من المنتظر أن يجتمع كبار قادة العالم في دافوس- سويسرا في الفترة ما بين 21 - 24 يناير (كانون الثاني)، لمعالجة أكثر القضايا إلحاحاً، في وقت يعيش فيه العالم توترات جيوسياسية غير مسبوقة تزداد حدة، حيث نعيش اليوم اختباراً للنظام السياسي والاقتصادي والمالي العالمي الذي استمر لأكثر من قرن.
وينعقد دافوس في ظل أزمة أميركية إيرانية حادة اقتربت من مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين فضلا عن أزمات أخرى سياسية ومناخية واقتصادية، ستثلقى بظلالها على مناقشات المنتدى الاقتصادي العالمي المرتقبة.
ترمب في دافوس
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن النجم الحقيقي سيكون الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اللقاء الذي ألغى وزير الخارجية الإيراني مشاركته فيه. ولا أحد يعلم ما إذا سيلتقي ترمب في دافوس ضيفا مهما الفتاة السويدية غريتا تونبرغ التي أصبحت رمزا للدفاع عن البيئة بعد سنة من مشاركتها في منتدى دافوس.
والفتاة التي "علقت دراستها أيام الجمعة لحماية المناخ" ستأتي مجددا لنشر رسالتها في دافوس. وستشارك قبل أيام في 17 من الشهر الحالي في تظاهرة بمدينة لوزان السويسرية.
وبين رؤساء الدول والحكومات المتوقع حضورهم في دافوس نائب رئيس الوزراء الصيني هان جينغ والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وسيرافق ترمب الذي يحضر منتدى دافوس بعد مشاركته في 2017 ابنته ومستشارته ايفانكا ترمب وزوجها ومستشاره جاريد كوشنر. كما سيحضر المنتدى وزيرا الخزانة والتجارة الأميركيان ستيفن منوتشين وويلبور روس والممثل الأميركي للتجارة روبرت لايتهايزر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولن يشارك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي وصف المنتدى لهيئة الإذاعة البريطانية في 2013 بأنه "يضم شخصيات مغرورة تتبادل المجاملات". لكن الأمير تشارلز سيحضر رغم مشكلات الأسرة المالكة الحالية.
ولن يحضر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى دافوس في حين يبقى التوتر على أشده بين طهران والولايات المتحدة بعد الأزمة الناجمة عن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في صاروخ أطلقته طائرة مسيرة أميركية.
وسيطرح 7 موضوعات رئيسة للنقاش أمام 600 متحدث عبر 150 جلسة سيتم تناولها خلال الاجتماع السنوي لـ دافوس وتتضمن اقتصادات أكثر عدلاً، وأعمال أفضل، ومستقبل صحي، واقتصاديات أكثر حكمة، والتكنولوجيا من أجل الخير، وما وراء الجغرافيا السياسية ، وكيفية الحفاظ على الكوكب.
تغير المناخ والتكنولوجيا في المقدمة
ويسعى الاجتماع السنوي الخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى إشراك الجهات الفاعلة العامة والخاصة في دعم المبادرات العالمية والإقليمية والوطنية التي تحدث أثراً إيجابياً على جميع أصحاب المصلحة. في هذا الإطار، وسيركز على أربع قضايا رئيسة هي: تغير المناخ وفقدان النظم الإيكولوجية، ونماذج الأعمال المستدامة والشاملة، وتحكم التكنولوجيا وآثارها، والتكيف مع الاتجاهات الديموغرافية والاجتماعية والتكنولوجية.
ويقول القائمون على دافوس إن الظروف المالية العالمية شهدت تحسناً رغم أن ارتفاع مستويات الديون يشكل تهديدًا في المستقبل، في حين أفضى وقف الممارسات العدائية التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إضافة الي تراجع خطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة، وتيسر الظروف المالية والتحفيز الذي توفره البنوك المركزية، والانخفاض في أسعار النفط ومعدلات التضخم وأسعار الفائدة، إلي شعور بالراحة وخلق نوع من الاستقرار في الأسواق العالمية، كما أسهم في تحسًن الظروف المالية للعالم، رُغم ارتفاع مستويات الديون، الذي يشكل تهديداً في المستقبل. وتوقع التقرير استقرار النمو العالمي عند 2.5% في عام 2020، وأن يتجه لمزيد من الارتفاع في 2021 و2022.
اقتصاديات أكثر عدلاً
خلق اقتصاديات أكثر عدلاً يحتاج إلى سد الفجوة بين الجنسين، فطبقا لـ دافوس سوف يستغرق العالم 257 سنة لسد الفجوة الاقتصادية بين الجنسين بشكل كامل، في حين تعمل مبادرة تسريع الفجوة بين الجنسين في للمنتدى الاقتصادي العالمي على تسريع العملية في 9 بلدان، مع خطط للتوسع. يتم إنشاء مسرعات حالياً في الأرجنتين وكولومبيا وشيلي وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان وبنما وبيرو بالتعاون مع بنك التنمية للبلدان الأميركية وفي فرنسا وفي مصر. يستهدف المنتدى الاقتصادي العالمي الحصول على 15 مسرّع بحلول نهاية عام 2020.
دعوة للتخلي عن اقتصاد الوقود الأحفوري
غريتا ثونبرغ، صوت نشطاء المناخ من الشباب، ستكون من أبرز المشاركين في دافوس هذا العام، وستوجه دعوة لقادة العالم للتخلي عن اقتصاد الوقود الأحفوري"، في محاولة للضغط على قادة العالم لإنهاء اقتصاد الوقود الأحفوري، خصوصا أن العالم أنفق ما قيمته 5.2 تريليون دولار لدعم الوقود الأحفوري في عام 2017.غريتا كتبت مقالة في صحيفة الغارديان البريطانية قبيل مشاركتها في أعمال منتدى دافوس هذا العام قائلة، "أي شيء أقل من التوقف الفوري عن هذه الاستثمارات في صناعة الوقود الأحفوري سيكون خيانة للحياة نفسها".
وتطالب غريتا بالنيابة عن جميع نشطاء المناخ من الشباب في العالم، المشاركين في أعمال المنتدى من الشركات والبنوك والمؤسسات والحكومات أن يوقفوا فوراً جميع الاستثمارات في استكشاف واستخراج الوقود الأحفوري ، وأن يضعوا حداً على الفور لجميع أشكال دعم الوقود الأحفوري وأن يتخلصوا فوراً وبشكل كامل من الوقود الأحفوري.
دافوس سيدعو الشركات لتحمل مسؤوليتها تجاه التأثيرات التي تُحدثها على المناخ والبيئة، فما هو جيد لكوكب الأرض هو أمر جيد للأعمال التجارية. احتضان مستقبل أكثر اخضراراً سيفتح فرصاً تجارية جديدة. وبالتالي فإن النهج المتكامل القائم على الطبيعة هو أفضل طريق للمضي قدمًا.
التحول الرقمي لإنشاء عالم أكثر استدامة
ستحتل مناقشات خلق عالم أكثر استدامه عبر الرقمنه حيزا مهما في مناقشات دافوس هذا العام. حيث أن تقييم الشركات اليوم يتم على المساهمة الإيجابية التي تقدمها للمجتمع. وفي عالمنا اليوم يتزايد القلق حول كيفية تأثير التكنولوجيا على الوظائف وعدم المساواة والصحة والأمن. لقد أحدث التحول الرقمي تغيرًا في كيفية إدارة الشركات لعلاقات أوسع مع العالم والذي يبلغ تعداد سكانه 7.7 مليار نسمة.
انبعاثات الكربون المرتبطة بالتسوق الإلكتروني
ويناقش منتدى دافوس هذا العام انبعاثات الكربون المرتبطة بالتسوق عبر الإنترنت والمتوقع أن تشهد زيادة بنسبة 30% بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على التوصيل في المدن في آخر ميل بنسبة 78% بحلول عام 2030 ، مما يؤدي إلى زيادة 36% من مركبات التسليم في 100 مدينة حول العالم. في حين سوف تؤدي عمليات التسليم إلى زيادة الانبعاثات المرتبطة بنحو الثلث وإضافة 11 دقيقة إلى كل مسافر. المنتدى سيتطرق إلي تقرير جديد يحلل التدخلات المحتملة بما في ذلك الروبوتات والسيارات الكهربائية وخزانات الطرود. وطبقا للتقرير فإن شهية المستهلكين المتزايدة للراحة عبر وصول كل المشتريات إلى الباب الأمامي للمشتري في غضون يوم واحد فقط بنقرة واحدة من شأنه التأثير سلبا على البيئة.
دعوة الشركات لتعزيز الإستدامة
ويعيش العالم اليوم توترات جيوسياسية غير مسبوقة تزداد حدة. يجري اختبار النظام السياسي والاقتصادي والمالي العالمي الذي استمر لأكثر من قرن. ومن المتوقع الآن أن تظل الشركات في جميع أنحاء العالم في المقدمة وستنطلق دعوات خلال جلسة ستخصص لمناقشة دور الشركات في تعزيز الاستدامه.