق بعد ساعات من قطعها، لعرقلة وصول الموظفين إلى أماكن عملهم، من بينها الطريق المؤدي إلى ميناء أم قصر في أقصى جنوب العراق، والذي يستخدم للاستيراد بصورة رئيسة.
وسببت هذه القطوعات اختناقات مرورية وشللاً داخل بعض المناطق وخارجها، كما هو الحال في العاصمة بغداد التي تعد ثاني أكبر العواصم العربية من حيث عدد السكان.
ففي الناصرية، أحرق متظاهرون مجدداً مبنى المحافظة الذي أضرمت فيه النيران خلال الأيام الماضية، في المدينة التي تشهد احتجاجات منذ ثلاثة أشهر، كما قطعوا طرقاً وجسوراً مهمة.
وقال أحد المتظاهرين إن "الحكومة رهينة الأحزاب الفاسدة والطائفية" وتابع "سنواصل الاحتجاجات" حتى تحقيق مطالبنا.
وفي الديوانية، أحرق محتجون "مقراً جديداً لأحد الفصائل المسلحة الموالية لإيران، واستمروا بقطع طريق رئيسي يربط المدينة بمدن أخرى في جنوب العراق".
أما في مدينة الكوت، فقد هتف المواطنون الغاضبون خلال تظاهرة حاشدة وسط المدينة الجنوبية، "نرفض أسعد الإيراني".
موجة غضب متصاعدة
وتصاعدت موجة الغضب منذ الأحد 22 ديسمبر، بعد أسابيع من الهدوء، في ظل حراك جماهيري قوبل بقمع أدى إلى مقتل حوالى 460 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 25 ألفاً بجروح.
ولم تتمكن الأحزاب السياسية الموالية لإيران من الاتفاق في بادئ الأمر على ترشيح وزير التعليم العالي المستقيل قصي السهيل لتولي منصب رئيس الوزراء المستقيل، كما قوبلت هذه المساعي بمعارضة واسعة من قبل المحتجين .
وتسعى هذه الأحزاب الآن إلى تقديم محافظ البصرة أسعد العيداني، الذي يواجه انتقادات حادة بسبب إجراءات اتخذها لقمع تظاهرات خرجت صيف 2018، في محافظته.
ويرفض المتظاهرون في عموم العراق أياً من "مرشحي الأحزاب" السياسية التي شاركت في حكم البلاد خلال السنوات الـ16 الماضية.