على وقع تطورات السياسة الأميركية وتعقيد علاقتها مع الأطراف الدولية الكبرى، قال وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي إن الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترمب، يمثل "ظاهرة جديدة على العالم"، معتبراً أن انتخابه كان بمثابة "رسالة غضب من قبل الأميركيين تجاه سياساتهم التقليدية داخليا وخارجياً".
وفي حوار حصري مع "اندبندنت عربية" سينشر كاملاً غداً، ذكر فهمي "منذ قدوم ترمب إلى السلطة، وهناك توتر متصاعد أميركي- أميركي، أي داخل الإدارة الأميركية ذاتها ومع المؤسسات الأخرى، فضلا عن خلافات جوهرية داخلية فيما يتعلق بتعاطي الرئيس الأميركي مع سياسات بلاده الخارجية".
وبشأن إمكانية فرض الطرف الأميركي واقعا سياسيا جديدا، وخاصة في القضية الفلسطينية، يتجاوز مبادرة السلام العربية، قال فهمي إن "الإدارة الأميركية لا تستطيع سوى فرض واقعها، بمعنى اتخاذ مواقف أحادية الطابع فيما يتعلق بمواقف خاصة بسياستها، ولكن لن تستطيع فرض الأمر الواقع على الجانب الفلسطيني أو على المجتمع الدولي فيما يتعارض مع أسس عملية السلام"، مدللا على ذلك بموقف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بعد إعلان ترمب "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، حيث أقرّت الأمم المتحدة في الشهر ذاته، بالأغلبية، مشروع قرار يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي التي يتعين حلها بالمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما اتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا قويا بعدم التعامل مع السلع الإسرائيلية المنتجة في المستوطنات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الحوار مع الأميركيين ضروري للمصارحة
وذكر فهمي أنه خلال عمله سفيرا لمصر في الولايات المتحدة (في الفترة ما بين 1999/2008)، وخلال تجربته مع عدد من الإدارات الأميركية، فإنه وجد من خلال التعامل مع الأميركان أن المصلحة وليست العواطف هي ما تحكم تحركهم.
مشيراً "ما أقدّره في الجانب الأمريكي صراحتهم حتى وإن كنت تختلف معهم في الكثير من المواقف، وكانت لي صدامات عديدة مع الإدارات الأمريكية سواء إدارة جورج بوش الابن (في الفترة من 2000/2008) لكن في نفس الوقت كان بابهم مفتوحا دائما". وتابع "ما يتميز به الجانب الأميركي أنه إذا تحدّث معك بشكل شديد اللهجة، وللأسف نشهد ذلك بين الحين والآخر، يقبل منك أيضا التعامل بنفس الأسلوب، وللأسف نشهد ذلك بين الحين والآخر"، معتبراً أن حديثه مع الجانب الأميركي كان "أشد كثيرا" من حديثه مع الجانب الأوروبي أو العربي.
وعرّج فهمي إلى الحديث عن علاقته بالأميركيين خلال فترة عمله: "دائما ما يفكر الطرف الأميركي في الأمور من اعتبار أنهم قارة، وهو ما ينعكس على نظرتهم للأمور من الحجم الكبير والتحرك بحسابات كبرى قد تخلق أخطاء كبيرة"، وتابع: "الأميركي تتحاور معه إنما لا تعتمد عليه كثيرا إلا إذا كنت طرفا فاعلا في منطقتك، إذا كنت طرفا فاعلا فالجانب الأميركي يأخذك في الاعتبار، أما إذا كنت طرفا غير فاعل فيختلف الأمر، وإذا كنت تعتمد عليه كصديق وداعم مستمر فالاعتماد أقل من أن يحدث".